أهمية فن المسرح
أهمية فن المسرح
تحسين الأداء الأكاديمي
بيّنت الدراسات أنّ مشاركة الطالب في فنون المسرح تُؤثّر بشكل إيجابي في مستواه الأكاديمي، فالطالب الذي يُشارك في المسرح يكون أداؤه الأكاديمي أفضل من أقرانه، حيثُ يرتفع مجموع علاماته، ويتطوّر أداؤه الدراسي في مهارات القراءة والتعبير، ومهارات الاتصال اللفظي وغير اللفظي.
تُساهم مشاركة الطالب في فنون المسرح في التقليل من تغيّب الطالب عن المدرسة، فهو يُعطيه الحافز للاستمرار في الحضور وبالتالي يُقلّل من خطر التسرب من المدرسة خاصّةً في المرحلة الثانوية، وعلى مستوى أشمل فإنّ الفنون المسرحية من شأنها أن ترفع من مستوى المدرسة الأكاديمي، فالمدارس التي يشمل تعليمها برامج متكاملة للفنون تُحقّق إنجازاً أكاديمياً مرتفعاً، كما يُشجّع فن المسرح الطلاب على التعليم ممّا يُساهم في محو الأميّة.
يلعب فن المسرح دوراً مهمّاً في تطوير مهارات القراءة لدى الطالب، حيث إنّ الأعمال الدرامية التي يُقدّمها المسرح مثل مسرحيات شكسبير ، تحتاج من الطالب قراءةً مُتعمّقةً لفهمها وحفظها، إذ أثبتت مجموعة من الدراسات التي أُجريت على الطلاب أنّ هناك علاقةً سببيةً ثابتةً بين أداء النصوص من قِبل الطلاب وبين تَحسُّن مهاراتهم اللفظيّة ولغتهم الأدبية، وبالتالي يُصبح الطالب أكثر قدرةً على فهم المواد المكتوبة، بالإضافة إلى ذلك أوجدت الدراسات أنّ أداء الطالب لنصوص مُعقّدة مثل نصوص شكسبير، يُساهم في زيادة فهمه للنصوص الصعبة في المواد العلمية مثل الرياضيات والعلوم.
التأثير في المجتمع
يُعدّ المسرح وسيلةً للتفاعل مع أفراد المجتمع سواءً من العاملين في المسرح أو من الجماهير الحاضرة لمشاهدة العمل المسرحي، وبالتالي فإنّ المسرح يُعدّ وسيلةً للتأثير وإحداث التغيير في المجتمع؛ وذلك من خلال تعزيز الخطاب والحوار الاجتماعي، وإلقاء الضوء على جوانب مختلفة في المجتمع، وإظهار وجهات النظر المعارضِة، ممّا يُساهم في دراسة المشكلات المجتمعية ومحاولة إيجاد حلول لها، وعلى المستوى الأوسع فإنّ الفنون الأدائية تُساعد على تثقيف المجتمع بأكمله، حيث تجعله مُطّلعاً على المواقف الاجتماعية السائدة، والعقليات المختلفة في المجتمع، فيكون المسرح أداةً لتثقيف الناس حول ظروفهم الحالية.
التسلية والسعادة
يُعدّ المسرح فرعاً من الفنون المسرحية، وشكلاً متخصّصاً من أشكال الفنون الجميلة التي تُعنى بأداء الحكايات المختلفة لأحداث حقيقية أو خيالية، حيث تُلعب الأدوار المختلفة بشكل مباشر أمام الجمهور، ويتفاعل الجمهور مع الأداء الدرامي بالفكاهة والضحك في بعض الأحيان، فيُؤدّي ذلك لشعور المشاهدين بالبهجة، ويُقلّل من التوتر، ممّا يؤدّي إلى تحفيز المشاهد للعمل والإنجاز.
اكتشاف الذات والتعبير عنها
يتملّك الأفراد عادةً مشاعر الخجل والتردّد عند بداية المشاركة في الأعمال المسرحية، لكن مع الوقت تزداد ثقتهم بأنفسهم وأفكارهم وقدراتهم، حيث ينعكس ذلك على قدرة على التعامل مع المواقف الجديدة أو غير المألوفة على صعيد المدرسة أو الوظيفة أو الحياة عموماً، ووِفقاً لجيمس سابا المدير التنفيذي في مسرح سان دييغو الصغير؛ يُعلّم تدريب الأطفال على المسرح مهارات القيادة، والعمل بروح الفريق، وبناء الصداقات والعلاقات القوية، ويُكسبهم كذلك مهارات التواصل مع الآخرين، حيث يُؤدّي ذلك إلى تنمية المهارات لدى الأفراد في مختلف نواحي الحياة.
