أهمية الحجاب في الإسلام
أهمية الحجاب في الإسلام
أمر الله -تعالى- الفتاة المسلمة بارتداء الحجاب ، فهو ثوبٌ ساترٌ أمرها الله -تعالى- به؛ لكي تستر نفسها وتحفظها، ولتصون كرامتها، فلا تقع في مصائد البشر ونيّاتهم الخبيثة، وبارتداء الفتاة المسلمة للحجاب، إعلانٌ للعالم أجمع أنّها فتاة تعظّم دينها، وتحترم أمر ربّها، وأنّها فتاة لا ترضى بالأعمال التي لا تُرضي الله، فصار بذلك حجابها سبباً لحفظها من السوء والفواحش، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ)، فالحجاب هو الحصن الذي تحتمي به الفتاة من الأذى، وهو كذلك علامةٌ على أنّها فتاةٌ مستقلّةٌ، ولها شخصيّتها الخاصّة بها، فهي فتاة طائعة لأمر ربّها، مقتديةٌ بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن، والحجاب طهارةٌ لقلب الفتاة وقلب غيرها، لقول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)، فإذا امتنعت العين عن الرؤية، لم يشتهِ القلب، والحجاب حياء، فهو يتناسب مع الحياء الذي فطر الله -تعالى- المرأة عليه، وهو كذلك يتناسب مع الغِيرة التي خلق الله -تعالى- الرجل عليها.
صفات الحجاب الشّرعي
جعل الله -تعالى- اللباس زينةً وستراً، ومظهراً من مظاهر التقوى ، إذ جاء الإسلام ليلغي بعض عادات الجاهليّة ويثبت بعضها، ومما فرضه هو الحجاب الشرعي، كما أمر المؤمنين بغضّ البصر، فإن وقع البصر بغير قصدٍ منه، وجب عليه صرف نظره سريعاً، وجعل للحجاب الشرعيّ شروطاً استنبطها العلماء من النصوص الواردة في الأمر بالحجاب، كي يحقّق الغاية التي من أجلها فُرض، وفيما يأتي بيان بعض الشروط بشكلٍ مفصّلٍ:
- أن يكون الحجاب ساتراً لجميع بدن المرأة، باسثناء الوجه والكفّين، ففيهما خلاف؛ لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، في حديث عائشة رضي الله عنها: (يا أسماء، إنّ المرأة إذا بلغت المَحيض لم يَصلُح أن يُرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفّيه).
- ألّا يكون الحجاب زينةً في نفسه؛ ويدخل في ذلك كلّ ما من شأنه أن يلفت أنظار الرجال.
- ألّا يشفّ الحجاب عمّا تحته؛ لأنّ ذلك لا يدخل في معنى الحجاب.
- أن يكون الحجاب فضفاضاً غير ضيّق؛ لأن الستر لا يتحقّق إلّا باللباس الواسع، إلّا أنّ اللباس الضّيق وإن كان لا يُظهر لون البشرة فهو يُظهر حجم الأعضاء، ويصوّرها في عين الناظر.
- ألّا يكون الحجاب له رائحةً من الطيب والبخور وغيرهما؛ لورود النهي من النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله: (أيّما امرأةٍ استعطَرت فمرّت على قومٍ؛ ليجدوا من ريحها، فهي زانيةٌ)، فقد وصفها رسول الله أنّها زانية؛ لأنّها دعت الرجال للنظر إليها، وإثارة شهواتهم.
- ألّا يُشبه لباسها لباس الرجال؛ فقد لعن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من تشبّه بالرجال من النساء ، ومن تشبّه بالنساء من الرجال .
- ألّا تقصد التشبّه بالكافرات في لباسها؛ فقد ورد النهي من الشرع عن التشبّه بهم.
- ألّا يكون لباس شُهرةٍ ؛ وهو الذي تتميّز فيه بين النساء، إمّا بلونه، أو شكله، أو كثر الزخارف فيه.
وقت وجوب ارتداء الحجاب
يستحبّ للأسرة المسلمة أن تحجّب الفتاة وهي في السنة العاشرة من عمرها، ولكنه ليس وقت وجوب، وذلك تعويداً لها على السّتر والعفّة والحياء، ولتكون من أهل الصيانة إذا كبرت، كما أنّ الصغير يؤمر بالصلاة والصيام، ويتأكد ذلك إذا كانت الفتاة جميلةً تشدّ النظر، أو كان جسمها كبيراً ملفتاً للنظر، فإن خافت الفتنة وجب عليها الحجاب، وينبغي أن تُعوّد الفتاة على الحجاب تدريجيّاً، واستخدام أساليب الترغيب معها، والصبر والتغافل، حتى إذا ما بلغت ووصلت سنّ وجوب ارتداء الحجاب كان ذلك محبّباً لها، ويجب عدم استعمال العنف معها حتى لا تتكوّن عندها ردّة فعلٍ عكسيّةٍ تجاه أوامر الشرع، ويتحقق بلوغ الفتاة بنزول دم الحيض، أو بلوغ سن الخامسة عشرة، أو ظهور الشعر الخشن في منطقة الفرج، أو نزول المني في الاحتلام، فإن حصلت لها إحدى هذه العلامات، وإن لم تبلغ الخامسة عشرة من عمرها، وجب عليها ارتداء الحجاب، وكلّفت بجميع الأعمال، وهي بذلك تؤجر بفعل الطاعات، وتؤثم بفعل المعاصي، حيث قال الله عزّ وجلّ: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)،.