أين قبر النبي يوسف
قبر النبي يوسف
تعدّدت الروايات الواردة في مكان دفن سيدنا يوسف -عليه السلام-؛ فقيل إنّه أوصى أن يُدفن في بلاد الشام عند أبيه يعقوب وجدّه إسحاق -عليهما السلام-، وعند وفاته -عليه السلام- وضعوه في تابوتٍ وألقوه في النيل، وأنّ موسى -عليه السلام- أخذه إلى البلاد المقدّسة، ودفنه في الخليل، وقيل في نابلس.
وتجدر الإشارة إلى أنّه لم يُثبت العلماء بصورةٍ أكيدةٍ موضع قبر أحدٍ من الأنبياء إلّا النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، أمّا الأنبياء الآخرون فلم يُنقل إلّا رواياتٌ وأخبارٌ متعدِّدةٌ حول مكان دفنهم.
مواقف من حياة يوسف عليه السلام
رؤيا يوسف عليه السلام
بدأت قصة سيّدنا يوسف -عليه السلام- برؤيا في منامه، أخبر بها أباه يعقوب -عليه السلام-، قال تعالى على لسان يوسف -عليه السلام-: (يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ)، وطلب منه أبوه أن يخفيه عن إخوانه؛ لغيرتهم منه، نظرًا لمكانته عند أبيهم وشدّة محبّته له.
مكيدة إخوة يوسف له
اتّفق إخوة يوسف فيما بينهم على أن يُبعدوه عن أبيهم؛ فرأوا أن يخرجوا به ويلقوه في بئرٍ، وطلبوا من أبيهم أن يخرج يوسف معهم؛ فقبل يعقوب رغم تردّده وخوفه على يوسف، وخرجوا به، وألقوه في بئرٍ؛ لتلتقطه أي قافلةٍ تمرّ بالبئر، فأخذته إحدى القوافل المتّجهة إلى مصر، وباعوه؛ فاشتراه عزيز مصر وذهب به إلى قصره، فربّاه واعتنى به.
قصة يوسف مع امرأة العزيز
كبر يوسف في بيت عزيز مصر، وتعلّقت به زوجة عزيز مصر ؛ فراودته عن نفسه، وغلقت عليه الأبواب، لكن الله أنجاه منها بعد أن استعصم بالله -تعالى-، وركض إلى الباب؛ ليخرج، فتبعته وقد مزّقت قميصه بعد أن هرب منها، ولما فُتح الباب كان العزيز خلفه، فاتّهمت زوجة العزيز يوسف بالخيانة وحدّثت زوجها بسجنه؛ فسُجن يوسف -عليه السلام- ظلمًا رغم تبرئته.
قصة يوسف في السجن
بقي يوسف في السجن لسنواتٍ، وكان معه اثنان دعاهما إلى الله -تعالى- وفسّر لهما رؤيا رأونها، فلمّا خرج أحدهما من السجن وكان ساقيًا للملك كما فسّر له يوسف -عليه السلام- رؤياه، وطلب منه أن يذكره عند العزيز، فذكره أمام العزيز حين رأى العزيز رؤيا، ولم يستطع أحدٌ أن يفسّرها له، فذكر له الساقي أنّ يوسف -عليه السلام- يفسّر الرؤى؛ فطلبه وأخرجه من السجن.
بعد أن فسّر يوسف -عليه السلام- رؤيا العزيز، وبرّأته امرأة العزيز ممّا اتهمته به؛ أعجب العزيز بعلمه وأمانته؛ فعيّنه على خزائن مصر، ومن ثم صار عزيز مصر، وهو من خلص أهل مصر والدول التي حولها من خطر القحط بحنكته، وحكمته، وتوفيق الله له.
لقاء يوسف بأهله
وجاء إخوة يوسف إلى مصر ليتزوّدوا منها بعد أنّ أصاب القحط البادية حيث يسكنون، والتقوا بيوسف -عليه السلام-؛ فعرفهم ولم يعرفوه، ودبّر حيلةً ليبقي أخاهم الصغير عنده، ويعود من بعدها بأبيهم إليه؛ فرجعوا إليه مع أبيهم بعدما عرفوا أنّه يوسف، وتحقّقت رؤياه -عليه السلام- بأن سجد له إخوته وأبوه، واجتمع شمله بهم.