أثر الوسوسة في حياة المسلم
ما هي الوسوسة؟
هي الكلام في خفاء، وما يخطر في نفس الإنسان من أوهام وما يكلم به نفسه، وقد أمرنا الله عز وجل في سورة الناس أن نستعيذ به من شر وساوس الجن والإنس، وهذا يشمل الوساوس من الإنسان نفسه ومن غيره له، كحديث نفسه بالشر أو الإيذاء أو الشك في الدين وصحة الأعمال وغير ذلك، ويدخل فيه كل إيحاء بشرِّ أو إغواء بهوى أو ضلال أو إعراض عن الدين بأي وسيلة كانت.
والذي ينبغي أن يُعلم هو أن الوسوسة ومحاولة إغواء وإضلال ابن آدم أمر ملازم لبني البشر في كل حين وبكل مكان وعمل، فإن الله عز وجل أخبرنا أن إبليس وسوس لأبينا آدم عليه السلام وزوجه حواء منذ بدء وجودهما وتوعَّد ذريتهما بالإغواء إلى قيام الساعة بكل الوسائل ما استطاع لا يفتر ولا يمل.
أثر الوسوسة في حياة المسلم
تبدأ الوساوس مع الإنسان يسيرة عارضة، ثم تتسلل وتتوسع حتى تتملك منه كل حياته، فتراه ربما بدأ بالشك في عدد مرات غسل وجهه في الوضوء، ثم يبدأ بعد ذلك يشك في صحة وضوئه، وربما بعد ذلك صار يقرأ الفاتحة بصورة متكلفة جداً، وهكذا يصير في معاملته مع أهله لا يتيقن من شيء تتملكه الشكوك والظنون حتى يفقد الثقة بكل الناس وبنفسه:
شك في إيمانه
الوسواس في الاعتقاد شر أنواع الوسوسة وأعظمها أثراً على المسلم، فإن من تسلل الوسواس إلى اعتقاده وإيمانه فإنه غارق في الشك في كل شيء، وربما بلغ به الأمر أن يشك بالله عز وجل وباليوم الآخر، وبأصول إيمانه وفروعه، وكل ذلك تلبيس من الشيطان واتباع للظنون والأوهام.
شك في صحة أعماله
تجد الموسوس يعيد وضوءه مرات ويكرر غسل يديه مرات عديدة، وإذا أقبل على صلاة بدأ يكرر لفظ نيته ويشدد على نفسه بذكر تفاصيل لا أصل لها، وربما قطع صلاته بعد الشروع فيها أو أعادها مرة ثانية، فتراه يشك في طهارته وفي صلاته وفي دعائه وفي قراءة القرآن وغيره، فيُبْطِل أعماله بالظنون ويُضَيِّع أوقاته في الاستجابة للأوهام.
شك في علاقته بالناس
لا تكاد تجد شخصاً غلبت عليه الوساوس إلا وقد بنى تصوره عن علاقته بالناس على الظنون القبيحة، فتراه سيء الظن بزوجه، وترى علاقته مع أبنائه غير سوية فهو يتوهم أنهم حريصون على التفلت من أوامره ورغباته، وإذا تواصل مع إنسان بمعاملة تملَّكه الشعور بأن صاحبه أناني يريد استغلاله، وهكذا حتى يجعل نفسه في دوامة أن الناس كلهم أشرار يريدون الوقيعة فيه.
نصيحة وقائية علاجية
إن سلامة الصدر وانشراحه بالإسلام من أهم أسباب السعادة والعيش بيسر من غير عقدٍ ولا أوهام، فمن شرح الله صدره للإسلام وسلَّمه من أسقامه عاش راضياً عن ربه عز وجل ونظر إليه بصفته الرحمن الودود، وأدرك أنه شرع لنا ما تتيسر به حياتنا وتبتعد بنا عن العنت، ويدرك اليسر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ويغلب عليه حسن الظن في دينه ودنياه والمسلمين.