أهمية علم الأصوات
أهمية علم الأصوات
إنّ علم الأصوات علم متكامل، له مناهجه وأساليبه وأقسامه وفروعه، إذ تتلخص أهميته فيما يأتي:
أهمية علم الأصوات في المجال النظري
تتجلى أهميـة علم الأصوات في المجال النظري في أنّ للعربية صعوباتٍ صوتيةً تُواجه الأجانب عند تعلمهم لغتنا، فهو أمر ثابت محقـق، مثل: أصـوات الحلـق وأقصـى الحنـك كلها أو جلّها تُمثل مشكلةً صوتيةً أمام الأجانب، فالعين مثال ينطقهـا الـبعض كمـا لـو كانـت همزةً أو هاءً، والحــاء تُنطــق خــاء في بعض الأحيان.
بالإضافة إلى هــذه الصــعوبات فــي نطــق الأصوات المفــردة صعوبات أخرى تتعلق بنطق الكلام المتصل؛ لما له من سمات وخواص صوتية معينة لا يستطيع الأجنبي معرفتها وإجادتها إلّا بالتعلم على يد خبير متخصص.
كما أنّ دراسـة الأصوات اللغويـة لهـا أهميـة كبـرى فـي وضـع الأبجديات الجديـدة للغـات التـي لـم تُكتـب بعـد، والعمل على إصلاح تلـك الأبجديات التـي تقصـر عـن الوفـاء بأغراضـها، أمّا بالنسـبة لوضـع الأبجديات الجديدة، فقد أصبح أمرًا ملحًّا لكثيـر مـن اللغـات فـي العـالم خاصـةً في الأقطار الإفريقية.
أهمية علم الأصوات في المجال التطبيقي
إنّ الدراســات الصوتية وسيلة من وسائل تعلم اللغة تعلمًا سليمًا، وهي سبيل مـن سُـبل رقيّهـا والمحافظـة عليهـا، فـالمتعلمون خاصـةً فـي المراحـل الأولى معرضين للخطـأ فـي نطـق أصوات اللغـة، والابتعاد عـن الطريقـة الصـحيحة فـي أدائهـا؛ وذلك يرجع إلى أنّ هؤلاء المتعلمـين يـأتون مـن منـاطق مختلفـة، وينتمون إلى بيئات مختلفة أيضاً.
لكـل واحـد مـن هؤلاء عاداتـه النطقيـة التـي يُؤدي بهـا لهجتـه المحليـة، وهـذه العـادات لا بُـدّ أن يظهـر أثرهـا بصـورة أو بـأخرى فـي نطـق اللغـة القوميــة التي تُسمى فــي الاصطلاح اللغــوي باللغــة المشــتركة، مثل: اللغــة الفصــحى فــي المجتمع العربي، فإذا ما أُرشد هؤلاء المتعلمون إلى أصوات هذه اللغة، سهل علـيهم إجـادة نطقهـا، وحسن أدائها، واستطاعوا تدريجيًا أن يتخلصوا من العادات النطقية المحلية.
أهمية علم الأصوات في تعلم اللغات الأجنبية
تظهر أهمية علم الأصوات بصورة عمليـة واضـحة فـي تعلم اللغة الأجنبية وتعليمها، فمن المعروف أنّ لكل بيئة لغوية عاداتها النطقية الخاصة بها، فإذا أقدم جماعة على تعلم لغة غير لغتهم الأم لغة كانوا أكثر عرضة لأن يخطئوا في تعلم أصوات اللغة الهدف، بل وأن تختلط عليهم أصواتها مع أصوات لغتهم بسبب تأثرهم بعاداتهم النطقية.