أهم علماء الحديث
أهم علماء الحديث
إنَّ علم الحديث من العلوم الهامّة التي حفظ الله -سبحانه وتعالى- سنّة نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وذلك بأن سخّر لها علماء أجلّاء جهابذة وضعوا جُلَّ اهتمامهم في أحاديث رسول الله، فعكفوا على جمعها وحفظها ووضعوا شروطًا وقواعد لمعرفةِ صحيحها من سقيمها، فتتبّعوا أحوال الرواةِ وأوطانهم، وكل ما يتّصل بهم، فكان في ذلك جهدًا عظيم وصبرًا أعظم منه.
ولقد قيّض الله -تعالى- لسنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- الكثير من العلماء في مختلف العصور والأزمان، ومن أهم هؤلاء العلماء ما يأتي:
- محمد بن إسماعيل البُخاري
نشأ يتيماً، وحفظ القرآن وتعلّم اللغة العربية، وأتقنها وطلب الحديث وهو في التاسعة من عمره، حفظ عنه عشرات الآلاف من الناس قبل أن يبلغ الحلم، وقد كان رحّالة في سبيل طلب العلم والتوسع في الحديث، ومن أبرز مؤلفاته: صحيح البخاري ، الذي انتشر انتشارًا واسعاً في مختلف الأمصار وقد جُمع فيه تسعة آلاف حديث.
- أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري
تتلمذ الإمام مسلم بين يدي البُخاري لازمه فتعلّم منه وحفظ منه وروى عنه، وقد كان يجوب الأمصار لتعلّم الحديث فرحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق في سبيل ذلك، وهو من أشهر العلماء في الحديث ومن مؤلفاته: صحيح مسلم، الذي جمع فيه أكثر من سبعة آلاف حديث.
- أبو داود هو سليمان بن الأشعث
كان من تلامذة البُخاري -رحمهم الله- فتعلّم منه وسلك سبيله في العلم، وكان مميزًا منذ نعومةِ أظفاره، وقيل إنّه يشبه الإمام أحمد في هديهِ وسمتهِ وخُلُقه، وقد ألّف سنن أبي داود ، وجمع فيه الكثير من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البالغ عددها قرابة خمسة آلاف حديث.
- أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة
تعلّم العلوم وهو صغير وخاض العديد من الرحلات في سبيل طلب العلم، فذهب إلى العراق والبصرة والكوفة وبغداد ومكة والشام ومصر، وكان له العديد من الشيوخ والكثير أيضًا من التلاميذ، من مؤلفاته: سنن ابن ماجة ، وقد جمع فيه ما يزيد عن أربعة آلاف حديث.
- محمَّد بن عيسى بن سَوْرة التِّرمِذي
كان للترمذي قوة حافظة رهيبة وهو صغير السن فكان له الكثير من الشيوخ والتلاميذ، وارتحل كثيرًا في سبيل طلب العلم وفي سبيل جمع الأحاديث، ومن مؤلفاته: سنن الترمذي الذي قسّمه على أربعة أقسام؛ قسمٌ مقطوعٌ بصحته، قسمٌ على شرط أبي داود والنسائي، قسمٌ أخرجه للضدية وأبان عن علَّته، وقسمٌ رابعٌ أبان عنه.
أقسام علم الحديث
ينقسم علم الحديث إلى قسمين رئيسين، وهما:
- علم الرواية: وهو العلم الذي يبحث في ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة والتابعين، ويهتم أيضًا بضبط الروايات والألفاظ الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- علم الدراية: وهو الذي يُعنى بالإلمام بالقوانين التي تؤدي إلى المعرفة بأحوال سند الحديث، وهي القواعد التي قعّدها العلماء لمعرفة صحيح الحديث من سقيمه، والحُكم على الرواة ومعرفة أحوالهم.
أهمية علم الحديث
علم الحديث هو من أشرف العلوم التي يجب على المسلمين الحفاظ عليها والسير فيها، والحديث عنها، ويستقي هذا العلم عظمته؛ لأنَّه يقوم على ما ورد من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما فيها من الخير الكثير للأمة، وبما تحتويه من علاقة وثيقة بالقرآن الكريم.