وصفات طبيعية لعلاج تكيس المبايض
هل هناك وصفات طبيعية لعلاج تكيس المبايض
نتيجةً لمحدودية الأبحاث حول العلاجات الطبيعية فإنّه لا يُمكن التوصية بهذه العلاجات لحالاتٍ صحيّةٍ مثل تكيّس المبايض، ولتحسين حالات المصابات بهذه الحالة يُنصح بالتحكم ببعض العوامل المرتبطة بمتلازمة تكيُّس المبايض (بالإنجليزيّة: Polycystic ovary syndrome)، مثل: مقاومة الإنسولين، ومستويات الهرمونات.
ويُمكن التحكُّم بالعوامل المرتبطة بمتلازمة تكيّس المبايض وتخفيف الأعراض الناجمة عنها من خلال إجراء التغييرات في نمط الحياة، واستخدام المكمّلات الغذائية ، ويجدر التنويه إلى أنّه لا يوجد نهجٌ واحدٌ يناسب الجميع في علاج تكيُّس المبايض، ولذلك يجب استشارة الطبيب دائماً قبل تجربة أيّ علاجٍ بديل، والسؤال عن الجرعات المناسبة، والآثار الجانبية، والتفاعلات الدوائية.
وبشكلٍ عام؛ يُعدّ النظام الغذائيُّ وممارسة التمارين الرياضيّة جزءاً مهمّاً لتحسين حالة متلازمة تكيُّس المبايض؛ حيث إنّ معرفة الأنواع الصحيحة من الأطعمة التي يجب تناولها، والأطعمة التي يجب الحدّ منها يُمكن أن يساعد على الوصول إلى الوزن الصحي ، كما يُمكن لتناول الطعام الصحي، والمحافظة على النشاط البدني، والحفاظ على ثبات الوزن، أو فقدان القليل منه إذا كان الوزن الحالي في النطاق الصحي أن يساعد على تحسين أعراض متلازمة تكيُّس المبايض.
أغذية مناسبة لحالة تكيس المبايض
أغذية يُنصح بتناولها
نذكر فيما يأتي مجموعةً من الأغذية التي قد تكون مفيدةً لمن تُعاني من متلازمة تكيُّس المبايض:
الأغذية ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض
يقوم الجسم بهضم الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض (بالإنجليزيّة: Low glycemic index food) بشكلٍ أبطأ، ممّا يعني أنّ تناولها لا يُسبّب ارتفاعاً في سريعاً في مستويات الإنسولين والسكر، ومن الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض: الحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسرات، والبذور، والفواكه، والخضراوات النشوية، وغيرها من الأطعمة غير المُصنّعة المنخفضة بالكربوهيدرات.
الأغذية الغنية بالبروتين
يُمكن تضمين مزيجٍ متنوعٍ من البروتينات في النظام الغذائي المناسب لمتلازمة تكيُّس المبايض، وقد ينصح البعض بالتركيز على مصادر البروتينات النباتية؛ كالمكسرات، وزبدة المكسرات، بالإضافة إلى تجنُّب الأطعمة المقلية أو المُحضّرة بكميةٍ كبيرةٍ من الملح، والزبدة أو الزيت، بالإضافة إلى تجنُّب اللحوم المُصنّعة المحتوية على نسبةٍ عاليةٍ من الصوديوم، والدهون المتحولة، والمواد المُضافة؛ كالنقانق، والسجق، واللحم المُقدد، بينما يُعدّ البيض وقطع الدجاج الخالية من الدهون والمطبوخة دون الجلد من الخيارات الجيدة.
منتجات الألبان
يوصى بتجنُّب منتجات الألبان كاملة الدسم في الحمية المناسبة لتكيُّس المبايض، وقد يكون من المقبول تناول كمياتٍ صغيرةٍ من منتجات الألبان قليلة الدسم وقليلة اللاكتوز بدلاً من الحليب العادي، ويُمكن تجربة بدائل الحليب ومنتجاتها، كحليب اللوز، أو حليب الأرز، أو حليب جوز الهند .
الأغذية ذات الخصائص المُضادة للالتهابات
يُمكن أن تساعد هذه الأطعمة على تقليل الأعراض المُرتبطة بالالتهاب؛ كالتعب، ويُمكن أن تكون حمية البحر الأبيض المتوسط خياراً مناسباً للأطعمة المُضادة للالتهابات، وتتضمّن هذه الحمية أطعمةً صحيّة، من ضمنها: زيت الزيتون، والطماطم، والخضراوات الورقية، والمكسرات، والأسماك الدهنية؛ مثل: الماكريل، والتونة.
