وصايا النبي قبل وفاته
وصايا النبي قبل وفاته
توجد العديد من الوصايا التي أوصى بها النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- قبل وفاته، ومنها ما يأتي:
إخراج يهود الحجاز ونجران من جزيرة العرب
ذكر بعض الصحابة الكرام أنَّ آخر ما تكلَّم به النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- هو إخراج يهود الحجاز ونجران من جزيرة العرب، وورد ذلك في حديث: (إنَّ آخِرَ ما تكَلَّمَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: أخرِجوا يَهودَ أهلِ الحِجازِ، وأهلِ نَجرانَ مِن جَزيرةِ العَرَبِ).
إنفاذ جيش أسامة
قام النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بتجهيز جيش أُسامة -رضي الله عنه- قبل موته بيومين؛ وذلك لغزو الروم، ولكن تأخّر سير الجيش بسبب مرض النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، ولمَّا اشتدّ عليه الوجع أمر الصحابة الكرام بإنفاذ الجيش وتسييره، فقام أبو بكر -رضي الله عنه- بتجهيزه وتسييره، ووردت هذه الوصية في حديثٍ ضعيف: (أنفذوا جيش أسامة).
الإحسان إلى الأنصار
أوصى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- قبل موته بالإحسان إلى الأنصار ، وأوصى بهم خيراً، وأن يُتقبل من مُحسنهم، ويُتجاوز عن مُسيئهم، ووصفهم بأنَّهم كالملح في الطعام، وفي ذلك تعظيم لأمرهم، ووردت هذه الوصية في الحديث الذي رواه ابن عباس.
فعن ابن عباس: (خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليه مِلْحَفَةٌ مُتَعَطِّفًا بهَا علَى مَنْكِبَيْهِ، وعليه عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ، حتَّى جَلَسَ علَى المِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ أيُّها النَّاسُ، فإنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وتَقِلُّ الأنْصَارُ حتَّى يَكونُوا كَالْمِلْحِ في الطَّعَامِ، فمَن ولِيَ مِنكُم أمْرًا يَضُرُّ فيه أحَدًا، أوْ يَنْفَعُهُ، فَلْيَقْبَلْ مِن مُحْسِنِهِمْ، ويَتَجَاوَزْ عن مُسِيئِهِمْ).
إقامة الصلاة
ذكرت بعض نساء النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنَّه كان مِن آخر ما تكلَّم به وهو في مرض الموت الوصية بالصلاة، وقد وردت هذه الوصية من حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (كان آخرُ كلامِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- الصلاةَ الصلاةَ! اتّقوا اللهَ فيما ملكت أيمانُكم).
التمسك بكتاب الله
أوصى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في مرض موته بالتَّمسُك بكتاب الله -تعالى-، والأخذ به؛ فهو طريق الهداية والنور، وتركه سببٌ للضلال، ووردت هذه الوصية في الحديث: (قَامَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا، بمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ، أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فإنَّما أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُما كِتَابُ اللهِ فيه الهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا به فَحَثَّ علَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثمَّ قال وأهْلُ بَيتي).
التحذير من اتخاذ قبره مسجداً
روت عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- حذّر من اتخاذ قُبور الأنبياء مساجد، وفي هذا نهيٌ للصحابة من اتّخاذ قبره مسجداً، ووردت هذه الوصية في الحديث الذي رواه أبو هُريرة -رضي الله عنه-: (لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ والنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ).
إحسان الظن بالله
سمع بعض الصحابة الكرام النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- يوصي قبل أن يموت بثلاثة أيام أن لا يموت الإنسان إلّا وهو يُحسن الظنَّ بربِّه؛ وذلك لأنَّ العبد يُبعث على ما مات عليه، ووردت هذه الوصية في الحديث الي رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قَبْلَ مَوْتِهِ بثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يقولُ: لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
التوصية بالنساء
أوصى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- الصحابة الكرام بالنساء وهو في حَجة الوداع، وأن يتّقوا الله -تعالى- فيهنّ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ، فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عليهنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ علَيْكُم رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمَعروفِ).
توصية أبي بكر بالصلاة بالناس
أوصى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- زوجته -عائشة -رضي الله عنها- وهو في مرض الموت أن تأمر أباها أن يُصلِّي بالناس؛ لعدم قُدرة النبي على الصلاة بالناس، ووردت هذه الوصية في الحديث: (ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وجَدَ مِن نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ بيْنَ رَجُلَيْنِ أحَدُهُما العَبَّاسُ، لِصَلَاةِ الظُّهْرِ وأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بالنَّاسِ فَلَمَّا رَآهُ أبو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ فأوْمَأَ إلَيْهِ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أنْ لا يَتَأَخَّرَ وقالَ لهمَا: أجْلِسَانِي إلى جَنْبِهِ فأجْلَسَاهُ إلى جَنْبِ أبِي بَكْرٍ، وكانَ أبو بَكْرٍ يُصَلِّي وهو قَائِمٌ بصَلَاةِ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاةِ أبِي بَكْرٍ)، وفي ذلك إشارةً منه إلى خلافته بعده.