أين استقرت سفينة نوح
أين استقرّت سفينة نوح؟
جاء في سفينة نوح ومستقرّها قول الله تعالى: (وَقيلَ يا أَرضُ ابلَعي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقلِعي وَغيضَ الماءُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَاستَوَت عَلَى الجودِيِّ وَقيلَ بُعدًا لِلقَومِ الظّالِمينَ)، وتعدّدت أقوال المفسّرين في مكان الجوديّ الذي استقرّت عليه سفينة نوحٍ -عليه السلام-؛ فقيل هو جبل في الجزيرة قرب مدينة الموصل، وقيل إنّه موجودٌ في ناحية الكوفة، وقيل إنّ الجودي جبلٌ موجودٌ في منطقة تابعةٍ لتركيا ومتاخمةٍ للحدود السوريّة العراقيّة.
معلومات عن سفينة نوح
سبب بناء السفينة
بعث الله -سبحانه وتعالى- نوحًا -عليه السلام- إلى قومه؛ ليدعوهم إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده، بعد أن انتشر فيه عبادتهم لأصنامٍ صنعوها لرجالٍ صالحين كانوا فيهم، وهم: يغوث ويعوق ونسرًا، وقد دعا نوحٌ -عليه السلام- قومه بكلّ جهده، واستمرّ في دعوتهم ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا، وكان كلّما دعاهم يزدادون عنادًا واستكبارًا، ويتّهمونه مرَّةً بأنّه بالسحر ومرّةً بالكذب، ويستحجّون بأنّ من آمن معه هم الضعفاء فقط؛ فطلبوا منه طردهم، ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى: (فَقالَ المَلَأُ الَّذينَ كَفَروا مِن قَومِهِ ما نَراكَ إِلّا بَشَرًا مِثلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذينَ هُم أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأيِ وَما نَرى لَكُم عَلَينا مِن فَضلٍ بَل نَظُنُّكُم كاذِبينَ).
واستمر نوحٌ -عليه السلام- في دعوة قومه، ولم يؤمن معه إلا قليلٌ منهم، أمّا البقيّة فواصلوا استكبارهم وعداءهم لنوحٍ -عليه السلام- حتّى وصل بهم الأمر بأن يتوقّف عن دعوتهم، وأن يأتي بعذاب الله تعالى الذي يحذّرهم منه، قال الله تعالى على لسانهم: (قالوا يا نوحُ قَد جادَلتَنا فَأَكثَرتَ جِدالَنا فَأتِنا بِما تَعِدُنا إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقينَ)، شكى نوحٌ إلى الله تعالى قومه الذين يصدّون عنه ولا يستجيبون لدعوته رغم كلّ ما يبذله في دعوته لهم، قال تعالى على لسان نوح -عليه السلام-: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا* وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا).
ثمّ أوحى الله تعالى إلى نبيّه نوح -عليه السلام- أنّه لن يؤمن من قومه إلّا القلة التي آمنت معه، وأمره بالبدء ببناء السفينة؛ فقال تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ* وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ)، وشرع نوحٌ -عليه السلام- في صنع السفينة، وكان قومه كلّما مرّوا عليه ورأوه سخروا منه؛ لأنّه يصنع السفينة على أرضٍ يابسةٍ لا بحر فيها.
طوفان نوح ونجاة السفينة
أمر الله تعالى نوحًا -عليه السلام- أنّه إذا رأى الماء قد فار من الأرض أن يصعد في السفينة مع من آمن معه، ويحمل من كلّ زوجٍ من الحيوانات اثنين، وبدأت الأرض تفور بالماء والسماء تمطر، وصعد نوحٌ -عليه السلام- السفينة وسارت بهم بين الأمواج، وأغرق الله تعالى الكافرين، ثم أمر الأرض بأن تبتلع الماء، وأمر السماء بأن تتوقّف عن المطر، وهبطت سفينةٌ نوحٍ -عليه السلام- بسلامٍ بمن فيها، واستقرّت على جبل الجودي.