أنواع الحداثة
معلومات عن أنواع الحداثة
تفرعت أنواع الحداثة إلى ثلاثة اتجاهات متعلقة بالأدب والفكر، وانعكست بشكل واضح على الموروث الأدبي بتحويله إلى مادة جديدة قابلة للطرح، والتي وسَّعت مضامين الأدب من نطاق محدود إلى مجال أوسع، وهي كما يلي:
حداثة الشعر
يقصد بالحداثة الشعرية تشكيل طريقة جديدة في كتابة الشعر تعتمد على مبدأ التجديد، وعدم التعلق بالطريقة الكلاسيكية المعتادة في نظمه، من خلال ابتكار أساليب حديثة تتمتع بلغة مميزة على مستويات النص بمضامينه كافة.
أي بمعنى أدق، هو القيام بثورة فنية شاملة داخل النسق الأدبي لإنكار صفة التقليد والتخلص منها، الأمر الذي يخلق فنًّا غير موجود ينتج عنه علاقة حسية تربط الإنسان بالفن من خلال رؤية جديدة، مثال ذلك؛ الشعر الحر المتحرر من الوزن والقافية بطريقة لا تتوافق مع المعايير الشعرية القديمة.
حداثة النثر
سعت الحداثة إلى إعادة قراءة التراث؛ بحثًا عن طرق تجديده وتحطيم شكله المعتاد، إذ هو قراءة جديدة للحاضر تعتمد على الماضي، فعلى سبيل المثال؛ أصحاب قصيدة النثر أو الشعر المنثور نادوا بمبدأ التحول والاختلاف في أساسيات الشعر العمودي التي تنفصل فيه عن التقسيم العروضي، الأمر الذي أثار حفيظة القراء من أجل الحفاظ على التراث.
وحينها تم تحويل مصطلح الشعر إلى النثر أو بشكل أدق ما يسمى بقصيدة النثر، من خلال احتضان التغير الجذري والإتيان بما هو جديد، وعلى الرغم من الانتقادات التي لاقاها هذا المصطلح الجديد، إلا أنه بات شكلا فنيًّا يعبر عن خلجات النفس بطريقة تركز على المضمون أكثر من الشكل والهيكل التقليدي.
حداثة الدراما
سعت الدراما عمومًا والمسرح بشكل خاص أن يقدم قضاياه بطريقة واقعية في مضمومنه وأسلوبه، تحاكي قضايا الناس والمجتمع، فقد تم إنشاء طريقة أخرى سيطرت على المسرح؛ لتكون نقطة انطلاق الدراما الحديثة.
ويعد هذا النوع من الحداثة تمردًا على شكل المسرح المتميز بالدراما الشعبية؛ إذ يعتمد على توظيف الخيال الحالم بطريقة كبيرة ومتطرفة، الأمر الذي أحدث مجابهة بين مؤيدي الأسلوب القديم ومؤيدي الأسلوب الحديث.
نبذة عن الحداثة
من الجدير بالذكر أن مفهوم الحداثة نال حصة كبيرة في أوساط الدارسين، إذ شكل ثورة فكرية في الحياة على جميع الأصعدة، وعلى الرغم من تعدد طرق تعريفه خاصة بسبب انتقاله من الغرب إلى العَرب، إلا أنه ينحو باتجاه فكر واحد ممنهج.
فمن منظور الغرب تعد هذه النظرية مرحلة تفكيك القيود والحالة الثابتة المفروضة من قبل الجانب الأدبي والاجتماعي، والتي تعد قيمًا شفاهية غير مكتوبة تأخذ طابعًا سلطويًا.
أما المفهوم العربي، فينحصر تقريبًا في الدعوة إلى العقلانية ، والتخلي عن العاطفة فيما يتعلق بالنقد؛ من أجل تحديد علاقة جديدة مع التراث ترتكز على تجديد الإبداع المعاصر، وتسعى من خلال هذه النظرية إلى بناء الفكر العربي الحديث الذي يتمثل بتبني كل ما هو جديد.