أهم أسباب النجاح
إرادة النجاح
يسعى الناس جميعاً لتحقيق النجاح ويبذلون من أجله الجهد والوقت، وبينما يصل البعض إلى تحقيقه بصورة تناسب الجهد والسعي، يتأخر البعض الآخر في الوصول إلى الهدف المرسوم والنتيجة المنشودة، فيتوقف نجاحهم على ما تتطلبه أهدافهم من بذل وأسباب تسهم في تحقيقها والوصول إليها، فإذا ما وعى هؤلاء إلى تلك الأسباب والمفاتيح لاحت لهم معالم النجاح وتوضَّحت بما يرضيهم ويساوي جهدهم المبذول، ومهما بلغ الناس في درجات النجاح ومراتبه فإنَّهم لن يصلوا إلى كماله، إذ أنَّه سعيٌ دائم يرقى بالإنسانِ باستمرارٍ ليحصِّل له الطُّموح تلو الطموح والإنجاز بعد الإنجاز، ويعلو بالحسن نحو الأحسن، فبذلك تزداد الدرجات وترتفع الهامات وتعمر الأرض بمن سكنها.
تعريف النجاح
يُعرف النجاح لغةً بأنَّه نيلُ المطلوبِ والفوز بتحقيق الهدف، وهو التيسير في السعي والوصول إلى الغاية، وهو إدراكُ الحظِّ في لفت الأنظار إلى الإنجاز واليسر في تحقيق الغايات، والنجاح هو الظَّفر بالشيءِ وقضاء الحاجات. أمَّا في الاصطلاح فيرتبط مفهوم النجاح بمستوى تحقيق الأهداف وإمكانية جعلها واقعاً؛ إذ يُعرّف النجاح بأنَّه القدرة على الوصول إلى الأهداف المحددة مسبقاً وتحقيقها عملياً، والاجتهاد في ذلك بالوسائل والأساليب الممكنة والمتاحة، وينطبق مفهوم النجاح المنوط بتحقيق الأهداف والرضا على الأفراد والمؤسسات والمجتمع ككلّ.
أهم أسباب النجاح
يرى الكثير من الناس أنَّ النّجاح أمرٌ متعلِّق بالحظ والنصيب، غيرَ أنَّ الواقع يثبت أنّ هذا الحظَّ صناعةٌ ذاتيةٌ يُبدع في إنتاجه النَّاجحون أنفسهم؛ ذلك أنَّ الهمَّة التي يتمتّع بها هؤلاء الأشخاص تُميِّزهم عن الآخرين بحدودٍ تضمن تقدُّمهم واستمرارهم في صناعةِ ذاتِهم واجتهادهم، ويُعتبر الأشخاص الناجحون الأكثر صبراً وانضباطاً في مساعيهم لتحقيق أهدافهم، والأكثر مثابرةً في تنفيذ المهامِ والأعمالِ التي توكل إليهم، كما أنَّهم أشخاصٌ مغامرون مميزون؛ يُقحمون أنفسهم بالمخاطرات ليتمتَّعوا بالتَّجربة والملاحظة في سبيلِ حصدِ النتيجة والدَّليل والبرهان. إنَّ من أهم أسباب النَّجاح وأنجعها أن يتحلَّى الأفراد بصورةٍ عامَّةٍ بالصِّفاتِ العميقة المكنونة في ذواتهم ليمتلكوا بسهولة مفاتيح النجاح ، ومن أهمِّ أسباب النجاح ما يلي:
- الدوافع: تعتبر الدوافع أساس العملياتِ والتصرُّفات الإنسانيَّة الهادفة، وهي بمثابة طاقة التنشيط الملازمة للفردِ حتى يبلغ مبتغاه ويحقق هدفه، والإنسان الذي ترتبط صفاته وتصرفاته بدوافعَ مجزيةٍ يمتلك مفاتيح السيطرة الذاتية وموازين السعي المنظَّم؛ إذ تمثّل الدوافع مفاتيح الإدراك والتعرف على الاتجاهات والبواعث النفسية المبررة لإنجاز المهمات والتحرك نحو أي فعل يسلكه الفرد أو يتصرف من أجله، وتتمثل الدوافع في رغبات المرء وبواعثه النفسية المحرِّضة نحو الإقدام والعمل.
- الطاقة: إن وجود الطاقة في حياة الإنسانِ حاجةٌ ماسَّة في إنجاح سعيه وجهده وتحقيق أهدافه، وتعتمد طاقة الأفراد وتولُّدها على دوافعه التي تشحذ الهمم وترفع الحماس للعمل، كما أنّ تحديد الأهداف والعزم على تحقيقها وإنجازها مصدرٌ مهم من مصادر الطاقة العقلية والروحية، ولا يُهمل في هذا المقام طاقة الجسد المادية التي تعتمد بالدرجة الأولى على التنويع الغذائي المميز والمنظم بالإضافة إلى ممارسة الرياضات والتفريغ الذهني يومياً. إنّ راحة الجسد والعناية به وتغذية العقل وتهيئته عمليتان مهمتان في شحن الجسم والروح معاً بالقدر الكافي من الطاقة لتحقيق النجاح .
