أين يقع قبر النبي شعيب
أين يقع قبر النبي شعيب؟
يقال إنّ قبر النبي شعيب -عليه السلام- يقع في مكة المكرمة، غرب الكعبة المشرفة، وذلك بين دار الندوة وباب بني سهم، وقيل إنّه يقع في قرية خيارة الواقعة في طبرية، ويقال أيضا إنّه يقع في الأردن جنوب الصلت، وقيل إنّه يقع في حطين وهي قرية تقع بين أرسوف وقيسارية، أو بين طبرية وعكا، وقيل إنّ حطين بحيرة تقع في أرض مصر بين الفرما وبلبيس يُصاد منها سمك الحطين.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الله -تعالى- كان قد أرسل نبيا آخر بعد شعيب -عليه السلام- يدعى بشعيب بن ذي مهدم بن حصورا، بعثه إلى قومه بني حصورا وكانوا يقطنون بين الشام والعراق في منطقة سماوة، وقيل اسمه شعيب بن نهد وقبره في جبل ضين الواقع في اليمن.
معلومات عن النبي شعيب
التعريف بالنبي شعيب
شعيب -عليه السلام- هو شعيب بن ميكائيل بن يشجب بن مدين بن إبراهيم، وقيل هو ابن عيفاء بن ثويب بن مدين بن إبراهيم، وقيل هو ابن نوفل بن رعبيل بن مر بن عنقاء بن مدين وقيل غير ذلك، و كان الله -تعالى- قد أرسله نبيا إلى قومه مدين الذين كانوا يقطنون شمال الجزيرة العربية في مكان يقع بين مكة وفلسطين.
وقد امتاز -عليه السلام- بفصاحته وبلاغته في نصح قومه ودعوتهم إلى توحيد الله -تعالى- وعبادته حتى سمّاه بعض السلف بخطيب الأنبياء، وقد ذهب بعض المفسّرين إلى أنّه -عليه السلام- كان كفيفاً، وذلك لقول الله -تعالى-: (قالوا يا شُعَيبُ ما نَفقَهُ كَثيرًا مِمّا تَقولُ وَإِنّا لَنَراكَ فينا ضَعيفًا)، فكان العمى سببا في ضعفه إلّا أنّ الله -تعالى- قد ردّ عليه بصره.
دعوة النبي شعيب لقومه
دعا شعيب -عليه السلام- قومه إلى عبادة الله -تعالى- وتوحيده ، وقد عُرف قومه بالفساد والغش فنهاهم عن تنقيص الكيل والميزان، لقوله -تعالى-: (وَإِلى مَديَنَ أَخاهُم شُعَيبًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ وَلا تَنقُصُوا المِكيالَ وَالميزانَ)، كما نهاهم عن تبخيس الناس حقهم في البيع والشراء لقوله -تعالى-: (وَلا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم).
ونهاهم عن الاعتداء على الآخرين والإفساد بكافة صوره، لقوله -تعالى-: (وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ)، إلّا أنّ قومه رفضوا الاستجابة لدعوته، وليس ذلك فحسب بل عمدوا إلى مواجهته بعدة طرق ومنها ما يأتي:
- اتّهامه -عليه السلام- بالكذب، لقوله -تعالى-: (وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ).
- اتّهامه -عليه السلام- بكونه مسحوراً، لقوله -تعالى-: (قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ).
- تهديده -عليه السلام- بالرجم، لقوله -تعالى-: (وَلَولا رَهطُكَ لَرَجَمناكَ وَما أَنتَ عَلَينا بِعَزيزٍ)، وطرده من القرية مع الذين آمنوا معه، لقوله -تعالى-: (قالَ المَلَأُ الَّذينَ استَكبَروا مِن قَومِهِ لَنُخرِجَنَّكَ يا شُعَيبُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَكَ مِن قَريَتِنا أَو لَتَعودُنَّ في مِلَّتِنا).
فبعد أن رأى -عليه السلام- جحود قومه وكفرهم أخبرهم بأنّه قد نصحهم بصدق وأمانة، وأن يترقبوا العذاب الذي سيحلّ بهم، لقوله -تعالى-: (فَتَوَلّى عَنهُم وَقالَ يا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسالاتِ رَبّي وَنَصَحتُ لَكُم فَكَيفَ آسى عَلى قَومٍ كافِرينَ)، فأنزل الله -تعالى- عذابه بهم؛ حيث أصابهم حرٌّ شديدٌ لا ينفع معه ماء ولا ظلّ.
فسارعوا إلى البريّة حتى رأوا سحابة، فتجمعوا تحتها للاستفادة من ظلّها، فجاءتهم صيحة عالية من السماء أزهقت أرواحهم إلّا شعيب والذين آمنوا معه، فقد نجّاهم الله -تعالى- من العذاب، لقوله -تعالى-: (وَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا شُعَيبًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَأَخَذَتِ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ).