أهمية الديانة المصرية القديمة ومصادرها وخصائصها
أهمية الديانة المصرية القديمة
لعب الدين دورًا مهمًا في كل جانب من جوانب حياة المصريين القدماء ؛ لأنّ الحياة على الأرض كان يُنظر إليها على أنّها جزء واحد فقط من رحلة أبدية، ومن أجل مواصلة هذه الرحلة بعد الموت، كان على المرء أن يعيش حياةً جديرةً بالاستمرار، وكان من المتوقع أيضًا أن يتمسك المرء بمبدأ ماعت الذي يعني الانسجام.
ذلك يكون مع إدراك أنّ أفعال المرء في الحياة لا تُؤثر على نفسه فحسب، بل تؤثر أيضًا على حياة الآخرين، وعلى عمل الكون، وكان من المتوقع أن يعتمد الناس على بعضهم البعض للحفاظ على التوازن؛ لأنّ ذلك باعتقادهم إرادة الآلهة، لإنتاج أكبر قدر من المتعة والسعادة للبشر من خلال وجود متناغم، مما مكن الآلهة أيضًا من أداء مهامهم بشكل أفضل.
من خلال تكريم مبدأ ماعت وعيش حياة المرء وفقًا لهذه المبادئ، كان المرء يتماشى مع الآلهة وقوى النور ضد قوى الظلام والفوضى، وطمأن المرء نفسه باستقبال ترحيبي في قاعة الحقيقة بعد الموت ودينونة لطيفة من أوزوريس ، وهو رب الموتى.
مصادر الديانة المصرية القديمة
يكاد يكون من المستحيل تعداد آلهة المصريين القدماء؛ لأنّ الآلهة الفردية تمكنت من أن تندمج مؤقتًا مع بعضها البعض لتشكيل آلهة توفيقية، جمعت بين عناصر الآلهة الفردية، وقد ينقسم إله واحد أيضًا إلى أشكال متعددة، لكلٍ منها عبادة ودور مستقل، وهناك العديد من جوانب اللاهوت المصري الذي لم يتمكن العلماء من تفسيرها.
ينتج هذا عن حقيقة أنّه كان هناك تطور هائل في الأفكار الدينية على مدار 3000 عام من الحضارة المصرية، ولم يكن أيضًا لمعظم الآلهة المصرية صفات محددة، فعلى سبيل المثال، يُشار إلى آمون، أحد أبرز الآلهة في الدولة الحديثة والعصر المتأخر، بشكل غامض في الأدبيات الثانوية باسم "إله الدولة"؛ لأنّ قوته كانت منتشرةً وشاملةً بحيث يتعذر تحديدها.
كما أنّ الأوصاف الحديثة وواسعة النطاق للثقافة المصرية القديمة من الخارج مستمدة بشكل أساسي من الكُتّاب اليونانيين والرومانيين القدماء، فقد تضمنت أعمالهم العديد من الملاحظات المهمة حول الديانة المصرية، والتي كانت تهم الكتّاب بشكل خاص، إذ لم تكن تختلف اختلافًا جوهريًا في نوعها عن دياناتهم حتى وقت متأخر من العصور القديمة.
كما لاحظ هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد، أنّ المصريين كانوا أكثر الناس تدينًا، كما تشمل المصادر الكلاسيكية المهمة الأخرى مقال بلوتارخ عن إيزيس وأوزوريس في القرن الأول الميلادي، والذي يُعطي الرواية الوحيدة المعروفة المرتبطة بأسطورتهم، وكتابات أبوليوس في القرن الثاني الميلادي، وغيرها عن عبادة إيزيس التي انتشرت في اليونان.
خصائص الديانة المصرية القديمة
تتلخص خصائص الديانة المصرية القديمة فيما يأتي:
- تركز الممارسات الدينية على الفرعون
تركزت الممارسة الدينية الرسمية على الفرعون ، أو الحاكم في مصر، والذي كان يُعتقد أنّه إله، وعَمِل كوسيط بين الناس والآلهة، حيث كان دوره هو الحفاظ على الآلهة، حتى يتمكنوا من الحفاظ على النظام في الكون.
- الاعتقاد بأنّ الصور الفنية ليست هي الحقيقة
اعتقدوا أنّ الصور الفنية للآلهة لم تُمثل أو تُصور الصورة الحقيقة للآلهة، حيث اعتبروا طبيعتها الحقيقية غامضة، ومع ذلك، تم استخدام الصور الرمزية للإشارة إلى طبيعة هذه الآلهة وكيف تبدو
- المعابد وسيلة الدولة لدعم الآلهة
حيث تم إيواء صورهم المادية والعناية بها بشكلٍ جيد، ولم تكن المعابد مكانًا للعبادة للشخص العادي.
- بناء القبور وتقديم القرابين
كان المصريون قلقين للغاية بشأن مصير أرواحهم بعد الموت، فقد بنوا القبور، وقدموا القرابين للحفاظ على جثث وأرواح الموتى، حيث كانوا يعتقدون أنّ البشر يمتلكون قوة الحياة أو "الكا"، التي تترك الجسد عند الموت، وكان على المرء أن يستمر في تلقي الطعام من القرابين ليحمل الكا بعد الموت، حيث يُمكنه أن يستهلك جوهرها الروحي.
- الاعتقاد بأنّ هناك خصائص روحية لكل شخص
اعتقدوا أنّ البشر يمتلكون أيضًا "البا"، وهي مجموعة من الخصائص الروحية الفريدة لكل شخص، والتي تظل في الجسد بعد الموت، وقد كانت طقوس الجنازة تهدف إلى تحرير "البا" حتى تتمكن من التحرك، والانضمام إلى "الكا"، والعيش على شكل "الآخ".