الأغذية الغنية بالبروبيوتيك
تساعد بكتيريا البروبيوتيك (بالإنجليزيّة: Probiotics) على تحسين صحّة الجهاز الهضميّ والأمعاء، كما أنّها يُمكن أن تلعب دوراً مهمّاً في تحسين متلازمة تكيُّس المبايض، فقد أشارت مراجعةٌ منهجيةٌ نُشرت في مجلّة European Journal of Nutrition volume عام 2020 إلى أنّ البروبيوتيك قد يكون له تأثيرٌ في المؤشرات الأيضية، والهرمونية، والالتهابية، وبالتالي يُمكن أن يساعد على تحسين الخصوبة لدى المصابات بمتلازمة تكيُّس المبايض.
ومن الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك: الأطعمة المُخمّرة التي تحتوي على البروبيوتيك بشكلٍ طبيعيّ، أو المُضاف إليها البروبيوتيك، ومنها: الزبادي، والكفير (بالإنجليزيّة: Kefir)، والمخللات، وخبز العجين المُخمّر، وبعض أنواع الجبن، كما تتوفُر البروبيوتيك على شكل مكمّلاتٍ غذائية.
أغذية يُنصح بتجنبها
يجب على الأشخاص الذين يتّبعون نظاماً غذائياً لمتلازمة تكيُّس المبايض تجنُّب الأطعمة المعروف بأنّها غير صحية؛ ونذكر من هذه الأطعمة ما يأتي:
- المشروبات السكريّة؛ مثل: المشروبات الغازية ، ومشروبات الطاقة.
- اللحوم المُصنّعة؛ مثل: النقانق، ولحوم اللانشون.
- الكميات الكبيرة من اللحوم الحمراء ؛ كشرائح اللحم المشوية والبرجر.
- الدهون الصلبة؛ بما في ذلك السمن النباتي.
- الأطعمة المقلية والوجبات السريعة.
- الوجبات الخفيفة المُعلّبة.
- الوجبات المُجمّدة.
- البوظة، والكاسترد، والمهلبية.
- الفطائر، والمعجنات، والكعك.
- المحليّات الصناعية.
- تتبيلات السلطات الجاهزة.
- المخبوزات، والمقرمشات، والمعكرونة، والحبوب المصنوعة من الدقيق الأبيض المُكرّر.
هل الأعشاب مفيدة لتكيس المبايض
يُمكن أن يتراكم الإنسولين في الجسم نتيجةً لعدم القدرة على تنظيم مستوياته، وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات الهرمونات الجنسية الذكرية المُسمّاة بالأندروجينات (بالإنجليزيّة: Androgens)، ويجدر بالذكر أنّ بعض الأشخاص الذين يروّجون للأعشاب يدّعون بأنّها تساعد على موازنة هذه الهرمونات، وتخفيف الأعراض الأُخرى لمتلازمة تكيُّس المبايض؛ كاضطراب الدورة الشهرية، ولكن يجب توخّي الحذر واستشارة الطبيب قبل تناول أيّ مكمّلٍ عشبي، حيث إنّ إدارة الغذاء والدواء لا تُقيّم المنتجات العشبيّة، ولذلك فإنّ هذه المكملات لا تخضع للفحص والدراسة قبل توزيعها، ومن هذه الأعشاب نذكر ما يأتي:
- الحسك الأرضي: (الاسم العلميّ: Tribulus terrestris)، أشارت دراسةٌ أُجريت على الحيوانات ونُشرت في مجلّة Reproduction in Domestic Animals عام 2011 إلى أنّ الحسك الأرضي يمتلك تأثيراً إيجابياً في الهرمون المُنشّط للجسم الأصفر الذي يؤثر في أكياس المبيض، ويُمكن للجرعات العالية من مُستخلص الحسك الأرضي إزالة أكياس المبيض بكفاءة، واستئناف نشاط المبايض.
- العبعب المنوم: (بالإنجليزيّة: Ashwagandha)، أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Journal of Evidence-Based Complementary & Alternative Medicine عام 2017 إلى أنّ مُستخلص جذر العبعب المنوم ساعد على تقليل العلامات النفسية والفسيولوجية للتوتر، وتحسين الصحة النفسية، وخفض مستويات الكورتيزول في الدم، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، وتحسين سلوكيات الأكل، ولذلك فقد يكون لهذه العشبة دوراً في تخفيف التوتر، وأعراض متلازمة تكيُّس المبايض.
- القرفة: أشارت دراسةٌ أُجريت على الحيوانات ونُشرت في مجلّة Reproductive Biology and Endocrinology عام 2018 إلى أنّ مكمّلات القرفة تُحسّن مقاومة الإنسولين، ولذلك فقد يكون لها دورٌ في تحسين حالة تكيُّس المبايض.
