أين يقع مسجد السيدة نفيسة
أين يقع مسجد السيدة نفيسة
يقع مسجد السيدة نفيسة في جمهورية مصر العربية وتحديدًا في العاصمة القاهرة، حيث يتخذهُ الزوار وجهةً لهم؛ لأنهُ من أقدم المساجد في القاهرة، وقد تأسس هذا المسجد بهذا الشكل الذي هو عليه اليوم في العام ألف وثلاثمئة وأربعة عشر من الهجرة، الموافق للعام ألف وثمانمائة وسبعة وتسعين ميلادية.
ويحتوي المسجد على ضريح السيدة نفيسة ويضم أيضًا ضريح السيدة جوهرة خادمة السيدة نفسية، ويحتوي المسجد على مدخلٍ للرجال وآخر للنساء، وفيهِ ممرٌ طويلٌ يصلُ إلى المقام الشريف، كما يضمُّ الضريحُ مقصورةً نُحاسية، وقد تعرّض المسجدُ إلى التجديدِ على مرّ الحضارات لما لهُ من مكانةٍ عظيمة في نفوسِ المسلمين.
التعريف بالسيدة نفيسة
نسبها ومولدها
السيدة نفيسة هي واحدة من سيدات آل البيت الأطهار، فهي بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقد ولِدت في مدينة مكة المكرمة، إلا أنها قدمت مصر في العام مئة وثلاثة وتسعين من الهجرة الموافق للعام ثمانمئة وتسعة من الميلاد، ومكثت في مصر إلى أن انتقلت إلى الرفيق الأعلى، وقد كانت -رضي الله عنها- سيدة عظيمة، صوّامة قوّامة، حافظةً لكتاب الله تعالى، وعالمةً ب علوم الفقه والتفسير، زاهدةً بالدُّنيا، مقبلةً على الآخرة.
وفاتها
كانت السيدة نفيسة من أزهد الناس في الدنيا، ومن أكثرهم شوقًا لله -عز وجل-، فقد ذُكِر أنها كانت صائمةً يوم وفاتها فأشار عليها من هُم حولها حينما اشتدَّ عليها المرضُ بأن تُفطر، فما كان منها إلا أن تقول واعجبا! لي ثلاثونَ سنةً وأنا أسأل الله أن يتوفّاني وأنا صائمة ومن ثمَّ أُفطر؟! معاذ الله -تعالى-.
ففاضت روحها إلى بارئها وهي تقرأ، قولهُ -تعالى-: (لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)، وقد كان ذلك في العام مئتين وثمانية من الهجرة، الموافق للعام ثمانمئة وأربعة وعشرين ميلادية .
وقد ذُكِر أن أول من قام بالبناء على قبر السيدة نفيسة "مشهد السيدة نفيسة" هو أمير مصر عبيد الله بن السري بن الحكم، وفي زمن الخليفة المستنصر بالله أمر بتجديد هذا الضريح، وكان ذلك في العام أربعمائة واثنين وثمانين من الهجرة، وكذلك فعل الخليفة الحافظ لدين الله في العام خمسمائة واثنين وثلاثين من الهجرة.
وبعد ذلك بمئتي عامٍ ونَيِّف، وفي زمن الناصر محمد بن قلاوون تم إنشاء المسجد إلى جانب مشهد السيدة نفيسة، وقد قام الأمير عبد الرحمن في العام ألف ومئة وثلاثة وسبعين من الهجرة بتجديد المسجد والضريح معًا، وفي العهد العثماني وتحديدا في العام ألف وثلاثمئة وأربعة عشر ميلادية، صدر أمر من الخديوي عباس باشا الثاني بإعادة بناء المسجد والضريح، وهو لا يزال قائماً يستقبل المصلين إلى يومنا هذا.