أمراض العين وكيفية الوقاية منها
أمراض العين
تُعدّ أمراض العين من المشاكل الصحيّة الشائعة التي قد يتعرض لها الإنسان في إحدى مراحل حياته، وتتراوح هذه الأمراض بين مشاكل صحيّة بسيطة تزول دون الحاجة إلى علاج طبيّ، ومشاكل صحيّة تحتاج إلى تدخّل طبيّ لعلاجها، وبسبب إمكانيّة تطوّر بعض اضطرابات العين مع التقدّم في السنّ بشكلٍ تدريجيّ دون مصاحبتها للأعراض؛ يجب الحرص على المراجعة الدوريّة لطبيب العيون لإجراء الفحوصات اللازمة، وتجنّب تطوّر أمراض العين قدر المستطاع، وتقليل فرصة حدوث المضاعفات التي قد تصاحبها بما في ذلك فقدان النظر، كما تجدر مراجعة الطبيب في حال ملاحظة أية أعراض غير طبيعيّة لم تختفي خلال بضعة أيّام، ومن الاضطرابات والأمراض الشائعة التي قد تصيب العين نذكر ما يأتي:
- أخطاء الانكسار (بالإنجليزية: Refractive errors).
- التهاب الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctivitis)، ويُعرَف أيضاً بالعين الورديّة (بالإنجليزية: Pink eye) وهو أحد أنواع العدوى التي تصيب العين.
- اضطرابات العين الناجمة عن مرض السكريّ.
- اضطرابات الشبكيّة (بالإنجليزية: Retinal disorders) التي تقع في نهاية العين.
- التنكس البقعيّ (بالإنجليزية: Macular degeneration)؛ وهو أحد الأمراض التي تؤثر في الرؤية المركزيّة.
- اضطرابات العصب البصريّ مثل مرض الجلوكوما أو الماء الأزرق (بالإنجليزية: Glaucoma؛ حيث يتلف العصب البصري المسؤول عن التواصل بين العين والدماغ، ويتمثل الماء الأرق في الغالب بتجمع السوائل في الجزء الأمامي من العين، ممّا يزيد ضغط العين.
- السَّادُّ، أو إعتام عدسة العين، أو الماء الأبيض (بالإنجليزية: Cataracts)، وتتمثل هذه الحالة بظهور عدسة العين ضبابية، ويرى الشخص الأشياء بالعين المتأثرة كأنّه من وراء نافذة ضبابية.
الوقاية من أمراض العين
لا يمكن الوقاية من أمراض العين بشكلٍ نهائيّ ولكن يمكن من خلال إجراء الفحوصات الدوريّة، واتّباع بعض النصائح والإرشادات المحافظة على صحّة النظر، وتقليل خطر الإصابة بأمراض العين قدر الإمكان، والوقاية من فقدان البصر أو المضاعفات الأخرى التي قد تترتب على مشاكل العين، ومن النصائح التي يمكن اتّباعها ما يأتي:
الكشف عن عوامل خطر الإصابة بأمراض العين
من أمراض العين ما هو وراثيّ أو على الأقل تلعب العوامل الوراثية دورًا في ظهوره، ولذلك لا بُدّ من معرفة التاريخ العائلي لأمراض العين بمعنى هل يوجد أفراد في العائلة يُعانون من مشاكل أو أمراض معينة متعلقة بالعين؟ إذ تُساهم الإجابة على هذا السؤال في اتخاذ الإجراءات الاحترازية بما في ذلك مراجعة الطبيب بشكل دوريّ لتجنب العادات التي تزيد فرصة تطور المرض، وكذلك الأمر ينطبق على الأمراض التي تظهر مع التقدّم في العُمُر، لذلك يجب الحرص على الكشف عن وجود عوامل خطر الإصابة بأمراض العين لاتخاذ الإجراءات الوقائيّة اللازمة بحسب ما يُشير به الطبيب، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ شرب الكحول يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أمراض العين المتعلّقة بالعُمُر لتظهر في سنّ مبكّرة.
