واجبنا نحو الوطن في الإسلام
واجبنا نحو الوطن في الإسلام
الوطن والأمة الإسلامية
مصطلح الوطنية هو مصطلح جديد أجراه المحتلين لبلاد المسلمين على الألسن بغرض تشتيت المسلمين والوحدة الإسلامية وتقسيمها إلى دول وقوميات متصارعة تنحاز كل منها لعصبية صغير على حساب اندماجها مع أمتها الإسلامية الواحدة، وعلى المسلم أن يحب وطنه ويدافع عنه ويذود عن حياضه لكن أن يكون مدركاً أن وطنه هو جزء من الأمة الإسلامية الأكبر.
وأنه في مكان ضمن أمة الجسد الواحد التي قال عنها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وإذا حصل شيء في أي بقعة من هذا الجسد على باقي الجسد أن يتداعى لنصرته ومساعدته والعمل على أن يعود سليماً معافى، فأمتنا أمة واحد يجمعها أن الله ربها والإسلام دينها ويجمعها أكثر بكثير مما يفرقها من حدود مستحدثة صنعها الاحتلال بغرض تمزيق البلاد الإسلامية والاستفراد بها وبث الفتن بينها. [1]
واجبنا نحو الوطن في الإسلام
يدفعنا حبّنا للإسلام ولعقيدتنا ورفض الظلم إلى الدفاع عن أوطاننا وبذل الغالي والنفيس، ودفع كل ما يتعرض له من ضرر ليكون مكان للصلاح وضمن حضن الأمة الإسلامية وتالياً جزء من واجبات المسلم نحو وطنه في الإسلام: [2]
حب الوطن
إن المسلم يحب وطنه ويسعى لنهضته لتطوّره فهو المكان الذي يقيم عليه شعائر الإسلام فلا بد للدين من مكان وأرض وقد هاجر النبي-صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وبدأ هناك دولة الإسلام التي كبرت وأصبحت مترامية الأطراف، والدفاع عن الأوطان هو دفاع عن دين الأمة وعقيدتها والأرض التي تطبق فيها شرائع الإسلام وأحكامه. [3]
الدفاع عن الوطن
والمسلم يدافع عن وطنه بشتى الوسائل ولا يسمح بضياعه أو احتلاله فهو جزء من أرض الإسلام التي يتم بها إعلاء كلمة الله -تبارك وتعالى- وسنة نبيه-صلى الله عليه وسلم- ومما لا شك به هو أن الذود عن حياض الوطن هو نصرة للشريعة والعقيدة وتطبيق أحكامها والمبادئ التي شرعت على أساسها، فالدفاع عن الوطن واجب على كل المسلمين ولا يجوز التفريط بشبر منها. [4]
والمسلم يجاهد في سبيل الله دفاعاً عن أرض الإسلام وعن وطنه ويموت دون التنازل أو التفريط بأرضه شهيداً وينال مراتب الشهداء، فالوطن هو وسيلة لإرضاء الله -تبارك وتعالى- والاستنان بسنة رسوله الكريم- صلى الله عليه وسلم- ومنطلقاً لبث عدل الإسلام وسماحته وكرامة الإنسان فيه فهو لا يحب لذاته فهو ليس صنماً يعبد بل هو منطلقاً لقيم الإسلام.
والجهاد في سبيل الله يكون ليصبح الدين كله لله في كل أرض الله -تبارك وتعالى- في كل الأراضي سواء كان في وطن المسلم أو غير وطنه، وقد أرسى الإسلام هذه المعاني على أسس متينة وصلبة فهي من الدعائم الأساسية لبناء الامو الإسلامية الواحدة التي فيها الخير للبشرية ولكل العالمين وبث لكلمة الله الحق والعدل والسمو نحو الكمال البشري والسعادة للعالمين وتحقيق معنا الاستخلاف والعبادة لله. [5]