أنواع التكبر
ما هي أنواع التكبّر؟
هنالك ثلاثة أنواع للتكبر، فيما يأتي توضيح لها:
- التكبر الفردي
يمنح الشخص المتكبّر نفسه رأيًا مبالغًا فيه حول قدراته أو سماته أو إنجازاته مع عدم مناسبته للواقع أو عدم مطابقته له، حيث يُضخّم أعماله، ويبالغ في كفاءاته ومهاراته، ممّا يؤدي تلقائيًا إلى صنع صورة مشوّهة عن نفسه في نظر الآخرين، ممّا يؤدي إلى نتيجة عكسيّة لما يطمح إليه الشخص المتكبر.
- التكبر بالمقارنة
ينشأ هذا النوع من خلال قيام الشخص المتكبر بالمقارنة المبالغ بها لقدراته أو صفاته أو إنجازاته مع قدرات الآخرين، إذ لا يقتصر هذا النوع من التكبر على المبالغة في تفخيم الصورة الذاتية أمام الجميع، بل يترافق أيضًا مع نشوء النظرة الدونية للآخرين وإنجازاتهم وقدراتهم في عقل المتكبر.
- التكبر العدائي
يعتبر هذا النوع هو ذروة التكبر، وذلك لكونه ينطوي على قيام الشخص المتكبر بتشويه سمعة الآخرين ليتمكن من احتكار مركز التفوق له وحده، حيث لا يؤمن هذا الشخص المتكبر بنفسه فحسب، بل يعتقد أيضًا أن الآخرين دون المستوى، ويتصرف على هذا النحو، إذ غالبًا ما يهينهم، أو يتجاهلهم، أو يقابل أفعالهم وأقوالهم بالاستخفاف الشديد.
من هو المتكبر؟
يمكن تعريف التكبّر على أنّه السمة الشخصية التي تمنح الشخص شعورًا بغيضًا يتحوّر حول قيمة الذات ؛ فالمتكبر هو من يتصرّف وكأنّه أسمى وأهمّ من غيره، وبناءً على ذلك، فإنّه يميل إلى عدم احترام الآخرين والتقليل من شأنهم، وفي نفس الوقت يهدف إلى الحصول على كامل الإعجاب والاحترام من الآخرين، بالإضافة إلى أنّه يريد أن تُقدّر كافة الأمور التي يُنجزها مهما كان حجمها، وأن تُلاحظ صفاته وقدراته الخاصة دائمًا.
أسباب التكبر
تنشأ صفة التكبر في الشخص لأسباب عديدة، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
تحقيق إنجازات عظيمة
ينشأ الكبر في داخل قلب الشخص عندما يتمكّن من تحقيق إنجازات ونجاحات لم يتمكّن غيره ممّن حوله من تحقيقها، وخاصةً إذا كان هذا الإنجاز هائلًا ويستدعي الفخر والتباهي، إذ يمنحه ذلك تقديرًا واحترامًا لذاته بشكل كبير، وتبدأ في داخله المقارنات بينه وبين الآخرين.
حينها سوف ينظر الشخص بنظرات استخفاف لكلّ من لم يتمكن من إنجاز نفس هذا النجاح، وذلك لأنّ العقل الباطن يقارن دائمًا حياة الشخص بأقرانه لقياس التقدّم في الأشياء التي تُهمّه، وقد تزيد هذه النظرات، وهذه المقارنات لدى الشخص المتكبّر، ممّا يجعله يظنّ دائمًا أنّه الأكثر تفوقًا بين الجميع.
اتّخاذ التكبّر كوسيلة لرفع الشأن دون وجه حقّ
قد يكون الشخص المتكبر لم يقدّم في حياته أيّ إنجازات تُذكر، ولكنّه اتخذ من صفة التكبّر وسيلة لرفع شأنه وتعظيم قدراته، وبدلًا من فعل ذلك من خلال أعماله ونجاحاته، وبالتالي فإنّه بهذه الطريقة يخدع الآخرين، وقد يجعلهم يعتقدون بأنّه الشخص الكُفء، ولكن سرعان ما يتّضح الأمر لدى الجميع، ويتعجّبون متسائلين من أين تأتي هذه الغطرسة وما حاجة هذا التكبّر، ويكتشفون أنّه لا يوجد أيّ أساس لهذه الغطرسة.
استخدام التكبر كآلية دفاعية
يعدّ هذا سببًا شائعًا وراء التكبّر وهو أن يحاول الشخص حماية نفسه من خلال غروره وتقدير الذات المبالغ فيه، إذ قد يتصرّف بغطرسة لإخفاء عدم الأمان، والدونية، و انعدام الثقة ، وإخفاء الخشية من الرفض من الآخرين، ممّا يجعل الشخص يتصرّف بتكبّر تجاههم؛ حيث يعتقد بأنّ التكبر يُمكّنه في هذه الحالة من رفض الآخرين، قبل أن يتمكّنوا من رفضه، ممّا يجعلها ضربة استباقية باعتقاده.
يمكن أن يحدث ذلك عندما يكون المتكبّر على علم أنّه دون المستوى المطلوب مهنيًا أو اجتماعيًا، ممّا يجعله قلقًا من أن يكتشف الآخرون ذلك، وأن يتمّ رفضه، لذا قد يأتي إظهار الرفض أولًا من قبل الشخص المتكبّر، لحمايته نفسه وتجنبًا لإيذائه ورفضته.
طلب الاهتمام
يهتمّ المتكبرون كثيرًا ب قبول الآخرين لهم، ففي بعض الأحيان، وقد يكون التكبر محاولة جذب الانتباه، بسبب عدم نجاح أيّ طريقة أخرى لجذب الانتباه، وهذا يعدّ صحيحًا بالنسبة للأشخاص الذين رأوا أنّ التكبر أدى إلى تلقيهم الكثير من الاهتمام في الماضي؛ لهذا السبب أصبحوا متحمسين لمواصلة هذا السلوك، ولكن بمجرد يصبح غرورهم غير جاذب للاهتمام تجاههم، سوف يتخلّون عن هذا السلوك.
كيفية التعامل مع الأشخاص المتكبرين
فيما يأتي بعض الطرق التي من الممكن اتباعها عند التعامل مع المتكبرين:
- اللين في التعامل معهم، دون محاولة إصلاح سلوكهم.
- قبول حقيقة تكبّر الشخص، وقبول حقيقة شعوره بالتفوق الدائم، ولكن في المقابل، يجدر التنبيه إلى ضرورة الحذر من تولّد الشعور بالنقص والخذلان الشخصيّ.
- تجنّب التواصل المباشر والفردي مع الشخص المتكبر، إذ إنّه قد يتحول التواصل مع إلى نقاش سلبي وخانق، لذا من الأفضل أن يضمّ النقاش شخصًا آخر أو أكثر، ممّا يجعل التواصل سلسًا أكثر، كما أن الطرف الثالث قد يكون حلًا مساعدًا لتخفيف النقاش المحتدّ مع الشخص المتكبّر.
- يجب وضع الحدود الكافية في العلاقات مع الشخص المتكبر، من خلال تحديد الوقت وتحديد مسار الحديث، وهذا لضمان أمان العلاقة للطرفين، ويُنصح بمقاومة أيّ خلافات من شأنها إطالة الوقت المخصص للنقاش؛ وإذا لم يكن هناك مجال للنقاش السليم رغم بذل جميع الجهود الممكنة، فربما حان الوقت للتخطيط لقطع هذه العلاقة؛ إذ لا ينبغي لأحد أن يصمت ويتحمل الإساءة سواء في علاقة شخصية أو مهنية.