أهمية النباتات المعمرة واستخداماتها
فائدة النباتات المعمرة وأهميتها؟
تُعرف النباتات المعمرة بأنها تعيش لفترة طويلة؛ لقوة تحملها مختلف أنواع المناخ، تزدهر في موسم واحد فقط خلال السنة إما في الربيع، أو الصيف، أو الخريف، وتتراوح أعمارها من ثلاث إلى خمس سنوات، وتختلف النباتات المعمرة عن بعضها البعض كثيرًا بطرق رعايتها؛ إذ أن بعضها يحتاج إلى الرعاية المنتظمة للحفاظ عليها، والبعض الآخر يستطيع العيش من دون أي رعاية، وتتميز هذه النباتات بأنها تحتاج كمية مياه قليلة بمجرد نموها لذلك تساعد في استهلاك المياه كما تصلح زراعتها في الأماكن الجافة.
تكوين غطاء التربة
تساعد النباتات المعمرة في تكوين غطاء التربة من خلال احتفاظ التربة بأوراق النباتات فيها بعد موتها، والتي تساعد على الحفاظ على رطوبة التربة عن طريق منع تبخر سوائلها بفعل الشمس، بالإضافة إلى الحفاظ على قوة التربة وحمايتها من التعرية بسبب العوامل الجوية المختلفة مثل الأمطار والرياح.
وتتنوع النباتات المعمرة التي تساعد بتكوين غطاء التربة مثل الأعشاب والنباتات الحاملة للأزهار والشجيرات الصغيرة وتتميز بأن كمياتها كبيرة جدًا تُقدّر بالمئات مما يعزز من تكوين الغطاء.
توفير موائل للحياة البرية (موطن)
تعد النباتات المعمرة من الأصناف سهلة التكاثر؛ بسبب سهولة زراعتها مرة أخرى من خلال تقسيم جذورها إلى عدة أقسام مختلفة بحذر، ثم وضعها في التربة لإعادة زراعتها وإنتاج نباتات جديدة..
وبسبب تغير دورة حياة النباتات مع مرور الوقت ووجود العوامل المساعدة مثل هطول الأمطار وتوفر ضوء الشمس ودرجة الحرارة إلى تجديد نمو النباتات كالأعشاب والبقوليات التي يتسارع نموها مع زيادة ضوء الشمس، الأمر الذي يتيح مجال لنمو النباتات العشبية المعمرة أيضًا وبالتالي سيبدأ ظهور الأشجار والشجيرات الصغيرة في المكان حتى تُشكل غابة مليئة بمختلف الأشجار والنباتات.
القضاء على الحشائش السنوية
تسبب الحراثة في الأرض سواء لزراعة المحاصيل أو في الأحواض الزراعية لزراعة النباتات إلى تحفيز بذور الأعشاب سريعة النمو في التربة المرتوية والمعرضة لأشعة الشمس وبالتالي نموها على شكل براعم صغيرة تظهر بين النباتات، لكن تستطيع النباتات المعمرة القضاء على هذه الحشائش السنوية من خلال زراعتها إما عن طريق المحاصيل للحد من انتشار الحشائش والقضاء عليها، أو من خلال زراعتها في أحواض الزهور، بالإضافة إلى اتباع طريقة الزراعة الكثيفة التي تُبعد أشعة الشمس المباشرة عن التربة المغذية لهذه الحشائش وبالتالي إضعافها والقضاء عليها.
إمكانية الاستثمار المالي بها للمزارعين
يهدف المزارعين عند إنتاج المحاصيل الزراعية إلى تقليل حجم التكاليف والعمل للاستفادة أكبر قدر ممكن، باستطاعة النباتات المعمرة تحقيق هذه الإمكانيات للمزارعين من خلال توفر بعض الميزات لديها فهي تزدهر كل عام من دون رعاية كإضافة الأسمدة، وتجهيز التربة، بل قد تحتاج التسميد لمرة واحدة في السنة وهذا يقلل من تكلفة إنتاج المحاصيل، كما أنها تتميز بقلة وجود الآفات الزراعية عند اتباع استراتيجيات الزراعة المستدامة، بالإضافة إلى قدرتها على زيادة خصوبة التربة خلال السنوات التالية لزراعتها.
