أكبر أسطول بحري في العالم
الصين صاحبة أكبر أسطول بحري في العالم
أفادَ التقرير الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عام 2020، أنّه على الرغم من أنّ البحرية الأمريكية هي الأسطول الأكبر من حيث وزن السفن، إلّا أنّ بحرية جيش التحرير الشعبي (PLAN) - الأسطول البحري الصيني- هي الأكبر في العالم، ووفقًا للبنتاغون فإن الأسطول البحري الصيني يحتوي على 350 سفينة وغواصة قتالية بالإضافة إلى أكثر من 130 سفينة سطحية قتالية رئيسية، بينما يحتوي الأسطول البحري الأمريكي على 293 سفينة.
تواصل الصين إنتاج عددًا ضخمًا من السفن الحربية، إذ تضاعف الإنفاق الدفاعي للجيش الصيني على مدى العقود الثلاثة الماضية ، ونمت ميزانية الدفاع بنحو ستة أضعاف خلال العقود الستة الماضية، والنمو المتصاعد للاقتصاد الصيني هو الذي ساعد على إنفاق المزيد من المال على القوات المسلحة دون التأثير على الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وركّز الجيش الصيني على تحديث القوات القتالية وبناء قدرات استعراض القوة ومنها قوات البحرية الصينية.
في عصر التنافس العسكري الكبير بين القوى العظمى، وجهود الصين العظيمة لتحديث وتقوية جيشها، يُعَد الأسطول البحري الصيني مفتاحًا وأداةً للتفوق العسكري للصين، إذ أصبح قوة عسكرية هائلة داخل منطقة البحار القريبة من الصين.
ويُنظر إلى أسطول البحرية الصينية على أنه يُشكل تحديًا كبيرًا لقدرة البحرية الأمريكية على تحقيق التفوّق والحفاظ على السيطرة خاصّةً في الوقت الحالي الذي يتصاعد فيه التنافس على المناطق ذات المياه الزرقاء في غرب المحيط الهادئ، وهو التحدي الأخطر والأول من نوعه الذي واجهته البحرية الأمريكية منذ نهاية الحرب الباردة، فأجرت البحرية الصينية عمليات مستمرة في مياه المحيط الهندي وغرب المحيط الهادئ والمياه حول أوروبا.
أعرب بعض المراقبين الأمريكيين عن قلقهم من الوتيرة المتصاعدة والجهود المبذولة في بناء سفن البحرية الصينية، وأحجام هذه السفن والقدرات النسبية للبحرية الأمريكية والبحرية الصينية.
وتشتمل جهود التحديث في الأسطول البحري الصيني على مجموعة كبيرة من السفن والطائرات والأسلحة وبرامج الاستحواذ، بالإضافة إلى التحسينات الفعّالة في الصيانة والخدمات اللوجستية والموظفين الذين يتمتعون بخبرات متميزة، بالإضافة إلى التعليم والتدريب عالي الكفاءة، ومع ذلك؛ تعاني البحرية الصينية من بعض القيود، ولأسطولها الكبير نقاط ضعفٍ تحاول تجاوزها.
مكونات أسطول الصين البحري
أطلقت الصين عام 2019 أول سفينة هجومية برمائية ذات سطح كبير وهي من فئة يوشين، ومن المتوقع أن تدخل أول حاملة طائرات محلية الصنع إلى الخدمة في عام 2023، وتتميز حاملات الطائرات الحديثة لدى البحرية الصينية بنظام إطلاق منجنيق، ويتكون أسطول الصين البحري ممّا يأتي:
- حاملات الطائرات وعددها 2
- الطرادات وعددها 1.
- المدمرات وعددها 32.
- سفن حربية من نوع فرقاطات وعددها 49.
- سفن حربية من نوع كورفيت وعددها 37.
- رصيف النقل البرمائي وعددها 37.
- سفن الإنزال المتوسط وعددها 21.
- غواصات هجومية بالديزل وعددها 46.
- غواصات هجوم نووي وعددها 6.
- غواصات الصواريخ البالستية وعددها 4.
- دورية ساحلية (صاروخ) وعددها 86.
