هل يمكن توقع حدوث الزلازل
إمكانية توقّع حدوث الزلازل
تُعتبر عملية التنبؤ بحدوث الزلازل غايةً في الصعوبة؛ لذلك يطمح المُختصّون في هذا المجال مثل الجيولوجيين والمسؤولين عن السلامة العامة أن يكونوا قادرين على التنبؤ بموعد حدوث الزلازل وموقعها وقوّتها، بحيث يكون التنبؤ قبل فترة زمنية كافية من وقوع الزلازل لتجنّب الخطر الذي تُشكّله على حياة الناس وعلى البُنية التحتية قدر المُستطاع، فكلّما كان التنبؤ بالزلازل مُبكراً زادت القدرة على تفادي الخطر وتقليل الأضرار.
استطاع العلماء ابتكار العديد من الطرق التي تُستخدم للتنبؤ بالزلازل، مثل: التغيّر في مستويات المياه الجوفية، والتغيّر في المجال المغناطيسي، ورصد الاهتزازات التحذيرية التي تسبق الزلزال، والانتقال في الإجهاد الميكانيكي، وعلى الرغم من وجود بعض التقارير التي استطاعت التنبؤ بحدوث الزلازل بنجاح، إلّا أنّها نادرة ويشوبها العديد من الشكوك، كذلك يستطيع العلماء معرفة احتمالية وقوع زلزال في المستقبل عند ظهور إشارات أو ظواهر مُعينة، لكن لا يوجد طريقة لتحديد موعد حدوث الزلزال بدقة.
النظرة العلمية لتوقّع حدوث الزلازل
يجب أن تشتمل التنبؤات الزلزالية على ثلاثة عناصر رئيسية هي: التوقيت، والمكان، وقوة الزلزال، حتّى تكون صحيحةً ويُمكن الاعتماد عليها، إذ يدّعي البعض من غير المختصين قدرتهم على التنبؤ بالزلازل، لكن هناك العديد من الأمور التي تُثبت عدم صحة أقوالهم، مثل عدم استناد تنبؤاتهم على أدلة علمية؛ فالزلزال حدث علمي يحتاج إلى إثباتات وتفسيرات علمية لإثبات أيّ أمر يخصّه، ولا علاقة له بالعلامات التي يعتمد عليها المُتنبؤون؛ كحركة الغيوم، واختلاف سلوك بعض الحيوانات، والآلام الجسدية، وارتفاع نسبة عنصر الرادون في المياه، كما أنّ تنبؤاتهم عامّة جداً ولا تُحدّد العناصر الثلاث الرئيسية للتنبؤات، مثل تنبئهم بحدوث زلزال في قارة أفريقيا خلال الخمس سنوات القادمة دون تحديد منطقة محددة أو وقت محدد.
يواجه موضوع التنبؤات بالزلازل صعوبات في إصدار توقعات دقيقة طوال الوقت وبشكل مُستمر، وألّا تقتصر صحة التوقعات على فترة زمنية مُعينة، وممّا لا شكّ فيه أنّ دقة التنبؤات تلعب دوراً أساسيّاً في كسب ثقة الأفراد، فعلى سبيل المثال يثق العديد من الأشخاص بالتنبؤات الجوية بسبب دقتها العالية طوال الوقت والتي تزداد أيضاً مع تطوّر العلوم، لكن لا يُمكن كسب ثقة الأشخاص في تنبؤات الزلازل التي تكون دقيقةً خلال فتراتٍ قصيرةٍ جداً من الوقت، حيث سيؤدّي ذلك إلى فقدان ثقة الناس بالتنبؤات وتجاهلها؛ لذلك يتجه العلماء حالياً نحو التنبؤ باحتمالية حدوث الزلازل كنسبة مئوية.
التحذير المُبكّر من الزلازل
تُقسّم الموجات الزلزالية إلى قسمين؛ القسم الأول موجات أولية يُرمز لها بالرمز (P) وتمتاز بسرعة انتشارها الكبيرة، والقسم الثاني تُسمّى بالموجات الرئيسية ويُرمز لها بالرمز (S) ولها سرعة انتشار قليلة وهي المسؤولة عن الأضرار التي تنتج عن الزلزال، ومع تقدّم علم الزلازل وتكنولوجيا معالجة البيانات أصبح من المُمكن تحديد قوة الزلزال وموقع بؤرته الذي سوف ينطلق منها فوراً عند اللحظة التي تبدأ فيها عملية الاهتزاز، وتعتمد هذه الآلية على تحليل الأمواج الأولية (P) عند اقترابها من بؤرة الزلزال ، وحين تحديد قوة الزلزال ومركزه يُمكن بالتالي تحديد قوته في أيّ موقع آخر.
تمّ ابتكار أنظمة خاصة للإنذار المُبكّر للزلازل تقوم على استخدام علم الزلازل وأنظمة مُراقبة حسّاسة جداً ودقيقة في عملها، بحيث يتمّ استشعار الموجات الاهتزازية الأولية الناتجة عن الزلازل وإرسال إشارات مُعينة تُفيد بقرب حدوث زلزال في منطقة وجود أجهزة الإنذار والأشخاص المعنيين؛ لأخذ الإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة لحماية الأرواح وحفظ المُمتلكات، حيث يُمكن القيام بالعديد من الإجراءات للوقاية من خطر الزلازل وتجنّب أضرارها كالآتي:
- إطفاء المركبات واصطفافها، وإطفاء وسائل التدفئة مثل المواقد، واتخاذ الوضعية المناسبة مثل الانبطاح والانتظار في مكان آمن.
- انتقال العُمّال إلى مكان آمن، وإطفاء جميع الآلات والمعدات الكهربائية وخطوط الإنتاج، وحفظ المعدّات الحسّاسة والخطرة في موقع آمن، بالإضافة إلى التأكّد من فتح أبواب المصاعد وعدم بقاء أحد بداخلها عن طريق أنظمة التحكّم.
- توقف جميع الكوادر الطبية المختلفة عن القيام بالأنشطة الطبية الدقيقة والحساسة مثل العمليات الجراحية.
- إيقاف حركة المرور على الجسور والأنفاق، وإياقف حركة القطارات كذلك.
- فتح الأماكن المُخصّصة للإيواء في حالات الطوارئ ، وتحديد أولوية الحالات الطارئة للاستجابة لها.
- حماية محطات توليد الطاقة ومحطات تخزين الوقود من الاهتزازات العنيفة.