أوقات الحجامة حسب السنة النبوية
الحجامة ودليل مشروعيتها
الحجامة هي: العملية التي يتمّ بواسطتها استخراج الدم الفاسد من مناطق عدّةٍ من الجسم، و قد دلّت الكثير من الأحاديث النبويّة على مشروعيتها، منها: ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ما مررتُ ليلةَ أُسري بي بملإٍ إلا قالوا يا محمدُ مُر أمتَّك بالحجامةِ)، واستدلالاً أيضاً بفعله -عليه السلام- فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (احْتَجَمَ وأَعْطَى الحَجَّامَ أجْرَهُ، واسْتَعَطَ).
أوقات الحجامة حسب السنة النبوية
يلجأ المسلم إلى الحجامة من باب الوقاية وأخذ الحيطة مع الإشارة إلى أنّها ليست علاجاً من الأمراض، فلا بدّ للمريض من تلّقي العلاج المناسب، ويُفضّل أن تكون في اليوم السابع عشر أو التاسع عشر أو الحادي والعشرين من كلّ شهرٍ هجريّ، فقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن احتَجَمَ لِسَبعَ عَشْرةَ، أو تِسعَ عَشْرةَ، أو إحدى وعِشرين؛ كانت شِفاءً مِن كلِّ داءٍ)، وتجتنب الحجامة في الصيف عند اشتداد الحرارة، وفي البرد الشديد أيضاً، وأفضل أوقاتها الربيع عند اعتدال الجو، أمّا إن كان الإنسان مريضاً فله فعلها في أي وقتٍ احتاج لها، فقد ورد أنّ الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- كان يحتجم في أيّ وقتٍ وفي أيّة ساعةٍ.
مسائل متعلقة بالحجامة
مواضع الحجامة
تُفعل الحجامة في مواضع معينةٍ من الجسم للرجال والنساء ويخصّ الرجال بموضعٍ، فيما يأتي بان ذلك:
- الأخدعان: أي خلف الأُذنين في الرقبة، وهو موضعٌ للحجامة للرجال والنساء.
- الكاهل: أي أعلى الظَّهْر ما بين الكتِفَين، وهو موضع للحجامة للرجال والنساء.
- ظاهر القدمين: موضعٌ للرجال والنساء.
- الرأس: وهو موضع الحجامة للرجال فقط.
الحجامة سببٌ للشفاء
دلّت بعض الأحاديث النبويّة على أنّ الحجامة سببٌ من أسباب الشفاء وليست علاجاً من الأمراض، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ في الْحَجْمُ شِفاءً)، وورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (أن أبا هندٍ حجمَ النبي صلى الله عليه وسلم في يافوخِهِ من وجَعٍ كان بهِ، وقال: إن كان في شيء شفاءٌ مما تداوونَ به فالحِجَامةُ).
حكم الحجامة للصائم
اختلف أهل العلم في صحة صيام مَن احتجم وهو صائمٌ، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:
- جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية: قالوا إنّ الحجامة لا تفسد الصيام، ودليلهم ما ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه احتجَمَ وهو صائِمٌ).
- الحنابلة: قالوا بفساد صيام مَن احتجم وهو صائمٌ، واستدلّوا بما ورد عن شدّاد بن أوس -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أتَى علَى رجلٍ بالبقيعِ وَهوَ يحتجمُ وَهوَ آخذٌ بيدي لثمانِ عشرةَ خلَت مِن رمضانَ فقالَ أفطرَ الحاجمُ والمحجومُ).