توفير الأعلاف والوقود الحيوي
يمكن الاستفادة من النباتات المعمرة من خلال إعادة توجيه استخدامها إذ أن محاصيل النباتات المعمرة تتنوع وتنقسم إلى عدة أصناف، فمنها الأشجار، والشجيرات، والحبوب، والبقوليات، والبذور الزيتية، والعديد من النباتات الأخرى التي ينتج عنها مختلف الأغذية كمحاصيل الحبوب، وأيضَا الأعلاف كالقمح، والألياف والوقود الحيوي مثل القش والتبن بتكلفة منخفضة وهو السائد للاستخدام في أستراليا، لذلك فإن زراعة النباتات المعمرة تعد من أنواع الزراعة القابلة للاستمرار من قِبَل المزارعين.
مصدر للغذاء
توفر النباتات المعمرة عدة أصناف من الخضار والفواكه والأعشاب والزهور في كل موسم ومنها، (البرقوق الأمريكي البري، American wild plum)، والتفاح، والأفوكادو، والكرز الأسود، وبعض أنواع الحمضيات، و(كرز كورنيليان، Cornelian cherry)، والتين، والبندق، والأسكدنيا، والكمثرى، والسفرجل، والكستناء الحلو، والتوت البري الأمريكي، والتوت الأسود، وتوت العليق الذهبي، والريحان، والثوم، والينسون، والنعناع، والبقدونس، والزعتر، وإكليل الجبل.
عزل الكربون
تمتص النباتات ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وتحتفظ بجزء من الكربون في السيقان والجذور والأوراق بينما تطلق المتبقي منه مع الأكسجين نحو الهواء الخارجي، ثم تتغذى النباتات بهذا الكربون بعد تحوله إلى سكريات مفيدة من خلال تفاعله مع الماء والضوء، وعند موتها وتحللها يستقر الكربون في التربة، والنباتات المعمرة تتميز بجذورها العميقة التي تزيد من تخزين الكربون في التربة وبالتالي عزله عن الغلاف الجوي، ولذلك السبب أيضًا تستخدم النباتات المعمرة في صناعة الفحم.
أمثلة على النباتات المعمرة
تنتشر النباتات المعمرة في أماكن كثيرة، وتُصنف إلى عدة أنواع تختلف عن بعضها البعض ولها استخدامات متعددة ومن أمثلتها الشهيرة نبات السمر، إلا أنه هناك أمثلة أخرى كالآتي:
الأزهار المعمرة
تعيش الأزهار المعمرة لثلاث سنوات أو أكثر، وتموت في فصل الشتاء وأي مناخ بارد، ثم تزدهر مرة أخرى في الربيع، ويتواجد عدة أنواع منها أبرزها ما يلي:
- (الفاونيا، Peonies): تعد من الأزهار كبيرة الحجم، وتزدهر لمدة قصرة تتراوح من أسبوع إلى ثلاث أسابيع لكنها تعيش لفترة زمنية تعد الأطول في قائمة النباتات المعمرة؛ إذ أن باستطاعتها الازدهار لما يزيد عن 50 عامًا.
- (زنابق النهار، Day Lilies): تُصنف هذه الزنابق ضمن عائلة البصل وبالإمكان تمييزها من خلال أوراقها الطويلة كما تظهر أزهارها في فصل الصيف، وتعيش كل زهرة فيها ليوم واحد فقط، وتتوفر منها العديد من الألوان والارتفاعات المختلفة.
- (سوزان بلاك آيد، Black-Eyed Susans): تنتشر غالبًا في الولايات المتحدة الأمريكية وتظهر على شكل زهور برية تنمو في الحقول الشاسعة، وتتميز بتلاتها باللون الأصفر، ويُعرف بأنها تنمو من تلقاء نفسها كل عام، وتزدهر في فصل الصيف.