السيطرة على سكّر وضغط الدم
يجب الحرص على إجراء الفحوصات بشكلٍ دوريّ للكشف عن الإصابة بمرض السكريّ (بالإنجليزية: Diabetes) وارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension) في أبكر وقت ممكن، فلهذان المرضان تأثير في صحة العين في حال عدم السيطرة عليهما والحصول على العلاج المناسب، ففي حال إهمالهما قد يتسببان بمضاعفات على مستوى العين مثل اعتلال الشبكيّة السكريّ (بالإنجليزية: Diabetic retinopathy)، والتنكّس البقعيّ، كما قد يؤدي ضغط الدم المرتفع إلى تضرّر الأوعية الدمويّة المسؤولة عن التروية الدمويّة للعين، وفي حال تشخيص الإصابة بأيّ من المرضين يجب الحرص على السيطرة على الحالة بأخذ العلاجات كما يصفها الطبيب واتباع نمط الحياة الذي ينصح به الأخصائيّ، وإجراء الفحوصات الدوريّة للكشف المبكّر عن الإصابة باضطرابات العين ومنع تطوّرها؛ فقد تبيّن أنّ الكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري يساهم في السيطرة على الحالة وربما علاجها.
الانتباه لعلامات الإصابة بأمراض العين
تجدر مراجعة الطبيب في حال ملاحظة ظهور أيّ من الأعراض والعلامات غير الطبيعية في العينين مثل ازدواجيّة الرؤية،أو صعوبة الرؤية في الضوء الخافت، أو الرؤية الضبابيّة، بالإضافة إلى ضرورة مراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور أيّ من الأعراض التي قد تدلّ على مشاكل صحيّة أكثر خطورة في العين، مثل ألم وانتفاخ العنين، وظهور العوائم في العين، واحمرار العين ، والومضات الضوئيّة.
إجراء فحوصات العين الدورية
لا يمكن الكشف عن بعض أمراض العين قبل تطوّرها إلى مراحل متقدمة إلّا بإجراء الفحص الدوريّ، وذلك بسبب عدم مصاحبة العديد من هذه الأمراض لأيّة أعراض واضحة، ويمكن لفحوصات العين الشاملة الكشف عن هذه الأمراض في مراحلها الأولى، مثل أمراض العين السكريّة، والماء الأزرق، ويُساهم ذلك في تحديد الطبيب للعلاج المناسب لمنع تطوّر المرض، أمّا بالنسبة للأشخاص الذين تمّ تشخيص إصابتهم بأحد أمراض العين في السابق فيجب عليهم إجراء فحوصات العين بحسب ما يُقرّه الطبيب، وغالبًا ما يُطلب ذلك بشكلٍ سنويّ للكشف عن سلامة النظر ، وعدم تطوّر المشاكل التي يعانون منها، وبحسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون فإنّ الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل صحيّة في العين يجب عليهم إجراء الفحوصات الدوريّة على النحو الآتي:
- فحص العين الأساسيّ عند بلوغ 40 سنة من العُمُر.
- إجراء فحص العين الدوريّ كل 2-4 سنوات في الفترة بين 40-55 سنة من العُمُر.
- إجراء فحص العين الدوريّ كل 1-3 سنوات في الفترة بين 55-65 سنة من العُمُر.
- البدء بإجراء فحص العين بشكلٍ سنويّ بدءًا من 65 من العُمُر.
قد تتضمّن اختبارات العين ما يأتي:
- اختبار مجال الإبصار: (بالإنجليزية: Visual field test)، وفيه يتمّ الكشف عن سلامة الرؤية المحيطيّة (بالإنجليزية: Peripheral vision)، إذ يُعدّ اضطرابها من علامات الإصابة بالماء الأزرق (الجلوكوما).
- اختبار حدّة الإبصار: يُطلب في اختبار حدّة الإبصار (بالإنجليزية: Visual acuity test) النظر إلى لوح خاص يبعد ما يقارب ستة أمتار للتأكد من إمكانيّة رؤية الشخص المعنيّ للرموز المكتوبة بشكلٍ واضح.
