أهمية دراسة السيرة النبوية
أهمية دراسة السيرة النبوية
إنّ ممّا لا يخفى على مسلم ضرورة وأهمّية السّيرة النّبويّة، وضرورة تعلّمها ودراستها، وتتجلّى أهمّية دراسة السّيرة النّبويّة فيما يأتي:
فهم القرآن الكريم
تُساعد السّيرة النبويّة المُسلم على الفهم الصّحيح والدّقيق للقُرآن الكريم؛ حيثُ إنّ الكثير من آياته تُفسَّر من خلال الأحداث والوقائع التي مرّ بها النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، فمثلاً كان السّبب وراء نُزول بعض الآيات حادثة أو مُشكلة وقعت، أو بعض الأسئلة التي وُجِّهت للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-.
وجاءت هذه الآيات تُبيّن الحُكم والحلّ في تلك الواقعة والإجابة على تلك الأسئلة، كما أنّ دراسة السّيرة تُعين على معرفة المعنى الدّقيق للآيات، وفهم الإشكال أو التّعارض الذي قد يقع في بعضها في ظاهر الأمر.
الاقتداء بالنبي
تُعدُّ السّيرة المثال الواقعيّ لتطبيق أوامر الله ورسوله، وأحكام التشريع الإسلاميّ، فقد أمر الله -تعالى- في آياتٍ كثيرة باتباع النبيّ -عليه الصلاة والسّلام- وطاعته، ويكون ذلك من خلال قراءة سيرته والعِلم بها.
قال -تعالى-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، ولا يُمكن للمُسلم اتّباع نبيّه حتى يتعلّم ما صدر عنه من أقوال أو أفعال في جميع شؤون حياته، ومن خلاله سيرته يَسهُل على المُسلم تطبيق أحكام دينه وشرعه، فقد قال -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ).
التعرف على شخصية الرسول
يُمكن للمُسلم التّعرّف على شخصيّة النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- من خلال سيرته، ويطلّع من خلالها على فضائل النّبي ، فهو خير المُرسلين، وأعظم شخصيةٍ على مرّ التّاريخ، وهو الواسطة بين ربّ العالمين وبين البشريّة، وتُعدُّ سيرته التطبيقَ العمليّ للطريق التي بيّنها الله -تعالى- لعباده، وهي الدليل الذي يمشون عليه.
وتكمُن أهمّية السيرة في دراسة حياة سيد ولد آدم، فهو القائل عن نفسه: (أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وبيدي لِواءُ الحمدِ ولا فخرَ، وما مِن نبيٍّ يَومئذٍ آدمَ فمَن سِواهُ إلَّا تحتَ لِوائي، وأَنا أوَّلُ مَن ينشقُّ عنهُ الأرضُ ولا فخرَ).
تحصيل الدروس والعبر
تُعدُّ دراسة سيرة النبيّ -عليه الصلاة والسّلام- الصّحيحة من أهمّ الأمور؛ لما فيها من الدُروس والعبر، سواءً على الصّعيد التّربويّ أو الدعويّ والإصلاحيّ أو على الصعيد السّلوكيّ والاعتقاديّ أو المنهج التفكيريّ، وفيقتدي المُسلم من خلالها بنبيّه -عليه الصلاةُ والسلام-، فهو الشخصيّة المُتكاملة والتي لا عوج فيها.
معرفة فضل الصحابة
يظهر للمُسلم من خلال دراسته لسيرة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- معرفةَ روعة مُجتمع الصّحابة الكرام الذين تربّوا على كتاب الله -تعالى-، وعلى يدي النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وعلى منهج الله -تعالى- ودعوته، والتي ظهرتْ في واقع حياتهم، فنشأ فيهم جيلٌ مُميّز عن غيره، وخرجت منهم أمّة بل حضارة كاملة.