أثر القراءة على المجتمع
أثر القراءة على المجتمع
مما يؤهل القراءة لأن تكون عنصراً فاعلاً في تطوير المجتمع وارتقاء مستواه المعرفي والحضاري؛ هو ذلك الأثر الذي تتركه القراءة في حياة كل فرد في المجتمع، فهي عملياً تزيد من مستوى إنتاجية الفرد وتفاعله، وتعاطفه ووعيه، وهذا سينعكس حتماً على المجتمع بقدرته على التفاعل الإيجابي، ونبذ التطرف والانحراف، فالقراءة أداة حقيقية لتنمية الفرد والمجتمع معاً.
في المقابل، إذا تخلى المجتمع عن القراءة فإنّه سيصبح عرضة للتخلف والانحراف، وستتفشّى فيه الأمية لأجيال متتالية، فالمجتمعات تفقد ثقافتها، وهويتها المميزة لها، كما أنّ الأمية آثارها السلبية حتى على مستوى معيشة الأفراد، وإدراكهم للصواب والخطأ، لذلك تعتبر عملية تعلم القراءة من أساسيات بناء المجتمعات السليمة المؤهلة للتنمية، والتقدم حضارياً.
إنّ القراءة هي أساس تكوين المعرفة التي تفتح آفاق العلم، والابتكار، والتقدم، التي من شأنها أن تُسهّل حياة الناس، وترفع من مكانتهم، بالإضافة إلى أنّها وسيلة فاعلة للتعامل الحكيم مع مختلف الأزمات والمواقف، كما أنّها دليل ملموس على سعي المجتمع ومثابرته لمواجهة أي صعوبات، ومواصلة تطوره.
القراءة ومميزاتها
تُعتبر القراءة من أهم المهارات الذاتية ، التي تمكّن مُتقنها من اكتساب المعرفة، والاطلاع على ما في المؤلفات والصحف. فبالقراءة يتنقل الإنسان بين روائع الشعر، والروايات، ومؤلفات العلم والمنطق، وهذا من شأنه أن يحفّز الفكر، ويحافظ على صحة العقل، والذاكرة، والتفكير المتوقّد، كما أنّه يحُد من التوتر والقلق المتزايد، حيث يتمكن الإنسان من خلال القراءة أن يعبّر عمّا يريد بدقة ووضوح، فهي تُحسّن نطق الإنسان، واستحضاره لمفردات منوّعة، وغنية بالمعاني، في الكلام أو الكتابة، لذا يمكن وصف القراءة بأنّها فرصة لا تنتهِ للارتحال لعوالم أخرى، تُضاعف خبرة الإنسان ومعرفته، وتزيد من أفق تفكيره، وصفاء ذهنه.
طرق التعوّد على القراءة يومياً
ينبغي للقراءة أن تكون عادة يومية في حياة كل فرد وكل مجتمع يسعى للتميّز بمهاراته وقدراته ، وحتى نتمكن من ذلك هناك عدد من الطرق التي تجعل الأمر أكثر سهولة ويُسراً، كتخصيص عشر دقائق يومياً للقراءة، والعمل على تكرارها يومياً لتصبح فترات القراءة قصيرة ومتعددة خلال اليوم الواحد، بالإضافة إلى تجهيز مكان هادئ ومريح في المنزل للقراءة، واختيار عناوين الكتب المفضلة في قائمة لقراءتها تِباعاً.
تطوير القراءة وتطور وسائلها
على المستوى الفردي تُنمي القراءة نشاط الدماغ وحيويته، كما أنّها ترفع من مستوى ملاحظة الفرد، وقدرته على التنبؤ، والاستدلال والاستنتاج، والتحليل والمراقبة، إلا أنّ ذلك يتم بعد مدة من التعود على القراءة، وممارستها بشغف واهتمام، لأنّ القراءة تتطلب بيئة محفزة لها ورغبة حقيقية بها، واليوم نجد أنّ الوسائل الرقمية والانترنت قد أتاح لمستخدميه عدة طرق وأدوات للقراءة والتلخيص، لذا ينبغي الاستفادة منها بالقدر الكافي، دون الإفراط فيها والانشغال بها عن ماهو أهم وأولى.