مفهوم تكنولوجيا التعلم
التكنولوجيا
التكنولوجيا هي كلمةٌ إغريقيّة قديمة تمّ اشتقاقها من مُصطلحين هما Techno بمعنى مهارة فنيّة، و Logos التي تَعني دراسة أو علم، ومنهما تكوّن مصطلح تكنولوجيا الذي يَعني (تنظيم المهارة الفنيّة). ارتبط مفهوم التكنولوجيا بالصّناعة لفترةٍ تَزيد عن مئةٍ وخمسين عاماً قبيل دخوله عالم التربية والتعليم، ويعني هذا المفهوم بعد تعريبه إلى تقنيات علم الفنون أو المهارات، أي بمعنى آخر دراسة المهارات بشكلٍ منطقيّ بهدف تأدية وظيفة مُحدّدة. عرّف جلبرت التكنولوجيا على أنّها التطبيق النظامي للمعرفة العلميّة، أو هي المعرفة المنظّمة من أجل أغراضٍ علميّة. في ضوء كلّ ما سبق ذكره نستنتج بأنّ التكنولوجيا هي عبارة عن طريقةٍ نظاميّة تَسير وفق معارف منظمة، وتُستخدم فيها جميع الإمكانات المُتاحة سواءً كانت ماديّةً أم غير ماديّة بطريقةٍ فعّالة لإنجاز كافة الأعمال المرغوب فيها على درجةٍ عالية من الدقّة والإتقان الكفاية.
مفهوم تكنولوجيا التعلّم
تكنولوجيا التعلّم ويُطلق عليها ايضاً اسم التقنيات التعليميّة هي عبارة عن مجموعةٍ فرعيّة من التقنيات التربويّة، وهي عمليّةٌ مركّبة متكاملة تشمل الأساليب والأدوات والأفكار والتنظيمات إضافةً للأفراد، والتي تتبع في تحليل المشاكل واستنباط الحلول المناسبة لها، إضافةً لتقويمها وإدارتها وتنفيذها بشكلٍ يكون فيه التعليم موجّهاً وهادفاً، إضافةً لإمكانيّة التحكّم فيه، وبالتالي فإنّ تكنولوجيا التعليم تعني إدارة وتطوير مكوّنات النظام التعليمي.
تطبيقات التكنولوجيا
للتكنولوجيا العديد من التّطبيقات في مُختلف المجالات فهي تُستخدم في العمل، والاتصالات ، والمواصلات ، والتعليم ، والصّناعة ، وحتّى صناعة الحِرَف، وتأمين البيانات ، والعديد من المجالات الأخرى، فالتكنولوجيا هي المعرفة الإنسانيّة التي تتضمَّن الأدوات، والأنظمة، والموارد.
تكنولوجيا التربية وتكنولوجيا التعليم
على الرّغم من التعريفات المنفصلة لتكنولوجيا التربية وتكنولوجيا التعليم، إلا أنّ هناك تشابكاً كبيراً في المفهوم؛ بحيث يصعب التفريق بينهما، وهناك العديد من الكتّاب الذين استخدموا كلا المصطلحين للتعبير عن المفهوم ذاته، إلا أنّ عدداً آخر ميّز بينهما، حيث قالوا بأنّ مفهوم تكنولوجيا التعلّم يشير إلى تنظيم عمليّة التعلّم والتعليم، وكافة الظروف التي تتصل بتلك العمليّة، أمّا التكنولوجيا التربويّة فهي تدل على تنظيم (النظام التربوي)، عن طريق تطويره بشكلٍ شامل بحيث يمتدّ أثره ليصل إلى تطوير المناهج، إضافةً لتأليف الكتب المدرسيّة، وتوفير الوسائل التعليميّة والمباني المدرسيّة، وتدريب الجهاز التربوي والبحث عن الاستراتيجيّات الأفضل للتعلّم والتعليم، وتوظيف الأفضل منها في العمليّة التعليميّة.
هناك تمييزٌ آخر بين هذين المصطلحين؛ حيث إنّ تكنولوجيا التربية هي الطريقة المنهجيّة التي تُشكّل نظاماً متكاملاً، بحيث تحاول الوصول الى المشاكل التي تتصل بعدد من نواحي التعلّم الإنساني، وتحديدها وتحليلها، ومحاولة إيجاد الحلول وتنفيذها، ومن ثمّ تقييم نتائجها، أمّا تكنولوجيا التعلّم فهي عبارة عن عمليّةٍ منهجيّة لتصميم عمليّة التعلّم والتعليم، والعمل على تقويمها وتنفيذها في ضوء عدد من الأهداف المحدّدة القائمة بشكلٍ أساسي على بحوث في مجال تعليم الإنسان، إضافةً لاستثمار كافة المصادر البشريّة وغير البشريّة المتاحة، التي تهدف إلى إحداث تعلّم مثالي.