يُعدّ المسرح وسيلةً لمعرفة الإنسان وجوانبه المختلفة، ويكشف عن خفايا في الشخصية الإنسانية، فبعض الأعمال الكلاسيكية تُساعد المُشاهد في فهم الأشخاص وتوقّع ردّة فعلهم على بعض المواقف، فيُصبح الفرد أكثر إدراكاً للطبيعة الإنسانية، وأقدر على فهمها وفهم نفسه.
اكتساب المهارات المختلفة
تتعدّد المهارات التي يكتسبها الأفراد خلال اشتراكهم بالفنون المسرحية، ومن أبرز هذه المهارات ما يأتي:
- التواصل مع الآخرين: يُكسب الفن المسرحي مُمارسيه مهارات التواصل اللفظية، حيث يعمل على تحسين الإسقاط الصوتي، ونبرة الكلام، والنطق بشكل سليم، والمساهمة في تطوير مهارات الاستماع والمراقبة، كما يُساعد العمل المسرحي في تنمية مهارات التواصل مع الآخرين، وذلك لأنّ الأداء المسرحي يتطّلب الجمع بين الأفكار والقدرات الإبداعية لجميع المشاركين، حيث يتحدّد نجاح العرض بنجاح أداء جميع الأفراد، وبالتالي يُصبح الشخص مُتعاوناً ومُشاركاً في المناقشات والتمارين الجماعية.
- الرؤية بمنظور مختلف: يُؤثّر العمل المسرحي في منظور المُمّثل والمُشاهد على حدّ سواء، فالمُمثّل يستخدم جسده، وصوته، والجمادات بطريقة فنيّة ليوصل فكرةً ما، أو لإظهار جوانب إنسانية ودوافع مختلفة، أو لتمثيل الصراعات وحلولها، فيكون المسرح وسيلةً لإيصال أفكار جديدة ومتنوّعة، ومن المُمكن أن يُوضع المُمثّل في بعض المَشاهد في مواقف فكرية وعاطفية لن يتعرّض لها في حياته.
- التعاطف: تضع الشخصيات المسرحية الأفراد أمام مواقف وخلفيات وثقافات مختلفة، فتُمكّنهم من وضع أنفسهم مكان الآخرين، فيفهمون مشاعرهم ويكونون أكثر تعاطفاً وتسامحاً معهم، ففي دراسة طويلة أجراها البروفيسور جيمس كاتيرال في جامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس)، تابع البروفيسور فيها طلاب الثانوية العامّة الذين شاركوا في الفنون المسرحية وقارنهم بالطلاب الذين لم يُشاركوا، وأظهرت النتائج العديد من الإيجابيات للمُشاركين في الفنون المسرحية، من أبرزها أنّهم كانوا أكثر قدرةً على احتواء وفهم مشاعر مَن حولهم.
- تحديد الأهداف: يتطلّب العمل المسرحي جُهداً جماعياً للتدّرب على المشاهد المختلفة وإتقان الصعب منها، وكلّ ذلك في إطار زمني محدود، وهذا الجهد المبذول للالتزام بالمواعيد النهائية يُعلّم الأشخاص تحديد الأهداف والسعي لتحقيقها بأفضل الطرق، سواء أكانت الأهداف جماعيةً أو فرديةً.
- الإبداع: تتمحور الفنون المسرحية حول الإبداع، إذ إنّ المجتمع الذي يخلو من الإبداع قد يُصبح ميتاً تماماً، ووفقاً للعلماء فإنّ المجتمع الذي يُعطي الفرصة للأشخاص للتعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي فإنّه أكثر قدرةً على تحقيق التنمية البشرية والتقدّم بين المجتمعات، كما أنّ الفنون المسرحية تُعتبر وسيلةً لتكوين ملاحظات جديدة، والحصول على النقد البنّاء، وتحسين مهارات الأفراد في حلّ المشكلات، وتزيد من قدرتهم على الانضباط والمثابرة.