هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل؟
حكم الصوم بعد ممارسة العادة السرية ليلاً
مَنْ مارس العادة السرية ليلة الصَّيام؛ أصابته الجنابة، فالأصل هنا أن يتطهَّر من جنابته؛ لكن إن منعه مانع أو فاته الغسل قبيل الفجر فلا يؤثّر على صحة صيامه وعليه التَّطهر، ولا تصحُّ منه الصَّلاة حتى يتطهَّر من جنابته.
الأصل في حكم العادة السرية التَّحريم، ومن يمارسها فقد مسَّته الجنابة، وتَحرُم عليه الصلاة، ومس القرآن حتى يتطهَّر من جنابته بالاغتسال، ويكونُ الغسل من الجنابة على نحو تعميم الماء على جميع أجزاء الجسد، ومن السُّنة أن يُغسِّل يديه ثم يتوضّأ كوضوء الصلاة، ثمَّ يخلِّل المياه على رأسه بأصابعه، ثم يغسل رأسه ثلاث مرات، ثم يعمّم الماء على سائر جسده.
أمَّا حكم ممارسة العادة السِّرية في صيام الرجل خلال نهار رمضان، أو صوم النافلة؛ فإنَّه مبطلٌ للصّيام، وعليه قضاءُ صيامه والتَّوبة إلى الله عز وجل.
أثر العادة السرية على الوازع الديني
إنّ لممارسة العادة السرية العديد من الآثار السلبية على الوازع الديني منها ما يأتي:
- الشُّعور بالنَّدم والحسرة؛ لأنَّ الذي يُمارس العادة السِّرية وهو على علمٍ بحرمتها، تزرع في قلبه شعورَ البُعد عن الله، وضعف الإيمان في قلبه، والانجرار لها.
- العجز عن أداء العبادات؛ لأنَّ ممارس العادة لربَّما أصابه شيء من الخُمول والعجز حين يعلمُ أنَّ عليه الإغتسال لأداء الصلاة، أو تلاوة القرآن، وهذه من وساوس الشيطان.
- ضعف الإيمان بالقلب؛ لاتِّباعه الشهوات والمحرمات، فالقلب كالوعاء، وعمل الشخص هو ما يملئ القلب، إمَّا بحبِّ الطَّاعة أو المعصية.
- تحليل المعصية والاستخفاف بها، لكثرةِ ممارستها، وشعورهِ بالحاجة الدَّائمة لهذه العادة.
- الافتقار للتَّوفيق من الله عز وجل، وغياب توفيقه بعصيانه وترك طاعته.
إرشادات لترك العادة السرية
هذه بعض الإرشادات العامَّة لترك العادة السِّرية:
- التَّخلص من الأدوات التي تثير هذا النَّشاط المرضي، لأنَّ فيها تسهيلٌ للشخص في العودة والوصول لممارسة العادة، فمثلاً يُمكن حجب المواقع الإباحية، أو حذف المقاطع، أو عدم مشاهدة أي شيء قد يثير الشهوة.
- مكافحة الفراغ، وعدم الخضوع لنزوات الشَّهوة الأولى، فالوحدة والفراغ سبيلٌ أساسيٌّ للوصول لتلك العادات.
- إشغال الوقت بالمفيد من الأعمال؛ كلعبِ الرِّياضة، أو الإلتحاق بدورات، أو الانغماس بالأعمال الاجتماعية.
- اللجوء إلى الله -تعالى- للتخلص من هذه العادة.
- الإكثار من العبادات؛ ومنها الصَّلاة والنَّوافل، والذكر، والقران، والدعاء، وأهمها الصِّيام، ففي قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (النِّكاحُ من سنَّتي ، فمن لم يعمَل بسنَّتي فليسَ منِّي ، وتزوَّجوا ، فإنِّي مُكاثرٌ بِكُمُ الأممَ ، ومن كانَ ذا طَولٍ فلينكَح ، ومن لم يجِد فعلَيهِ بالصِّيامِ ، فإنَّ الصَّومَ لَهُ وجاءٌ) ، وفيه دلالةٌ على أهميَّة الصَّوم في علاج هذه الآفة.
ملخص المقال: إنّ حكم العادة السرية التحريم عند مهور الفقهاء، والذي فعل العادة السرية ليلاً فيكون صيامه صحيح ويلزمه الغُسل، وعرض المقال مجموعة من الآثار السلبية على الوازع الديني عند ممارسة العادة السرية، ومجموعة من الإرشادات لترك هذه العادة.