أنواع نائب الفاعل
أنواع نائب الفاعل
يمكن تعريف نائب الفاعل على أنه: اسمٌ مرفوعٌ يأخذ مكان الفاعل عندما يُحذف من الجملة ويأخذُ أحكامه لكن لا ينوب عنه في العمل، ويصبح فعله فعلًا مبنيًّا للمجهول ، و ينقسم نائب الفاعل إلى أربعة أقسام كالآتي:
- اسم ظاهر
أي أن يكون نائب الفاعل اسمًا مذكورًا بشكلٍ صريحٍ في الجملة، مثل الكلمات المخطوط تحتها بخطّ في قوله تعالى: {خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلٍ} ، وقوله تعالى { وَغيضَ الماءُ وَقُضِيَ الأَمرُ } ، وكقولنا: كُسِرَت العصا، وقولنا: ضُرِبَ الولدُ؛ فنائب الفاعل في الأمثلة السابقة (الإنسان، الماء، الأمر، العصا، الولد) كلّها أسماء ظاهرة بدليل ذكرها صراحةً في الجملة.
- ضمير: وقد يأتي نائب الفاعل ضميرًا، كما يأتي:
- ضمير متصل ، مثل الضمير المخطوط تحته في قوله تعالى: { فعاقبوا بمثل ما عُوقب تم به } .
- ضمير منفصل، مثل (أنت) في جملة: وما حُرِمَ إلّا أنت .
- ضمير مستتر ، مثل الضمير المستتر في الفعل (مدّت) في قوله تعالى: { وإذا الأرض مدت } والضمير المستتر في الفعل (حُشرت) في قوله تعالى: { وإذا الوحوش حشرت } .
- مصدر مؤول
من صور نائب الفاعل أن يأتي مصدرًا مؤولًا، وهو المصدر المكون مِن أنْ المضمرة والفعل المضارع، مثل: يُنتَظر أن يثمر عملنا، فالمصدر المؤول في الجملة (أن يثمر هو نائب الفاعل) وتُعرب أنْ والفعل المضارع على حِدة، وتكون الجملة الفعلية في محل رفع نائب فاعل.
- شبه جملة: يمكن أن يأتي نائب الفاعل شبه جملة بقسميها:
- جار ومجرور، مثل قول الله تعالى: { ولما سقط في أيديهم } ، وشبه جملة "في أيديهم" المكونة من حرف الجر (في) والاسم المجرور (أيديهم) في محل رفع نائب فاعل .
- ظرف مكان ، مثل: يُضرب فوق أيدينا، وفوق هنا ظرف مكان في محل رفع نائب فاعل.
- اسم موصول
قد يأتي نائب الفاعل اسما موصولاً، مثل: يُثاب الذي يعمل الطاعات، وكلمة "الذي" هنا اسم موصول مبني في محل رفع نائب فاعل.
أمثلة على نائب الفاعل من القرآن الكريم ونوعها
من الأمثلة على نائب الفاعل من القرآن الكريم:
- قال تعالى: { وَإِذَا حُيِّي تُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا } .
نائب الفاعل في الآية هو (تُم) وهو ضمير متّصل
- قال تعالى: { فَإِنْ أُحْصِرْ تُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ } .
نائب الفاعل في الآية هو (تُم) وهو ضمير متّصل
- قال تعالى: { وَإِذا قُرِئَ القُرآنُ فَاستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا لَعَلَّكُم تُرحَمونَ } .
نائب الفاعل في الآية هو (القرآن) وهو اسم ظاهر.
- قال تعالى: { وَإِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُنا } .
نائب الفاعل في الآية هو (آياتُنا) وهو اسم ظاهر.
جمل إنشائية على نائب الفاعل
نائب الفاعل في الجمل الآتية ما خُطَّ تحتَه بخطّ مرفقة بنوع نائب الفاعل:
- كُسِرت نافذةُ البيت.
نائب الفاعل في الجملة هو (النافذة) وهو اسم ظاهر.
- يُكرَه أن تتخلّى عن مبادئك.
نائب الفاعل في الجملة هو (أن تتخلى) وهو مصدر مؤول.
- أمِرْنا بالأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكر.
نائب الفاعل في الجملة هو (نا) وهو ضمير متصل
حالات حذف الفاعل
يَرِد نائب الفاعل في الجملة عند حذف الفاعل، ويُحذف الفاعل في عدّة حالات يمكن ذكرُها كالآتي:
- مراعاة غرض السامع
يُراد بها عدم ضرورة ذكر الفاعل؛ لأنه لا يخص السامع وليس له حاجة في ذكره، مثل: رُدّت الأموال إلى أصحابها ، فالمهم في الأمر هنا هو رجوع الأموال بعد سرقتها، وقد لا يعني القارىء مَن هو السارق بما أن الأموال قد رجعت.
- الإيجاز واختصار القول
مثال ذلك: من عاقب بمثل ما عوقب به فالله سينصره، فلو قلنا مثلًا مَن عاقب بما عاقبه به الظالمون لأصبحت الجملة طويلةً وضعيفةً.
- كون الفاعل معروفًا بالبديهة
يأتي نائب الفاعل عندما يكون معروفًا في الأساس، مثل قوله تعالى : {خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلٍ}، فالله هو الخالق وذلك معلوم في النفوس.
- كون الفاعل مجهولًا
يأتي نائب الفاعل عندما يكون الفاعل مجهولاً في الأساس، مثل : سُرقت سيارتي، فالقائل يحكي أن أحدًا ما لا يعرفه سرق سيارته.
- تعظيم الفاعل والتأدب في الحديث عنه بعدم نسبة الشر إليه
فمثلًا قوله تعالى: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا}، فمن سوء الأدب أن ينسب الجن الشر إلى الله عزّ وجل، حتى وإن كان الخير والشر كله بيد سبحانه وتعالى، لكن التأدب مطلوب بعدم نسبة الشر إليه عزّ وجل.