تشرنوبل (مدينة أوكرانية)
مدينة تشرنوبل
فيما يأتي أبرز المعلومات عن هذه المدينة الأوكرانية:
موقعها الجغرافي
تشرنوبل أو ما تسمى بمنطقة الاستبعاد، هي واحدة من أكثر الأماكن نشاطًا إشعاعيًا على وجه الأرض، وتقع على أقصر طريق بين روسيا وعاصمة أوكرانيا كييف ، وتقع تشرنوبل في شمال أوكرانيا على بعد حوالي 130كم شمال كييف وعلى بعد 20كم جنوب بلاروسيا ، وفي عام 1977م كانت المنطقة لا تزال جزءاً من الاتحاد السوفييتي حيث تم البدء بإنشاء محطة تشرنوبل للطاقة.
ومع بداية 1983م تم الانتهاء من بناء 4 مفاعلات فيها، وإلى الجنوب الشرقي من محطة الطاقة تم إنشاء بحيرة اصطناعية تبلغ مساحتها حوالي 22 كم مربع بجانب نهر بريبيات إحدى روافد نهر دنيبر وذلك لتوفير مياه التبريد للمفاعلات.
تاريخ تشرنوبل
كانت تضم عدد كبير من المباني التاريخية إلّا أنه لحق بها أضرار لأسباب كثيرة منها تدريبات الجيش، وفي وقتنا الحالي هناك إجراءات يتم اتخاذها لمنع تدمير المباني، وتسعى وزارة الثقافة والشباب والرياضة إلى إضافة منطقة تشيرنوبيل المحظورة إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
السياحة في تشرنوبل
في وقتنا الحالي لا داعي للقلق بشأن زيارة تشرنوبل؛ لأن الأماكن التي يزورها السائحون يتم تطهيرها وتنظيفها، إلا أنه هناك العديد من الأماكن التي لا تزال مشعة بشكل خطير ولا يُنصح بزيارتها أو ممنوعة تمامًا أو مسموح بها بملابس واقية وأخصائي إشعاع مثل مستشفى بريبيات، والغابة الحمراء ومصتع جوبيتر والغرفة رقم 4 في محطة تشرنوبل للطاقة النووية.
وفي وقتنا الحالي هناك جولات برفقة مرشدين مختصين، حيث أن منطقة استبعاد تشرنوبل والمناطق المحيطة بها آمنة للزيارة تحت إشراف المختصين؛ هي لم تخل من الإشعاع بالكامل إلّا أن مستويات الإشعاع صغيرة نسبياً؛ ومن الطريف أن مستويات الإشعاع في معظم الأماكن أقل من تلك الموجودة في طائرة تحلق على ارتفاع 9.144 كم.
الحياة البرية في تشرنوبل
سجلت منطقة تشيرنوبيل أكثر من 400 نوع من الفقاريات التي تعيش بها، مثل:
- الدببة البنية.
- البيسون الأوروبي.
- خيول برزوالسكي.
- الذئاب.
- الغزال.
- الأيائل.
- الوشق.
واقعة تشرنوبل
في يومي 25 و26 من شهر نيسان لعام 1986م وقع الحادث النووي الأكبر في التاريخ، وتسبب بموت الكثيرين ودمار كبير، مما حدا بسكان بريبيات لترك بيوتهم، ولم تنتهي المأساة في وقتها؛ حيث يُقدّر العلماء أن بريبات والمنطقة المحيطة بها ستصبح مكاناً مناسباً للسكن بعد 3,000 عام، فيما ستحتاج منطقة المصنع والمنطقة المحيطة بها لأكثر من 20,000 عام لتصبح آمنة للسكن.
وقعت الكارثة بالقرب من مدينة تشيرنوبيل في الاتحاد السوفياتي السابق جنوب ما يُعرف الآن بحدود أوكرانيا مع بيلاروسيا، حيث ركز الاتحاد السوفياتي على استخدام الطاقة النووية بعد الحرب العالمية الثانية ، وفي عام 1977م، حيث قام العلماء السوفييت بتركيب 4 مفاعلات نووية في محطة الطاقة، وفي 25 و26 من شهر نيسان لعام 1986م وفي أحد اختبارات المفاعل انتهك العمال بروتوكولات السلامة واندفعت الطاقة داخل المصنع.
عند حدوث الكارثة، أطلق اللب المنصهر إشعاعًا كافيًا لإعطاء جرعة قاتلة في 5 دقائق، فطلبت الدولة من السكان ترك المكان إلى مناطق أسمتها مناطق الاستبعاد الآمنة، واليوم يُقدّر عدد السكان الذين عادوا للمنطقة وبقوا فيها ب 200 شخص معظمهم من النساء، حيث يعيشون بظروف خدماتية شبه معدومة بلا مياه ولا كهرباء، على الرغم من أن 97% من المواد المشعة لمحطة تشرنوبل ما تزال موجودة، والسبب في هذا وجود كتلة صلبة من الوقود النووي أسفل المفاعل النووي.
ورغم أن الكارثة تسببت في قتل عدد لا يُحصَى من الحيوانات وأصيبت الطيور بالتشوهات بسبب الإشعاع، إلّا أنه اليوم تشير التقارير إلى ازدهار بعض الحيوانات كالخيول والدببة والذئاب من جديد، خاصةَ مع خلو المنطقة من البشر تقريباً حيث يجعلها هذا ملاذًا للحياة البرية.
بقايا انفجار تشرنوبل
وما تبقى من المفاعل موجود الآن داخل هيكل احتواء فولاذي ضخم تم نشره في أواخر عام 2016 م، حيث تستمر جهود الاحتواء والمراقبة ومن المتوقع أن يستمر التنظيف حتى عام 2065 م على الأقل، بينما مدينة بريبيات والتي تم إنشاؤها في القرن الماضي لإيواء عمال محطة الطاقة النووية في السبعينيات، أصبحت مدينة أشباح مهجورة منذ وقوع الحادث، وتستخدم الآن كمختبر لدراسة أنماط السقوط.
كان لكارثة تشيرنوبيل تداعيات أخرى؛ إذ أن الخسائر الاقتصادية والسياسية سرّعت من نهاية الاتحاد السوفيتي وغذّت حركة عالمية مناهضة للأسلحة النووية، وتصل الخسائر بفعل هذه الكارثة إلى نحو 235 مليار دولار، فيما فقدت بلاروسيا حوالي خمس أراضيها الزراعية بسبب التلوث.