أين تقع قرية قوم لوط
مكان قرية قوم لوط
أرسل الله -تعالى- نبيه لوط -عليه السلام- إلى أهل سدوم وكانوا يسكنون في منطقة بلاد الشام في الأردن، وقد ذكر أهل السير والتاريخ فيما يغلب على الظن تواجدهم في منطقة البحر الميت، وهذه المنطقة تنفرد بمجموعة من الخصائص، ومنها ما يأتي:
- أكثر المناطق انخفاضاً على وجه الأرض.
- صعوبة عيش الكائنات الحية في البحر الميت؛ وذلك لشدّة ملوحته.
وأهل سدوم تضم اثني عشر قرية وهي؛ دُوم، وعَامُورا، وصبرانة، وصَفراء، ودوما، وصابورا، وداذُوما، وصبواس، وصبعة، وصعرة، وتقع هذه القرى في منطقة ما بين الشام والحجاز بناحية زُغَر، ويُطلق على هذه القرى "المؤتفكات"، ويسكن كل قرية مئة ألف.
وكانت منطقة أهل سدوم مليئة بالمزارع والكروم والبساتين قبل حلول العذاب على أهلها، فلما أصابهم الخسف أصبحت بحيرة منتنة، ولم يستطع القوم الظالمون النجاة من عذاب الله -تعالى-.
دعوة قوم لوط
بعث الله -تعالى- لوط -عليه السلام- إلى أهل سدوم في الأردن؛ ليدعوهم لعبادة الله -تعالى- وتوحيده، وهو ابن هاران بن آزر، ابن أخ نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، حيث نزل سيدنا إبراهيم في فلسطين، ونزل سيدنا لوط في الأردن.
واتخذ قوم لوط عبادة الأوثان، وكانوا يقومون بالفاحشة فيأتون الذكران ويتركون زوجاتهم، وكانوا يجهرون بالمعصية في الطرقات والمجامع، وكانت لهم قوة اقتصادية عظيمة عن طريق الكروم والبساتين والمزارع.
وقام سيدنا لوط بدعوتهم لترك عبادة الأوثان، وترك ما هم عليه من الفاحشة والضلال؛ فاستكبروا وكذبوا دعوته واستمروا في ضلالهم وطغيانهم وفعلهم للفاحشة والضلال، وأرادوا إخراج سيدنا لوط ومن آمن معه من قريتهم.
قال -تعالى-: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ* وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).
عذاب قوم لوط
عندما طال تكذيب قوم لوط ، وزاد كفرهم وطغيانهم، وإصرارهم على فعل الفاحشة؛ قام سيدنا لوط باللجوء إلى الله -تعالى- لنصرته على قومه الفاسدين، وقد أخبرت الملائكة سيدنا إبراهيم بما أمرهم الله -تعالى- به من خسف قوم لوط المكذبين.
ولما وصلت الملائكة إلى سيدنا لوط -عليه السلام، أراد قومه فعل الفاحشة معهم؛ لكن جبريل أعمى أبصارهم، وأمرت الملائكة نبي الله لوط -عليه السلام- بالخروج هو وأهله من القرية إلا امرأته؛ لأنها وافقت على فعل القوم.
ولما خرج لوط -عليه السلام- من القرية أخبر الملائكة بإهلاكهم في نفس الوقت؛ فأخبرته الملائكة بأنهم سيقومون بإهلاكهم في الصباح، وعندما حلّ الصباح قلبت الملائكة جميع القرى بمن فيها؛ ف هلك القوم المفسدون .
قال -تعالى-: (وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ* إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ).