أنواع التنمية
أنواع التنمية
يقاس مستوى التطور في بلدٍ ما اعتمادًا على مستوى التنمية التي تحققت في ذلك المجتمع، كما أن أشكال التنمية التي يمكن تحقيقها للمجتمعات متنوعة، منها ما يتعلق بتنمية الأشخاص في المجتمع، ومنها ما يتعلق بتنمية الأموال والثروات، بينما تختص الأنواع الأخرى بتنمية جودة الهواء والماء والتربة، وتنمية الحريات والسياسات العامة. وقد لا تتحقق لمعظم البلدان مستويات متوازنة من التنمية، حيث أنّه من الممكن أن تتمتع دولةٌ ما بمستوى تنميةٍ اقتصاديةٍ أعلى من مستويات التنمية السياسية والبيئية، لذلك يتم اللجوء في بعض الأحيان إلى القياس الفردي لمؤشرات التنمية البشرية، حيث أنّها تجمع مختلف مقاييس التنمية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وفيما يلي توضيح لأنواع التنمية:
التنمية الاجتماعية
تختص التنمية الإجتماعية بتنمية أفراد المجتمع في مكانٍ ما، وهناك العديد من المؤشرات التي تساعد في فهم مستويات التنمية الاجتماعية، وفي يلي ذكر لأبرز هذه المؤشرات:
- معدل المواليد
يعبر معدل المواليد عن عدد الأطفال الذين يولدون لكل 1000 شخص من السكان في السنة، وتميل البلدان النامية إلى امتلاك معدلات أعلى من الدول الثرية لعددٍ من الأسباب المختلفة، حيث تميل هذه المجتمعات إلى امتلاك أسر أكبر لتكبير القوى العاملة في المهن الزراعية واليدوية، ولتعويض ارتفاع معدلات الوفيات لدى الأطفال الرضع نتيجةً لضعف الخدمات الطبية.
- معدل الوفيات
يعبر معدل الوفيات عن عدد الأشخاص الذين يموتون لكل 1000 شخص من السكان خلال السنة، ومع تقدم مستويات الرعاية الصحية وارتفاع إمكانية استيراد الأدوية و التكنولوجيا الطبية للبلدان الفقيرة، فقد انخفضت معدلات الوفيات، وأصبح هذا المؤشر أقل فائدةً في قياس مستويات التنمية.
- معدل وفيات الرضع
يعد معدل وفيات الرضع من المؤشرات المفيدة والهامة، حيث يشير إلى مدة جودة الأنظمة الطبية في حماية الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع، وتقييم مقدار العناية التي يحصلون عليها.
- معدل معرفة القراءة والكتابة
يساعد هذا المؤشر في تقييم مستوى التعليم داخل بلدٍ ما، من خلال معرفة النسبة المئوية للأشخاص البالغين الذين يجيدون القراءة والكتابة.
- متوسط العمر المتوقع
يعتبر مؤشر متوسط العمر المتوقع من المؤشرات المهمة والمفيدة جدًا، حيث أنه يعبّر عن مدى جودة الأمن الغذائي والرعاية الطبية والسكن والمياه وغيرها من سبل الحياة الكريمة.
التنمية الاقتصادية
تعبر التنمية الاقتصادية عن مجموعةٍ من البرامج والسياسات والأنشطة التي تسعى إلى رفع مستوى الترفيه الاقتصادي وتحسين نوعية الحياة للمجتمع في بلدٍ ما، ويختلف مفهوم التنمية الإقتصادية من بلدٍ إلى أخر باختلاف الفرص والتحديات والأوليات الخاصة بكل مجتمع، وعلى الرغم من هذه الاختلافات إلا أن استراتيجيات التنمية الاقتصادية تسعى لتحقيق مجموعةٍ من النتائج الإيجابية المشتركة، ومنها:
- خلق المزيد من فرص العمل لأبناء المجتمع، وبالتالي زيادة نسبة العمالة الماهرة في المجتمع.
- توليد التنوع الوظيفي، مع تمكين الأشخاص من الحفاظ على أعمالهم والحصول على أعمال جديدة.
- تحسين مستويات الدخل ونوعية الحياة التي يتمتع بها المواطنون.
- العمل على رفع مستويات الإنتاجية وصنع المزيد من المنتجات المحلية.
التنمية البيئية
تعتبر التنمية البيئية من أهم أنواع التنمية والمرتبطة بمدى رفاهية البلدان، والتي تؤثر على مختلف جوانب الحياة، حيث ترتبط التنمية البيئية بصحة الإنسان وسبل العيش والتطور، كما تساهم في توفير ضروريات الحياة كالغذاء والماء والهواء، وتعمل على توفير موارد النمو الاقتصادي وطرق مكافحة الأخطار الطبيعية.
وتعمل التنمية البيئية على التغلب على العديد من القضايا البيئية الخطيرة، كتلوث الهواء والماء وتغير المناخ، وتجريف التربة، وفقدان التنوع البيولوجي ، وإلى القضاء على سوء استغلال الموارد الطبيعية، وإنهاء التصحر والمخاطر التي تواجه الغابات من حرائق واستغلال جائر، وغيرها من المشاكل البيئية التي ترجع أسبابها إلى العديد من العوامل، كسوء التخطيط وسوء إدارة الملوثات المختلفة، وضعف الإمكانيات وغيرها.
التنمية السياسية
تعتبر التنمية السياسية من أكثر أنواع التنمية فاعليةً في حياة المجتمعات، حيث تشمل التنمية السياسية مختلف الأنظمة والهياكل الحكومية التي تقدم العديد من الخدمات الرئيسية للمواطنين، وتشمل العديد من السياسات والقوانين التي تتحكم بجزءٍ كبير من السلوكيات والتصرفات في حياة المواطنين اليومية.
كما تعمل التنمية السياسية على توفير الدافع الأكبر لمختلف جوانب التنمية الأخرى، وحث الأفراد على المشاركة الفعّالة بها، كما تشكل التنمية السياسية الضامن الأساسي لمجموعة القيم الإنسانية والديمقراطية الهامة في حياة الشعوب، كالحريات وحق تقرير المصير وحرية التعبير، وغيرها من الحقوق المختلفة.