أين تعيش النعامة
الموطن الأصلي للنعامة
يمكن أن يتواجد النعام في المزارع في جميع أنحاء العالم، إلا أن موطنه الأصلي في السافانا (الغطاء النباتي الممتد في ظل الظروف الجافة والحارة)، وأكبر مناطق السافانا توجد في أفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وأستراليا، والهند، وبورما، وتايلند، ومدغشقر، وغابات أفريقيا.
يتجمع النعام في بعض الأحيان ضمن مجموعات تصل إلى 100 طائر، لكن معظمها يتكون من مجموعات تصل إلى 10 طيور حسب ما أشارت حديقة سان دييغو للحيوان، وتتكون المجموعة من ذكر وأنثى ذي سيادة إلى جانب عدد من الإناث.
يوجد الآن 5 أنواع من أصل 9 من النعام الأصلي، وأقل من 150,000 نعامة في البراري، هذه الأعداد تعد قليلة ومهددة بالانقراض، لكن تساعد المزارع الموجودة في أفريقيا وأوروبا على تخفيض نسبة انقراضها، وأهم العوامل التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار للحفاظ على هذا النوع من الطيور: إيقاف الصيد الجائر، والحفاظ على البيئة الطبيعية من أي خطر.
يحتاج النعام إلى بيئة يتوفر فيها الغطاء النباتي ومصادر مياه مفتوحة، خاصة أنّ هذه الفصيلة من الطيور غير قادرة على الطيران ولا يمكنها الاعتماد على الغطاء النباتي فقط كمصدر للحصول على الماء. وفيما يأتي تفصيل للمواطن الأصلية للنعام:
أفريقيا
أكثر أنواع النعام شيوعًا هو المتواجد في أفريقيا فهو يتواجد في جنوب وشرق أفريقيا ، ويعد المتواجد في شمال أفريقيا النوع المتعارف عليه عالميًا بين الناس، وهو من جنس طيور الكيوي، والإيمو، والكسواري، والرياس.
تعد المناطق الجافة في أفريقيا الموطن الأصلي للنعام وبعضها يوجد في أواسط أفريقيا، وكانت مصر قديمًا إحدى أهم الدول المنتجة لريش النعام والموطن الأساسي الذي انتقل منه النعام إلى جنوب أفريقيا.
وللنعام أنواع عدة تعيش في أفريقيا أهمها:
- النعام ذو الرقبة الحمراء
والملقب بنعام شمال الفريقيا (بالإنجليزية: Struthio camelus)، كان من أكثر الأنواع انتشارًا في السابق في العالم لكنه الآن متواجد فقط في شمال أفريقيا، ويتميز ذكر النعام الذي يدعى الظليم بلونه الأسود والأنثى باللون الرمادي وهو أطول أنواع النعام، كما أنه مهدد بالانقراض لاستخدام لحومه للغذاء.
- نعام الماساي
يقطن هذا النوع من النعام بشكل رئيسي في شرق أفريقيا، وتحديدًا في كينيا، وتنزانيا، وإثيوبيا، والصومال، ويتميز بريشه القصير نسبيًا فوق رأسه.
- النعام الجنوبي
ويعيش هذا النوع من النعام في الجزء الجنوبي من أفريقيا تحديدًا في مناطق نهري زامبيزي وكونيني، وقد تم تدجين هذا النوع من النعام لما لريشه من قيمة اقتصادية عالية.
- النعام الصومالي
يوجد هذا النوع من النعام فقط في القرن الأفريقي (شبه الجزيرة الصومالية)، ويتميز هذا النوع من النعام أن الإناث أكبر حجمًا من الذكور، ويتحوّل لون الرقبة والأرجل لهذا النوع في موسم الزواج للون الأزرق الغامق.
أستراليا
في منتصف السبعينيات من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كانت أستراليا تضم عددًا كبيرًا من المزارع الخاصة بطيور النعام، لكن في عام 1914م تحديدًا اختفت الزراعة الحيوانية المتعلقة بالنعام في أستراليا، ليتم إحيائها من جديد في أوخر السبعينيات من القرن العشرين، ويكثر في أستراليا النعام الرمادي.
أماكن انتشار النعامة حول العالم
تنتشر طيور النعام بشكل كبير في قارة أفريقيا ، لكنها قبل ذلك كانت تتواجد في منطقة البحر الأبيض المتوسط غربًا، والصين، ومنغوليا، وتوجد الآن نتيجة الهجرات في السودان، ومصر، وإثيوبيا، والصومال، والساحل الغربي للبحر الأحمر، وتنزانيا، وبعض مناطق الجزيرة العربية خاصة دولة الكويت (زراعة حيوانية).
