أهمية المواطنة في الحياة الإنسانية
أهمية المواطنة في حياة الإنسان
تُساهم المواطنة بشكل واضح في تطوير المجتمعات والحياة الإنسانية وذلك من خلال ما يأتي:
تحقيق مفهوم الانتماء للمجتمع
يمكن تعريف المجتمع على أنه قانون أخلاقي مشترك بين مجموعة من الأفراد، أو أنه عملية تبادل للحقوق والواجبات ضمن منطقة جغرافية محددة والتي قد تكون مجتمعًا محليًا أو دولة بأكملها، وهذا المجتمع فيه أفراد يؤدون ما عليهم من واجبات ويحصلون على ما يريدون من حقوق وهنا يأتي الشعور بالإنتماء ومن ثم الولاء لهذا المجتمع.
ومن الجدير ذكره أن المواطنة كمفهوم هي أكثر من مجرد علاقة قانونية، لأنها في النهاية يعزز الشعور بانتماء الأفراد للمكان الذي يعيشون فيه وهو ما يجعلهم يتأثرون ويؤثرون وبالتالي يقودون هذا المجتمع للأمام.
كما أن المواطنة تتحقق بين الفرد ومجتمعه من خلال مجموعة من الأنظمة وهي البعد السياسي والقانوني إضافة إلى كل من البعد الاجتماعي والبعد الثقافي والبعد الاقتصادي، التي تجتمع كلها معًا في سبيل تحقيق مفهوم المواطنة الذي يربط المجتمعات بالأفراد.
الحصول على جنسية وحقوق
إن تواجد فرد ما في مجتمع ينتمي إليه هو ما يمكنه من الحصول على جنسية تُثبت اعتراف البلد الذي يعيش فيه بكونه فردًا له مجموعة من الحقوق والمزايا التي لا يحصل عليها الأجنبي، مثل: حقوق التصويت، وشغل المناصب العامة في الدولة، والضمان الاجتماعي ، والخدمات الصحية، والتعليم العام، والإقامة الدائمة، وامتلاك الأرض.
على الجهة الأخر من المعادلة فإن العهود الدولية لحقوق الإنسان لا تعطي البلاد الحرية المطلقة في تحقيق مفهوم المواطنة؛ إذ تُلزم المجتمعات بالالتزام بمجموعة من القوانين والأنظمة التي تحقق مفهوم المساواة بين المواطنين الذين يعيشون ضمن مجمع واحد.
ومن المهم معرفته أن حصول الفرد على الحقوق يأتي بكونه مواطنًا ينتمي لبلد ما، أي أن وجوده ضمن حدود سياسية معينة هي التي تعطيه الأحقية في الحصول على الحقوق المتعارف عليها، وبالتالي فإن هذه العلاقة المتبادلة من الحقوق والواجبات التي تحقق مفهوم المواطنة هي النتيجة النهائية لانتماء الفرد إلى مكان ما يعيش فيه ويعترف به.
إمكانية المشاركة في الأعمال السياسية
إن أحد شروط اكتساب المواطنة في بلد ما أو أن يطلق على الفرد مواطن هي مشاركة الأفراد في المجتمع السياسي؛ أي تلبية المواطنين للمتطلبات القانونية لتشكيل حكومة وطنية أو حكومة محلية، وهنا يمكن للفرد أن يحصل على امتيازاته ضمن هذه الدولة بشرط الالتزام بقوانين البلد الذي يعيش فيه وتحقيق مفهوم المواطنة الصالحة لهذه الدولة.
وقد تم الاعتراف بالمشاركة السياسية كحق من حقوق الإنسان المعترف بها عالميًا في معاهدات حقوق الإنسان، والتي تمنح أي مواطن في دولة حق المشاركة في تشكيل الحكومة الحكومة والمشاركة في الانتخابات الحرة.
وهنا يمكن الإشارة إلى أنه من الحقوق الأخرى التي منحت للمواطن في مجتمعه حق المشاركة في الحياة الثقافية للمجتمع، والحق في التجمع السلمي وتكوين الجمعيات والانضمام للنقابات العمالية وغيرها.
ملاحظة: من المهم ذكره أن تواجد أي فرد ضمن دولة وممارسة حياته فيها لا يعني أنه مواطن في تلك البلد، وإنما يطلق عليه أجنبيّ يحصل على قوانين وعليه واجبات الأجانب تجاه البلد التي يعيش فيها.