أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع
أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع
تتجلى أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع في كونه حاجة فطرية إنسانية لا يستطيع الإنسان العيش بدونه، فقد خلق الله -تعالى- عباده كلهم حنفاء؛ أي مائلين عن الشرك إلى التوحيد، كما ثبت في الحديث النبويّ أنّ رسول الله -صلى الله عيه وسلم- قال: (ما من مولودٍ إلا يولَدُ على الفَطرَةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه أو يُنَصِّرانِه أو يُمَجِّسانِه)، كما تظهر أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع أنّ الإنسان بدلالة الحس يحتاج إلى قوانين ناظمة لحياته، ضابطة لسلوكه، فعيش الإنسان بدون دين يعني مشابهته البهائم في حياتها وسلوكها يأكل القوي الضعيف.
كما إنّ اعتماد الإنسان على البشر في التشريع يعني العبودية لطائفةٍ معيّنةٍ من البشر، تتحكم في الإنسان وتسومه سوء العذاب، وبالتالي لا مناص من الاحتكام للدين الحق الذي ارتضاه الله للبشرية، واتباع ما أمر الله -تعالى- به، واجتناب ما نهى عنه؛ لأنّ ذلك سبب الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وهو سبيل تحقيق السعادة المنشودة، ومما يدل على أنّ التدين هو ضرورة إنسانيّة، حاجة الإنسان الفطرية إلى من يلجأ إليه حتى يحميه من ظواهر الطبيعة المختلفة، من زلازل وبراكين ونكبات، فالإنسان يدرك أنّه كائن ضعيف لا يقوى على مجابهة ظواهر الكون، فكان لا بدّ من الالتجاء إلى رب عظيم يدفع عن الإنسان الشرور والأهوال.
أثر العبادة في إصلاح الفرد والمجتمع
لا شك بأنّ للعبادات آثاراً طيبة في سلوك الأفراد والمجتمعات، فالصلاة على سبيل المثال تنهى المسلم عن الفحشاء والمنكر، والصوم يؤدي إلى التقوى ويُربي عليها، وفي أداء الزكاة تطهيرٌ للنفس من أدرانها، فتطهّر نفوس الأغنياء من شح النفس وبخلها، في حين أنّها تطهّر نفوس الفقراء من الحسد تجاه من يملكون المال ويتنعّمون به، أمّا الحج فهو فريضة تزكّي النفس، وتحسّن أخلاقها، بالإضافة إلى أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي عبادة تصحّح عقائد المسلمين المعوجّة، وتقي المجتمع من الانحرافات السلوكية.
أثر الإيمان في حياة الإنسان
إن للإيمان آثاراً طيبة في حياةِ المسلم، فهو سبيل لتحقيق الاستخلاف في الأرض والتمكين، وهو طريق الوصول إلى الحياة الطيّبة الهانئة، وسبب للأمن في الدنيا والآخرة، كما إنّ الإيمان مصدرٌ أساسي لمشاعر الرغبة في الاستكثار من الطاعات لتحصيل المزيد من الحسنات، وكذلك هو مصدرٌ لمشاعر الرهبة في البعد عن الذنوب خوفاً من عقاب الله -تعالى- وغضبه.