- (هوستا، Hostas): تتميز هذه الزهرة بأوراقها الكبيرة، وهي تموت في الشتاء وتظهر مرة أخرى في الربيع وتزدهر في أواخر فصل الصيف، وتحتاج إلى وجودها في الظل كي تنمو.
الأعشاب المعمرة
تتميز الأعشاب المعمرة بسهولة نموها في كل ربيع واحتياجها المستمر لضوء الشمس والمياه، ويُعرف عن استخداماتها في الطهي وإضافة النكهات إلى المشروبات مثل الشاي والعصائر، كما يُستخدم بعضها للزينة مثل الأقحوان والزينيا، وتتوفر بعدة أنواع منها ما يلي:
- (الزعتر الزاحف، Creeping Thyme): يتميز هذا النوع بأوراقه الصغيرة وأزهاره الوردية والأرجوانية، ويستطيع النمو في البيئة الصعبة، ويستخدم كنوع من المنكهات للطعام.
- (كاشم، Lovage): تعد من الأعشاب القديمة والقليلة الظهور في الوقت الحاضر، وتتميز بارتفاعها لعدة أقدام، وتستخدم في وصفات الطعام.
- (الزعتر، Oregano): يعد من الأعشاب القوية وسريعة الانشار، ويتميز باحتواءه على أزهار أرجوانية صغير تعيش لعدة أسابيع، ويستخدم في وصفات الطعام.
الفواكه والخضروات المعمرة
تتوفر أصناف عديدة من الفواكه والخضراوات المعمرة والتي تدخل في الأطعمة الغذائية ومنها ما يلي:
- (نبات الهليون، Asparagus): يعد الهليون من أشهر الخضراوات المعمرة، وتستمر دورة حياته لسنوات عديدة.
- (الفجل، Horseradish): يعرف الفجل بقدرته الشفائية في علاج مشاكل الجيوب الأنفية، والتهابات المسالك البولية، وآلام الأعصاب، ومغص المعدة، وألم المفاصل، كما أنه يستخدم في إعداد مجموعة متنوعة من وصفات الطعام.
- (الجرجير، Watercress): يعد الجرجير من الورقيات الخضراء، ويستخدم في إعداد أصناف متنوعة من الطعام مثل السندويشات والسلطات، ويساهم في علاج بعض الأمراض مثل تخفيف أمراض الجهاز التنفسي كالسعال، وأعراض الأنفلونزا.
- (توت الغوجي، Goji Berries): يعد موطن هذه الفاكهة في شرق آسيا، لكنها انتشرت لاحقًا في الغرب، وتؤكل بعدة طرق إما مطبوخة أو نيئة.
تتوفر بعض الأمثلة لأكثر أنواع النباتات المعمرة انتشارًا في الوطن العربي وخاصةً في صحراء المملكة العربية السعودية، ومن مميزات النبات المعمر أنه تختلف أسماؤها وخصائصها من منطقة إلى أخرى ومنها ما يلي
- (وردة الطائف، Taif rose): تتميز بلونها الفاتح، ويُستخدم عطرها لإنتاج أجود أنواع العطور وأكثرها ثمنًا.
- (القرنفل، Cloves): تعد من النباتات العشبية الطويلة، إذ يصل ارتفاعها إلى 7 سنتيمترات.
- (اللافندر، Lavender): تتميز بلونها البنفسجي أو الأحمر الفاتح، وبرائحتها العطرية، وتنمو في السهول الرملية.
الخلاصة
يتميز النبات المعمر بالقدرة على العيش لفترة زمنية طويلة بسبب قوة تحمله للظروف المناخية المختلفة، وينتشر في العديد من الأماكن حول العالم والعديد من الأنواع التي تختلف عن بعضها البعض حسب المنطقة، ويستطيع البشر استخدام العديد من أصناف النبات المعمر والاستفادة منه في الكثير من الاستخدامات منها الطبخ وتوفير مصادر للطاقة.