أول من آمن بالرسول
أوّل من آمن بالرسول
أوّل من آمن بالرسول من النساء
كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أول من آمن بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- على الإطلاق؛ فهي أول من آمن من النساء والرِّجال، فلما نزل على النبيّ الوحي جبريل -عليه السلام- بالرِّسالة؛ قامت بمواساته، والتخفيف عنه.
وكانت السيدة خديجة أول زوجات النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقال عنها رسول الله: (قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ).
وكانت لها مكانةٌ عاليةٌ عند النبيَّ، وبقي يذكرها ويذكر جميل صنعها وصفاتها ويدعو لها بعد وفاتها، حتى قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: "قلّ مجلسٌ يجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذكر خديجة بخير".
ومما يُذكر للسيدة خديجة -رضي الله عنها- أنَّها كانت المأوى للنبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الأذى والتكذيب الذي كان يجده من قريش ، ويظهر من أفعالها ومواقفها أنَّها اتَّسمت بالحكمة دائماً، ولمَّا تعلَّم النبي -صلَّى الله علسه وسلَّم- الوضوء والصلاة من الوحي جبريل، كانت أول من تعلَّم الصلاة وقامت بها.
أوّل من آمن بالرسول من الرجال
كان أوّل من أسلم وآمن برسالة الإسلام من الرِّجال أبو بكر الصِّديق -رضي الله عنه-، وهو عبد الله بن عثمان بن عامر القُرشي التّيمي، وقد أنفق ماله كلّه في سبيل خدمة الإسلام ورفعته، وكان خليفةً للمُسلمين بعد النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
وثبت أنَّه عندما دعا النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- الناس إلى التوحيد، جاء نفرٌ من قريش إلى أبي بكرٍ الصَّديق، فقالوا له إنَّ محمّداً يدعو الناس إلى التوحيد وعبادة إله واحد، ويدَّعي أنَّه نبي، فذهب أبو بكرٍ إلى النبيّ ليتحقَّق من الخَبر.
فلمَّا جاءه سأله عمّا يُقال عنه، فأخبره النبيّ بأنّ ذلك حقّ، فصدّقه أبو بكرٍ مباشرةً، وقال له إنه لا يقول إلا الحقّ، وبسط يده حتَّى يُبايعه دون أيّ تردّد، فبسط النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يده للمُبايعة، وبذلك يظهر أنَّ أبا بكر الصِّديق -رضي الله عنه- كان من السابقين إلى التصديق بدعوة النبيّ دون أدنى تردد.
وبعد هاد التَّصديق اكتسب -رضي الله عنه- لقب الصِّدِّيق، وقد رافق النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قبل البعثة ، وهاجر معه، وشارك في معظم الغزوات ، وكان يتمتّع بالفصاحة والقدرة على الإقناع.
أوّل من آمن بالرسول من الصبيان
كان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من السابقين إلى الإسلام، حيثُ كان أول من آمن بدعوة النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الصِبيان، وقد كان عمره في ذلك الوقت عشر سنين.
وقد كان إسلامه بعد أن رأى النبيّ -صلَّى الله عليه وسلّم- يُصلّي، فسأله عما رأى، فدعاه النبيّ -صلَّى الله عليه وسلم- إلى الإسلام، فأراد عليٌّ أن يسأل أبا طالب ، فأشار عليه النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يُسلم أو أن يكتم ما رأى وما سمع، فبات ليلته يُفكِّر حتى شرح الله صدره للإسلام، وأبقى إسلامه سراً عن أبي طالب.
بداية الدعوة
مرَّت الدعوة الإسلامية في عدّة مراحل، فقد كانت في بداية الأمر دعوةً سريّة، واستمرت على هذه الحال ثلاث سنوات، وكان أتباع هذه الدعوة لديهم الجاهزية للتّضحية في سبيل رِفعة الإسلام وعلوِّ شأنه، ومن سمات هذه المرحلة أنَّها ضمّت أتباع ومؤيّدين من جميع الأعراق والطَّبقات والأجناس.
وتتميَّز الدعوة في مرحلتها السرِّية بأنَّ المؤمنين فيها كانوا كالعضد لبعضهم في التآخي والتعاون، وقد اكتسبت الدعوة القوة عندما دخل في الإسلام الصحابي عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-، وعم النبيّ حمزة بن عبد المُطَّلب -رضي الله عنه-، ونزل قول الله -تعالى- بعد ذلك: (فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَأَعرِض عَنِ المُشرِكينَ* إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئينَ* الَّذينَ يَجعَلونَ مَعَ اللَّـهِ إِلـهًا آخَرَ فَسَوفَ يَعلَمونَ).
وقد لجأ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى الدعوة السريّة لِما واجهه من الرفض التّام من كُفار قُريش، ولحماية الدعوة وأتباعها في بداية الأمر، حتّى أذِن الله لنبيّه -صلّى الله عليه وسلَّم- أن يجهر بدعوته.