أين يقع المسجد الحرام
أين يقع المسجد الحرام
يقع المسجد الحرام في بلاد الحجاز تحديداً في مكة المكرمة ، الواقعة في أحد أودية جبال السراة، والتي تُعدّ أشهر المدن الإسلامية المقدسّة. والكعبة المشرّفة موجودة وسط البيت الحرام التي أورد الله -تعالى- ذكرها أيضاً في القرآن الكريم، وجعلها قبلةً للمسلمين في صلاتهم حيث كانوا.
لماذا سُمِّي بالمسجد الحرام
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، وإنَّه لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيه لأحَدٍ قَبْلِي، ولَمْ يَحِلَّ لي إلَّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، ولَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، ولَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلَّا مَن عَرَّفَهَا، ولَا يُخْتَلَى خَلَاهُ فَقالَ العَبَّاسُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إلَّا الإذْخِرَ فإنَّه لِقَيْنِهِمْ ولِبُيُوتِهِمْ، قالَ: إلَّا الإذْخِرَ)، ويمكن القول من خلال الحديث السابق بأنّ تسمية المسجد الحرام بهذا الإسم يعود لعدّة أمور منها ما يأتي:
- حُرمة التّعرض للمسجد الحرام أوالتقليل من شأنه والتهاون به.
- حُرمة انتهاك المسجد الحرام سواءٌ بالقتل وسفك الدم فيه، أو بتخريب أشجاره بالقطع أو الإتلاف، أو بصيد ما فيه وما كان حوله.
- حرمة الاستحواذ على لُقَطَة المسجد الحرام، أمّا التقاطها بهدف التعريف والإعلان عنها فلا بأس في ذلك.
خصائص المسجد الحرام
هناك العديد من الخصائص التي انفرد بها المسجد الحرام عن غيره من المساجد ومنها ما يأتي:
- أوّل مسجدٍ وُضِع للناس على الأرض: وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ).
- المسجد الحرام هداية للناس كافّة: وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، وهو أوّلُ بيتٍ وُضع في الأرض للعبادة وهداية الناس، وتكون هدايته في حِفظ المُعتقَد وحِفظ العبادة وحُسن العمل.
- حفظ المسجد الحرام وبقاؤه سبب في حفظ الدين وقيام الناس: وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (جَعَلَ اللَّـهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ).
- قِبلة المسلمين في المسجد الحرام: جعل الله -تعالى- الكعبة في المسجد الحرام وهذا من شأنه أن يجعله أعظم مساجد الأرض، وذلك لأنّ الكعبة هي قِبلة المسلمين التي يتوجّهون إليها أثناء صلاتهم خمس مرات في اليوم والليلة على أقلِّ تقدير، حيث قال الله -تعالى-: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)، ويُضاف إلى ذلك أنّ فريضة الحجّ لا تكون إلّا إليها، وهي بذلك تُعدّ عاملاً يوحّد المسلمين في شتّى بقاع الأرض.
- المسجد الحرام هو أوّلُ المساجد التي تُشدّ الرّحال إليها: وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى).
- طهارة المسجد الحرام: وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، إذ أنّ المسجد الحرام طاهرٌ طهارة ًماديةً من النجاسات والمستقذرات، وطهارةً معنويةً من كلِّ ما فيه مخالفات للشرع من الذنوب والمعاصي.
- المسجد الحرام أمانٌ لكلِّ شيء: وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا)، وقوله -تعالى-: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا)، فقد جعل الله -تعالى- المسجد الحرام أمانٌ للإنسان والحيوان والنبات؛ أمانٌ قدريّ فلا يُغزى ولا يدخله الدجّال، وأمان شرعيٌ بالتزام وافديه بالأخلاق الطيبة والسلوك الحسن.
- منع الكفار دخول المسجد الحرام: وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا المُشرِكونَ نَجَسٌ فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ بَعدَ عامِهِم هـذا).
- حُرّمة استقبال واستدبار القبلة حال قضاء الحاجة: وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ علَى حَاجَتِهِ، فلا يَسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ، وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا).
- إباحة الصلاة في المسجد الحرام سائرَ الأوقات: وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يا بَني عَبدِ مَنافٍ، لا تمنَعوا أحدًا طافَ بِهَذا البيتِ، وصلَّى أيَّةَ ساعةٍ شاءَ مِن ليلٍ أو نَهارٍ)، بحيث يجوز للمصلِّي الصلاة فيه في أيّ وقت شاء من أوقات الليل أوالنهار دون كراهةٍ أو حرمةٍ لأيِّ وقت من الأوقات.
- صفوف الصلاة في المسجد الحرام مُلتفّة حول الكعبة: وهذا على خلاف سائر المساجد التي تكون فيها صفوف الصلاة باتّجاه واحد نحو الكعبة.
- البناء المعماري الهندسي المتميّز للمسجد الحرام.
- البركة ومضاعفة الحسنات والسيئات في المسجد الحرام: وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، كما أنّ الصلاة فيه تعدل أجر مئة ألف صلاة لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (صلاةٌ في مسجِدِي هذا أفْضَلُ من ألْفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ من المساجِدِ إلا المسْجِدَ الحرامَ، و صلاةٌ في المسْجِدِ الحرامِ أفضلُ من صلاةٍ في مَسْجِدِي هذا بِمِائةِ مَرَّةً).
- الطواف حول الكعبة: يُعدّ الطواف حول الكعبة سبعةُ أشواطٍ تحيّة المسجد الحرام الخاصّة به دوناً عن غيره من المساجد.
- إباحة مرور الناس أمام المصلين في المسجد الحرام: بحيث يجوز للمصلِّي إتمام صلاته وإنهائها؛ وإن كان الناس رجالاً ونساءً يمرّون من أمامه.
- الاشتياق الدائم للمسجد الحرام: وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاس)، حيث إنّ المراد بلفظ (مَثَابَةً)؛ تردّد الناس وشوقهم الدائم إلى المسجد الحرام وبذل الجهد والمال لبلوغه والوصول إليه.