- المعرفة والمهارة: يتمتّع الأشخاص الذين يمتلكون معرفة ودراية أكثر بشتى الأمور والظروف بقدرة على التعاطي مع المواقف واكتساب الثقة الداخلية ذاتياً وثقة الآخرين واعتمادهم، والمعرفة مولِّد حتميّ للقوة والإبداع، وهي مصنعُ الفرصِ والإنجازات، ولا بدَّ من تلازم المعارف والمهارات في ذات الفرد ليكون منافساً في بناءِ نجاحاته وتحقيق أهدافه.
- القدرة على التخيل: يعتبر الخيال مفتاحاً مميزاً للانتقال بالتمنيات والطموح إلى الواقع. إن معظم الصناعات الحديثة التي تحاكي الحضارة والتطور كانت في الأصل أحلاماً وتخيلات، غير أنّ هذه الأحلام أصبحت حقيقةً بمثابرة متخيِّليها وسعيهم لتطبيقها ونقلها من عالم الوهم إلى العالم الواقعي. إنَّ الخيال الخصب وغزارة الأفكار الافتراضيَّة جعلت من أناسٍ عاديين ،عمالقة مشهورين في مجالات مختلفة، ومثال ذلك البطل العالمي محمد علي كلاي الذي أرجع الفضل في تميزه وتفوقه إلى خياله الخصب وقدرته على ترجمة الأحلام إلى الواقع.
- العمل: إنَّ جمع المعارف وتعلُّم المهارات من غير تطبيق وإنجازٍ اضاعة للوقت والجهد، وعلى النقيض فإنَّ السعي للعمل والبدء بتطبيق المعارف اليومية المتجدِّدة ربحٌ مميزٌ يضاف يوميَّاً إلى سلَّم الإنجازات ويسهم فعلياً في تحقيق النجاح ، ففي حين يمتلك الكثير من الناس قدرات وخبراتٍ مميزة في مجالات مختلفة، فإنَّ عدداً متواضعاً منهم يبدأ بتنفيذ خططه والعملِ على إنجاز مشروعاته واستثمار خبراته وقدراته واقعياً، فالعمل هو المفتاح الانتقالي بين الخبرة والمعارف النظريَّة، وبين التَّطبيقِ وخلقِ الواقع وفرضِه ليصبح محسوساً مُتعايش.
- التَّنبؤ وإدارة المخاطر: إنَّ توقَّع الأحداث والظروف والمتغيرات مهارة مهمَّة في حياة الأفراد وفي تحقيق النجاح ؛ إذ تُسهم عمليَّة التوقُّع في تخطِّي الظروف السيئة وتخفيف حدَّة الصَّدمة وسرعة الانطلاق بعد الانتكاساتِ وعند الوقوع في الأزمات. يستطيع الإنسان الناجح أن يسترجع قوته وحيويَّته بعد كل عثرةٍ توقَّعها سابقاً ليحافظ على مسيرته دون تراجعٍ وانهزام.
- الالتزام: يعبِّر التزام المرء في مسيرته ومساعيه لتحقيق أهدافه عن عمق الفكرة لديه وإيمانه الصادق بتحقيقها وجعلها واقعاً ليكون النجاح أمراً حتمياً لا تراجع عنه، والمقصود بالالتزام هو التعاطي مع جميع العقبات والمتغيرات والسيطرة عليها من أجل الوصول إلى الهدف المنشود مهما تكرَّرت المحاولات وتعثَّرت السبل.
الفشل طريق النجاح
يصاب بعض النَّاس بالإحباط منذ أول تجربة فاشلة يتعرضون لها، فتتوقّف الدنيا بعيونهم عند تلك التجربة ليجمدوا أعمالهم ومسيرتهم خشية تكرار الفشل، والصحيح أنّ الإخفاق في أمرٍ لا يعني بالضرورة عدم مناسبته أو ملاءمته للفرد ذاته؛ إلّا أنَّه إشارة لوجودِ خطأ معيّن في الطريقة أو الاستراتيجية أو الخطَّة، فإذا اجتاز المرء التجربة بخطئها اكتسب معرفةً خاصَّة بظروفها والطرق التي لا تناسبها في المرات القادمة، وتحقّقت لديه الخبرة نسبياً في آلياتِ تجاوز العقبات شيئاً فشيئاً، فيكون الخطأ في تجربته الأولى درساً مهماً وطريقاً مُلهماً للنجاحِ في التجارب اللاحقة، وقد يكونُ الخطأ مفتاحاً لشحذ الهمَّة وحفزِ العزيمة والإصرار على المتابعة، فيتأتّى من خلاله النجاح مضاعفاً ليجني ذلك المقدام ثمرات الفوز والانتصار.