أوقات كراهة الصلاة وأدلتها
أوقات كراهة الصلاة
هناك ثلاثة أوقات تُكره فيها الصلاة، ينبغي على المسلم تعرّفها وهي كما يأتي:
بعد صلاة الفجر إلى أن ترتفع الشمس
اتفق الفقهاء على عدم جواز صلاة النافلة بعد صلاة الفجر، حتى تطلع الشمس، لما ورد عن يسار مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقال: رآني ابنُ عمرَ وأنا أصلِّي، بعدَ طلوعِ الفجر، فقالَ: يا يَسارُ، إنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- خرجَ علينا ونحنُ نصلِّي هذِهِ الصَّلاةَ، فقالَ: (ليبلِّغ شاهدُكم غائبَكم، لا تصلُّوا بعدَ الفجرِ إلَّا سجدتينِ).
والمقصود من الحديث الشريف أنه يكره للمسلم أن يصلي هذا الوقت حتى تطلع الشمس وترتفع قليلاً، وبيّن العلماء أن مقدار ارتفاع الشمس، هو بمقدار رمح، أي أن ترتفع بمقدار متر تقريباً، أو بعد طلوعها بنحو ربع ساعة.
عند استواء الشمس في وسْط السماء حتى تزول وتميل إلى جهة الغروب
بيّن العلماء أنه لا يجوز أداء صلاة النافلة قُبيل وقت صلاة الظهر بقليل، وذلك في فترة ارتفاع الشمس ووصولها إلى وسط السماء، حتى تبدأ تميل إلى جهة غروبها، وهو وقت قصير يقدّر بربع ساعة إلى ثلث ساعة.
وعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه-، قال: (ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كانَ رَسولُ اللهِ --صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حتَّى تَغْرُبَ)، فهذا الوقت لا تجوز فيه الصلاة.
بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس
اتفق العلماء على عدم جواز أداء صلاة النافلة بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس).
ما يجوز أداؤه من الصلوات في الأوقات المكروهة
يستثنى من النهي من أداء الصلوات في الأوقات المذكورة، عدة أمور، ومنها ما يأتي:
- الصلاة التي لها سبب
يجوز أداء الصلوات التي لها سبب في الأوقات المكروهة؛ كقضاء صلاة الفرائض، و صلاة الجنازة ، وصلاة الاستسقاء، وصلاة الكسوف والخسوف، وسنة الوضوء، وركعتي تحية المسجد، وركعتي الطواف حول الكعبة المشرفة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن نَسِيَ صلاةً فليصلِّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك).
ومعنى "إذا ذكرها" في الحديث، أن الوقت الذي يُطالب فيه الإنسان بالصلاة في حالة النسيان أو النوم، هو وقت تذكر الصلاة، أو بعد الاستيقاظ، وقد يذكرها الإنسان أو يستيقظ في أحد الأوقات المنهي عنها، فدل على استثناء ذلك من النهي.
- الصلاة عند استواء الشمس وسط السماء يوم الجمعة
إنّ الصلاة قبيل الظهر في وقت استواء الشمس يوم الجمعة، غير مكروهة، وذلك لمن حضر الصلاة، لاستحباب التبكير في القدوم لصلاة الجمعة ، والصلاة قبل خروج الإمام وصعوده على المنبر.
- الصلاة في الحرم المكي
لا تُكره الصلاة في الحرم المكي في أي وقت على الإطلاق، فيؤدي المسلم الصلاة في أيّ وقت شاء، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (يا بني عبد مناف، لا تمنعوا أحدًا طاف بهذا البيت وصلى أيةَ ساعة شاء من ليل أو نهار).