أفكار عملية ليكون شهر رمضان مختلفاَ
رمضان فرصة العمر
رمضان هو الكفّة الراجحة في ميزان الأعمال، فقد فُتحت به أبواب الخير على مصراعيها، وصُفّدت الشياطين، قال -جلّ جلاله وعظمت أسماؤه-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
وعندما يبدأ رمضان تمتلئ المساجد كما لم تمتلئ من قبل من صلاة التراويح وقيام ليل، وتُفتح المصاحف كما لم تُفتح من قبل، والهمم تكون في أعلى قمتها، ولنجعل شهر رمضان مختلفًا عما مضى، وله طعمٌ آخر، ووظيفةٌ جديدةٌ، وأن يكون لنا فيه دورٌ غير مسبوقٍ، وأن يغيّرنا تغييراً لم يسبق لنا من قبل، تغييراً يؤدي لتغيير الأمّة.
خطوات الاستعداد لرمضان مختلف
الاستعداد للشهر لا يكون فيه وإنما قبله، فأي عمل تريد البدء فيه يجب أن تستعدّ له وتتدرب جيداً قبل البدء به؛ لتبدأ به وأنت على أتمّ الاستعداد، فيبدأ الاستعداد من شهر شعبان، فابدأ فيه بما يأتي:
- الالتزام بفرائضك والمحافظة عليها، من صلاة وزكاة وبرّ الوالدين، وصلة الأرحام.
- ترك المحرّمات والمعاصي، من النظر الحرام، والمال الحرام، والسمع الحرام، واللبس الحرام
- تدريب اللّسان على ذكر الله -تعالى-، من استغفارٍ وصلاةٍ على النبي وحوقلةٍ وتسبيح وغيرهم، وتدريبه على التلفظ بكلّ خير وحبسه عن التلفّظ بالسوء، من شتمٍ و غيبٍة ونميمة .
- تدريب النفس على مداومة قراءة القرآن الكريم كلّ يوم، مثلًا: أول أسبوع كلّ يوم صفحتين، والأسبوع الذي بعده زِد صفحتين وهكذا.
- تدريب النّفس على الصيام، حتى لا تشعر في رمضان بالمشقة الكبيرة، فقد تدربت واعتدت، فتدخل شهر رمضان متحمساً لصيامه، صُم مثلاً يومي الاثنين والخميس.
- انتبه لقلبك، نظفه من الغلّ والحقد والغيرة والحسد، سامح من أساء إليك، صالِح مَن خاصمت، صِل من قطعك، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (يطَّلِعُ اللهُ إلى خَلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ).
العمل في رمضان
سأذكر بعض الأعمال للقيام بها في شهر رمضان فيما يأتي:
- خَطّطّ أن تكون من السابقين المتقدمين
لا ترضى أن تكون من المتأخرين، كُن أول مَن يدخل إلى الجنّة من باب الريّان ولا تكن آخرهم، قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولَـئِكَ الْمُقَرَّبُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾.
- ضع خطة لكلّ يوم
تكون حسب قدرتك وظروفك، فلا تُلزم نفسك بما لا تطيق حتى لا تتعب وتملّ، عندها سترجع لنقطة البداية، وتذكّر أنّ أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلّ.
- احرص على الصدقة
إذا كان باستطاعتك أن تتصدق كل يوم فافعل، حتى لو بالشيء القليل؛ لأنّ الصدقة في هذه الأيام ليست كغيرها، ولا تنسى المساكين والمحتاجين في هذه الأيام، مثلًا: تعاوَن أنت وأهلك وجيرانك أو أنت وأصدقائك، بجمع مبلغ مالي لإعطاء المحتاج، أو ادعوهم لتناول الإفطار جماعيًّا.
- أَكثِر من الدعاء لك ولأهلك ولوالديك وأحبابك
اجعل لك كلّ يومٍ وِرداً من الدعاء، وتحرّى ساعات استجابة الدعاء ، عند أذان المغرب مثلًا وفي جوف الليل ووقت السَّحر، ادعُ الله بأمور دنياك وآخرتك، قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
- نظّم وقت نومك
مِن الناس مَن يسهر اللّيل كلّه حتى ينام من الصّبح إلى العصر ومنهم من لا يستيقظ إلا على موعد الإفطار فلا تكن منهم، فهم أضاعوا بركة نهارهم وذهبت منهم أجورٌ لا تُحصى، استغلّ يومك كاملًا، قَلّل من ساعات النّوم بالليل ولا تنم كلّ النهار، خذ قيلولةً على سبيل المثال نهارًا، كلما نقصت ساعات نومك كلما زاد عدّاد حسناتك وزادت فرحة عمرك.
- احرص على قيام الليل
هذه أيّام لا تعوّض، وربّما قد لا تعود، إن كنتَ من المبتَلين بالمعاصي فاستغلّ هذا الشهر المبارك لتتوب وتعود إلى الله، صلّ ركعتي توبة، ادعُ الله من قلبك دعاءً طويلًا وابكِ وتضرّع واطلب العفو من الله، ادعه أن يعينك على نفسك.