- قياس توتر العين: (بالإنجليزية: Tonometry) يتمّ في هذا الاختبار قياس الضغط الداخليّ للعين، ممّا يساهم في الكشف عن الإصابة بالماء الأزرق.
- الفحص الداخلي للعين: يُعطى الشخص المعنيّ قطرة لتوسيع بؤبؤ العين بهدف السماح للمزيد من الضوء بالدخول إلى العين، ومن ثمّ يستخدم الطبيب عدسات مكبرة لفحص أنسجة العين العميقة، مثل الشبكيّة، والعصب البصريّ.
- اختبار الانكسار: يتمّ اللجوء إلى اختبار الانكسار (بالإنجليزية: Refraction test) في حال المعاناة من أحد اضطرابات الانكسار التي تحتاج إلى استخدام النظارات الطبيّة أو العدسات اللاصقة، مثل طول النظر وقصر النظر والانحراف وغيرها، ويتمّ خلال هذا الاختبار النظر من خلال جهاز خاص يحتوي على العديد من العدسات لمساعدة الطبيب على تحديد العدسات المناسبة لحالة الشخص المصاب.
اتباع نظام غذائي صحي
لاتّباع نظام غذائيّ صحيّ دور كبير في حماية العين من الاضطرابات الصحيّة بشكلٍ مباشر وغير مباشر، إذ يساهم النظام الغذائيّ الصحيّ بالمحافظة على الوزن المثاليّ وبالتالي الحدّ من خطر الإصابة بمرض السكريّ الذي يُعدّ أحد أهمّ أسباب أمراض العين، كما أظهرت الدراسات التي نشرتها الأكاديمية الأمريكية لطب العيون أنّ الأشخاص الذين يتّبعون نظاماً غذائيّاً صحيّاً وغنيّاً بفيتامين ج، وفيتامين هـ، والزنك، والحمض الدهنيّ أوميغا-3 (بالإنجليزية: Omega-3 fatty acid)، واللوتين (بالإنجليزية: Lutein)، أقلّ عرضة للإصابة بأمراض العين، لذلك يجب الحرص على تناول الأطعمة الغنيّة بهذه العناصر، ومنها ما يأتي:
- الخضروات ذات الأوراق الخضراء مثل السبانخ والكرنب.
- الأسماك الزيتيّة مثل سمك التونا، والسالمون.
- الحضيّات مثل الليمون، والبرتقال.
- الأطعمة الغنيّة بالبروتينات (دون اللحوم) مثل المكسرات، والبيض، والفاصولياء.
- المحار.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
لممارسة التمارين الرياضيّة بشكلٍ منتظم مثل المشي السريع دور في الحدّ من خطر الإصابة بعض أمراض العين إلى حدّ كبير مثل التنكّس البقعيّ.
الامتناع عن التدخين
بالإضافة إلى المخاطر المتعددة للتدخين فإنّ يرفع خطر الإصابة بأمراض العين المختلفة بشكل كبير، مثل التنكّس البقعيّ، والسّادّ، والتهاب القزحيّة (بالإنجليزية: Uveitis).
الوقاية من العدوى
من النصائح التي يمكن اتّباعها للحدّ من خطر الإصابة بعدوى العين ما يأتي:
- الحرص على غسل اليدين جيداً بشكلٍ دوريّ، وعدم لمس العينين باليدين دون غسلهما.
- إرشاد الأطفال حول تجنّب مسح الأنف من الأسفل إلى الأعلى باتجاه العين.
- تجنّب مشاركة المناشف وأغطية الوجه في حال إصابة أحد أفراد الأسرة بأحد أمراض العين المعدية .
- تجنّب استخدام منتجات التجميل في حال المعاناة من مشاكل العين، فقد تكون سببًا في عدوى العين المتكررة.
- غسل العين بشكلٍ جيد، خصوصاً قبل استخدام أدوية العين، وكذلك في حال خروج إفرازات من العين.