وفيما يأتي أهم مناطق انتشار النعام حول العالم:
سوريا
لم يعد النعام السوري (الشرق أوسطي) متواجد في في البراري السورية والجزيرة العربية حاليًا حيث انقرض وتحديداً عام 1941م، نتيجة عمليات الصيد للاستفادة من الريش واللحوم في الغذاء والتجارة، وتم إعادة تربيته في المزارع.
كان النعام السوري أو العربي التابع لسلالة النعام ذي العنق الأحمر هو المتواجد في هذه المنطقة.
السودان
يعد النعام في السودان جزءاً من التراث حيث يُستخدم ريشة في التزيين خلال المناسبات المهمة، ويُعدّ السودان موطناً مناسباً لتعايش وتكاثر طائر النعام إذ يتميز بمناخه الحار الجاف، وتوفر التضاريس الرملية المناسبة لعملية احتضان البيض والتكاثر.
أطلقت السودان عدداً من المشارع التي تخص تربية النعام ما بين عام 1992م وعام 2004م، حيث منحت الوزارة الاتحادية للسياحة والحياة البرية 13 تصريحًا للمزارع الحيوانية بما يخص النعام، وتعد المزرعة "مشروع الرجاء الزراعي" في محافظة القطينة بولاية النيل الأبيض الرائدة في مجال تربية طيور النعام في السودان.
المغرب
يتكاثر في صحراء المغرب حالياً النعام الشمال الإفريقي (النعام ذو العنق الأحمر) والذي انقرض منذ 50 عامًا، من خلال إعادة توطينه بجهود إدارة الغابات المغربية مع شركات محلية غير حكومية، وتُعد محمية صافية التي أسست عام 2008م من أهم المشاريع لحماية النعام في المغرب وإعادة إحيائه في المنطقة.
أمريكا الجنوبية
تنتج أمريكا الجنوبية حوالي 25,000 ألف رأس سنويًا من النعام، ويتميز النعام في هذه القارة بأنه أصغر حجمًا مقارنة بالنعام في قارة أفريقيا، ويعد النعام (الريا) في هذه القارة أكبر أنواع الطيور، وتضع إناث الريا ما يقارب 5 بيوض وخلال موسم التزاوج تضع ما يقارب 60 بيضة.
نيوزلندا
تم تربية النعام في نيوزلاندا في أوخر القرن التاسع وتحديدًا في الثمانينيات في الفترة 1999م، وتم إعادة إحيائها من جديد في التسعينيات بعد تلاشيها، إذ بلغ عدد الزراعة الحيوانية السنوية للنعام في نيوزلندا عام 2007 حوالي 2,000-3,000 طير؛ وذلك بهدف إنتاج اللحوم.
ويمكن حصر أهم المناطق لانتشار النعام حسب النوع كما يلي:
- النعام ذو الرقبة الحمراء (نعام شمال أفريقيا)
جنوب المغرب، وشرق موريتانيا، وجنوب غرب إثيوبيا، وشمال أوغندا.
- النعام الصومالي
شمال شرق إثيوبيا، والصومال، وشمال كينيا.
- النعام الرمادي المتورد (الماساي)
كينيا الشرقية والشمالية وتنزانيا.
- النعام الرمادي (الأسترالي)
شمال نامبيبيا، وجنوب زمبابوي، وشبه جزيرة كاب.
وهنالك نوع من النعام يطلق عليه اسم الريا (بالإنجليزية: Rhea) يتواجد في القارة الأمريكية الجنوبية خاصة في الأرجنتين والبرازيل، ويُعدّ هذا النوع من الأنواع المهددة بالانقراض لكثرة تعرضه لعمليات الصيد فهو متواجد بأعداد ليست كبيرة، وتم تحديد عملية تربيته وصيده بما يخص الأهداف التجارية.
النعام أحد أنواع الطيور المستوطن في أفريقيا بشكل أساسي لتوفر المناخ الجاف والرطب المناسب لتكاثره، كما يتواجد في مناطق الشرق الأوسط إلا أنه انقرض بسبب عمليات الصيد الجائرة وتم إعادة إحياء وجودة عبر عمليات الزراعة الحيوانية وإنشاء المحميات، وتحاول العديد من الدول الاتجاه نحو الزراعة الحيوانية بما يخص النعام.