تطوير أسطول الصين البحري
بين عامي 2014 و 2018 أطلقت الصين الغواصات والسفن الحربية والسفن البرمائية بمعدّل مثير للدهشة وبما يزيد عن عدد السفن التي تخدم في الأساطيل البحرية لألمانيا والهند وإسبانبا وبريطانيا مجتمعة، وخلال عام 2016 فقط أضافت الصين 14 سفينة، وسفينتين في عام 2017، وإذا استمرت الصين في تشغيل السفن بهذا المعدّل فقد يصل مجموع السفن القتالية لدى أسطولها البحري إلى 425 سفينة بحلول عام 2030.
ووفقًا لوزارة الدفاع الصينية؛ فإنّ التركيز الكبير لتطوير أسطول الصين البحري سيكون على زيادة قدرة البحرية الصينية الحربية الساحلية، وبالأخص في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، ومن أجل تحقيق ذلك عززت الصين إنتاج كورفيت من طراز Jiangdao (النوع 056)، وبحلول عام 2020 أكملت الصين العمل على طراز كورفيت 056 الأخير، وسيكون التركيز في الإنتاج على تطوير قدرات القوات البحرية في منطقة المياه الزرقاء .
ساعدت مكانة السوق الصينية وما تشتهر به الصين ، والمشاريع المشتركة مع اليابان وكوريا الجنوبية على تطوير مرافق بناء السفن وتحديث تقنيات التشغيل، ووفقًا لوزارة الدفاع الصينية؛ ازدادت قدرة الصين على بناء السفن، وقدرتها على جميع أنواع المشاريع العسكرية، بما في ذلك الغواصات والمقاتلات السطحية والطيران البحري وأصول النقل البحري، وساهمت هذه التطورات في تسهيل انتقال الصين إلى قوة عظمى في مجال بناء السفن.
ارتفع إنتاج السفن التجارية من مليون طن في عام 1996 إلى 39 مليون طن في عام 2011، وهو أكثر من إنتاج اليابان بأكثر من ضعف لنفس العام، وتجاوزت الصين كوريا الجنوبية في طلبات بناء السفن في عام 2018، إذ استحوذت صناعة بناء السفن في الصين في ذلك العام على 43.9% من السوق العالمية، و 37.8% من الطلبات العالمية الجديدة في العام الذي يليه، وأدّى تفشي جائحة كورونا إلى انخفاض طلبات بناء السفن بشكل كبير في بداية عام 2020، إلّا أنّ الصين حافظت على ريادتها العالمية.
ترتيب الدول حسب قوة الأسطول البحري
ترتّب قائمة GFP) Global Firepower) السنوية بعض دول العالم حسب قوة الأسطول البحري الحالي لها تبعًا لعدد السفن الحربية والحاملات وناقلات الطائرات والغواصات وسفن الدعم والهجوم البرمائية وما إلى ذلك، وتستند هذه القائمة على المعلومات الرسمية، وتلجأ إلى بعض التقديرات من خلال الصور الجوية في حال عدم توفر هذه المعلومات، وفيما يأتي قائمة بترتيب أول عشر دول حسب قوة الأسطول البحري حسب قائمة GFP لعام 2021:
- الصين 777.
- روسيا 603.
- كوريا الشمالية 492.
- الولايات المتحدة 490.
- كولومبيا 453.
- إيران 398.
- مصر 316.
- تايلاند 292.
- الهند 285.
- إندونيسيا 282.
الخلاصة
يُصنّف الأسطول البحري الصيني بأنّه أكبر أسطول بحري في العالم إذ يمتلك ما مجموعه 777 من السفن الحربية والغواصات والمدمرات والدوريات الساحلية وما إلى ذلك، وذلك يرجع إلى اقتصاد الصين القوي والمتنامي، والميزانية الكبيرة المخصصة للجيش الصيني وأسطوله البحري، وجهودها الضخمة والسريعة في التصنيع والتحديث والتطوير، وسيؤثّر ذلك في ميزان القوى في العالم، وعلى التفوق الحربي والسيطرة على مناطق النزاع البحرية.