- الكركم: أشارت دراسةٌ أُجريت على الحيوانات ونُشرت في مجلّة Cell Journal عام 2017 إلى أنّ الكركم قلّل من التهاب الكبد عن طريق تحفيز حساسية الإنسولين، وتقليل النخر الكبدي، ولذلك يُمكن أن يساعد الكركم على تقليل خطر الإصابة بالحالة الالتهابية لمتلازمة تكيُّس المبايض.
- البردقوش: أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Journal of Human Nutrition and Dietetics عام 2016 إلى التأثير المفيد لشاي البردقوش في الحالة الهرمونية للمُصابات بمتلازمة تكيُّس المبايض، فقد بيّنت النتائج أنّه ساعد على تحسين حساسية الإنسولين، وخفض مستويات هرمونات الأندروجين الكظرية، ولكن هناك حاجةٌ للمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج، ودراسة المكونات والآليات النشطة المساهمة في التأثيرات المفيدة المُحتملة لعشبة البردقوش.
نصائح للتحسين من حالة تكيس المبايض
يُمكن أن تساعد النصائح الآتية غلى تحسين حالة تكيُّس المبايض والتخفيف من أعراضها:
- الحفاظ على الوزن الصحي: يُمكن أن يساعد فقدان الوزن الزائد على خفض مستويات الإنسولين والأندروجين، وقد يساهم ذلك في عودة الإباضة الطبيعية، ويُمكن اتّباع نظامٍ غذائيٍّ لخفض الوزن بمساعدة اختصاصي تغذية للوصول إلى الوزن المطلوب.
- ممارسة النشاط البدني: تساعد التمارين الرياضية على خفض مستويات سكر الدم ، ولذلك فإنّ زيادة النشاط اليومي، والمشاركة في برنامج تمارين منتظم قد يساعد على التقليل من مقاومة الإنسولين، والحفاظ على الوزن الصحي، وتقليل خطر الإصابة بالسكري.
- الحدّ من استهلاك الكربوهيدرات: يُمكن أن تُسبّب الأنظمة الغذائية المنخفضة بالدهون والعالية بالكربوهيدرات ارتفاعاً في مستويات الإنسولين، ويُمكن استشارة الاختصاصي حول اتّباع نظامٍ غذائيٍّ منخفضٍ بالكربوهيدرات في حالة الإصابة بتكيُّس المبايض، وبشكلٍ عام يُنصح باختيار الكربوهيدرات المعقدة التي ترفع مستويات السكر في الدم بشكلٍ أبطأ من الكربوهيدرات البسيطة.
- تناول الأطعمة الغنيّة بالدهون الصحية: ومن هذه الأطعمة: سمك السلمون، والتونة، وبذور الكتان المطحونة، والمكسرات.
- تحديد حجم الحصص الغذائية: يجب أن يتكوّن ربع إلى نصف الطبق في كل وجبةٍ من الخضراوات، كما يجب ملء ربع الطبق بالبروتين، والربع الآخر بالحبوب الكاملة، أمّا الفواكه فيمكن أن تُكوِّن رُبع الطبق أو أقلّ.
- أخذ قسطٍ كافٍ من النوم: يؤثر النوم بشكلٍ إيجابيٍّ في مستويات التوتر، كما أنّه يساعد على تنظيم مستويات الكورتيزول، ويجدر بالذكر أنّ اضطرابات النوم تُعدّ أكثر شيوعاً لدى النساء المُصابات بتكيُّس المبايض، ولذلك يُنصح بالنوم لمدّة 8-10 ساعاتٍ كلّ ليلة، بالإضافة إلى وضع روتينٍ منتظمٍ لوقت النوم، وتجنُّب استهلاك المنبّهات والأطعمة الغنيّة بالدهون قبل وقت النوم.
لمحة عامة حول متلازمة تكيس المبايض
متلازمة تكيُّس المبايض هو اضطرابٌ هرمونيٌّ شائعٌ بين النساء في سنّ الإنجاب، وقد يُسبّب فترات حيضٍ متقطعة أو طويلة، كما يُمكن أن يُسبّب زيادة مستويات الهرمونات الذكرية، وقد ينتج عن المبيضين مجموعاتٌ صغيرةٌ من الأكياس المليئة بالسوائل، والتي تفشل في إطلاق البويضات بانتظام، ويُعدّ السبب الدقيق لمتلازمة تكيُّس المبايض غير معروف.
وقد يزيد خطر الإصابة بتكيُّس المبايض في حال الإصابة بمقاومة الإنسولين أو السُمنة ، أو كان أحد أفراء الأسرة مُصاباً بهذه المتلازمة، ويعتمد علاج متلازمة تكيُّس المبايض على عددٍ من العوامل؛ بما في ذلك: العُمر، ومدى شدّة الأعراض، والصحة العامّة.