أهمية العاطفة في الحياة
أهمية العاطفة في الحياة
للعواطف أهميةٌ بالغة، سواءً كانت هذه الأهمية على مستوى الحياة الشخصية أو عند التعامل مع الآخرين، وفيما يلي توضيح لأهميتها:
معرفة القيم والأهداف والقدرة على اتخاذ القرارات
تُساعد العواطف الإنسان على معرفة القيم التي يهتم بها وتحديد أهدافه وما يحتاج إليه، وإنّ هذا النوع من المعرفة يوجّه حياة الإنسان ويجعل خياراته وقراراته أكثر انتقائيةً وصحّة، وبالمقابل، فإنّ تجنّب العواطف أو تخديرها يمنع الفرد من معرفة ما يحتاجه بوضوح؛ فيصعب عليه اتخاذ القرارات في حياته.
كما أنّ العاطفة تحفز الإنسان على بذل المزيد من الجهد لتحقيق النجاح، سواءً على مستوى الحياة الشخصية أو في الدراسة أو في العمل، فعند اقتراب موعد اختبارٍ أكاديميٍ صعب، يؤدي الإحساس بالقلق حول القدرة على الحصول على درجة جيدة إلى تحفيز الطالب على الدراسة، لمعرفته بمدى تأثير هذا الاختبار على الدرجة النهائية.
واستجابةً لهذه العاطفة; يُقدم الطالب على بذل المزيد من الجهد في الدراسة، وبالتالي فإنّ مواجهة شعورٍ معين يعد الدافع المباشر لاتخاذ القرار ومباشرة العمل لتحقيق الأهداف.
تجربة المشاعر الإيجابية
يُمكن للإنسان الإحساس بالمشاعر الإيجابية من خلال العاطفة، والتقليل من احتمالية عيش التجارب التي تنطوي على مشاعر سلبية، فمثلًأ يلجأ الإنسان لممارسة الهوايات و الأنشطة الاجتماعية التي تمنحه الشعور بالسعادة والرضا والحماس، وفي المقابل يبتعد عن التجارب التي تنطوي على الملل أو القلق أو الحزن.
وكذلك فإنّ الشعور بالغضب يدفع الشخص لمواجهة مصدر الإزعاج للتخلّص منه، والشعور بالحب يدفع الإنسان للبحث عن شريكٍ وهكذا.
تجنب الخطر
تُهيئ العواطف الجسد لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع مصادر الخطر عن طريق الإحساس بالخوف أو الغضب مثلًا، فعند الشعور بالخوف سيستجيب الجسد إمّا للبقاء ومواجهة الخطر بالقتال، أو بالهروب إلى مكان آمن.
وعلى الرغم من ذلك فإنّ العواطف ليست منطقيةً دائمًا، إذ يعمل الدماغ بطريقةٍ تهدف إلى الحفاظ على السلامة والبقاء دائمًا، فيُمكن أن يستجيب العقل لمشاعر الخوف الناتجة عن رؤية شيءٍ انزلق على الأرض فجأةً أثناء عبور الطريق، فيستجيب الجسد ويقفز بعيدًا باعتقاده أن هذا الشيء -بشكلٍ عاطفي وغير عقلاني- هو ثعبانٌ مفترس، ليكتشف لاحقًا أنّه مجرّد كيسٍ ورقي.
التواصل مع الذات ومع الآخرين
وفقًا للعديد من الأبحاث، فإنّ الإنسان في عصورٍ ما قبل التاريخ تمكّن بالاستعانة بعواطفه بتوصيل احتياجاته الضرورية للبقاء على قيد الحياة، فأشار الشعور بالخوف أو الارتجاف إلى وجود خطر التعرّض لهجومٍ ما، وأشارت الابتسامة إلى توصيل الإحساس بالشعور بالأمان.
كما أنّ العواطف وتعابير الوجه والجسد هي الطريقة الأسرع للتواصل مع الآخرين، فالابتسامة أو البكاء مثلًا هي ردود أفعال لكافّة الناس حول العالم على اختلاف أعراقهم وأديانهم، وثقافاتهم، وحتى لغاتهم ولهجاتهم.
العاطفة بمثابة منبّه عند حدوث تغيير
تعمل العواطف كمنبهٍ للإنسان عندما تتغيّر البيئة من حوله أو عندما يتغير هو داخليًا أو إذا ما تغيّر كلاهما، وذلك كتنبيهٍ له كي يتأقلم ويجد طريقةً جديدةً للتصرف في المواقف الجديدة.
كما أن العواطف تختلف عن الحالة المزاجية التي تستمر من ساعاتٍ وتمتد أحيانًا إلى فتراتٍ زمنيةٍ أطول كأسابيع، وكذلك تختلف عن الشخصية التي تعد مجموعةً من الصفات التي تبقى ثابتةً في الغالب مدى الحياة، والتي تُعبّر عن ردود الفعل الفردية تجاه المواقف اليومية المختلفة، إذ إنّ العاطفة هي محفّزٌ لجذب الانتباه ، وتتطلّب اتخاذ رد فعلٍ لعوامل التغيير.