- الحذر من غصون الأشجار عند المشي في الحدائق والغابات.
- الوقاية من خدش العين لتقليل خطر الإصابة بالعدوى الفطريّة.
استخدام النظارات الشمسية
تساهم النظارات الشمسيّة في حماية العين من الأشعة فوق البنفسجيّة (بالإنجليزية: Ultraviolet) واختصاراً UV، ويُنصح باقتناء النظارات من مصادر موثوقة والتي تحمي من الأشعة فوق البنفسجيّة بنسبة 99-100% بنوعيها (UVA) وكذلك (UVB)، كما يُنصح بارتداء النظارات التي تُوفّر حماية أكبر قدر ممكن من الوجه.
ارتداء نظارات الوقاية
يجب الحرص على ارتداء نظارات الوقاية أثناء ممارسة الأنشطة الخطيرة مثل بعض أنواع الرياضات، واستخدام الأسلحة الناريّة، وممارسة رياضة كرات الطلاء، وممارسة بعض المهن الخطيرة مثل القطع، والحفر، وأثناء استخدام الألعاب الناريّة، وبعض العناصر الكيميائيّة، والتعامل مع بطاريّات السيارات.
العناية بالعدسات اللاصقة
يجب الحرص على العناية بالعدسات اللاصقة من خلال غسل اليدين جيداً قبل لمس العدسات، واتّباع إرشادات ارتداء ونزع العدسات، وتجنّب النوم بالعدسات غير المخصصة لذلك، وعدم غسل العدسات إلّا بالغسول المخصّص لها، وتجنّب غسلها بالماء أو مسحها باللعاب، وتجنّب استخدام الغسول بعد انتهاء تاريخ صلاحيته، بالإضافة إلى تجنّب استخدام العدسات اللاصقة المُخصصة للاسنخدام لمرة واحدة لأكثر من ذلك، لما قد يؤدي إلى المعاناة من الألم الشديد ، والتقرحات، وربما تطور الأمر إلى حدّ فقدان البصر.
الحد من الجلوس خلف شاشة الحاسوب
قد يسبّب الجلوس الطويل خلف شاشة الحاسوب أو شاشة الهاتف المحمول عددًا من الاضطرابات مثل جفاف العنين، وإجهاد العين، وزغللة الرؤية، وصعوبة تركيز النظر للمسافات البعيدة، بالإضافة إلى الصداع، وألم الظهر والرقبة والكتفين، وفيما يأتي بيان لبعض النصائح التي قد تساهم في حماية العينين:
- استشارة الطبيب حول إمكانيّة استخدام نظارات طبيّة خاصة عند استخدام الحاسوب.
- التأكد من سلامة النظارات الطبيّة الموصوفة وإمكانيّة استعمالها عند استخدام الحاسوب.
- جعل مستوى أعلى الشاشة مساوٍ لمستوى العينين، وبالتالي يحتاج الشخص للنظر إلى أسفل قليلًا لرؤية ما في الشاشة.
- استخدام قطرات الدموع الاصطناعيّة، أو زيادة الرمش في حال المعاناة من جفاف العين .
- التخفيف من وهج الشاشة، أو استخدام شاشة مضادة للوهج.
- استخدام كرسي مريح وداعم، مع الحرص على إبقاء القدمين مسطحة على الأرض.
- إراحة العينين كل 20 دقيقة عن طريق النظر إلى مكان بعيد لمدّة 20 ثانية، وأخذ راحة ربع ساعة كل ساعيتن من العمل.
فحص نظر الأطفال
يجدر الحرص على إجراء فحص دوريّ لنظر الأطفال، ومنعهم من الجلوس خلف شاشات الأجهزة الإلكترونيّة لفترة طويلة، لما قد يكون لذلك من تأثير في قدرات العينين ومستوى النظر، فقد تُسبب جفاف العينين، وتهيّجهما، واحمرارهما، كما يجدر التنويه إلى ضرورة منع الأطفال من توجيه مؤشرات وألعاب الليزر بشكلٍ مباشر إلى أعينهم.