هل يجوز الأضحية قبل صلاة العيد؟ إليك الحُكم والضوابط الشرعية
حكم الأضحية قبل صلاة العيد
الأضحية من شعائر الله ، ولذلك ينبغي على المسلم الحرص على معرفة أحكامها وما يتعلق بها، وفيما يأتي نبذة عن أهمها:
- حكم من ذبح قبل الصلاة
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلْيُعِدْ..)، وقال ابن حجر: "إن النبي أمر بالإعادة"، ونقل كلام ابن دقيق العيد أن المأمورات إذا وقعت خلاف المقتضى؛ فلا يعذر فيها بالجهل.
- الزمن الذي تجوز فيه الأضحية: تعددت آراء الفقهاء في الأيام التي يجوز فيها الأضحية كما يأتي:
- جمهور الفقهاء: ثلاثة أيام؛ يوم الأضحى والحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، وبه قال الحنفية والحنابلة والمعتمد عند المالكية، لقول علي -رضي الله عنه-: (إنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- قدْ نَهَاكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا لُحُومَ نُسُكِكُمْ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فلا تَأْكُلُوا).
- الشافعية: أربعة أيام؛ يوم الأضحى وثلاثة أيام بعده، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كلُّ أيامِ التشْريقِ ذَبحٌ)، وهو أصح الأقوال عند أهل العلم.
- ابن حزم: يرى ابن حزم أنّها قربة لله، ولا يرى أنها مخصصة بوقت معين؛ بل تبدأ من يوم النحر ويستمر الأمر إلى نهاية شهر ذي الحجة، ولا يأخذ بما ورد من أخبار.
- وقت ذبح الأضحية: فرق الفقهاء بين أهل الحضر والبدو الذين لا تُقام فيهم صلاة العيد في وقت الذبح على ما يأتي:
- جمهور الفقهاء: لم يفرقوا بين أهل البدو والحضر في أول وقت الذبح، وهو بعد صلاة العيد.
- الحنفية: قالوا بأنّ البدو لا تجب عليهم صلاة العيد، ولذلك فلهم أن يذبحوا أضاحيهم بعد طلوع الفجر الصادق يوم العيد.
أدلة الذبح بعد الصلاة
استدل الفقهاء على أن الذبح يكون بعد صلاة عيد الأضحى بما جاء في السنة النبوية، ومن ذلك ما يأتي:
- النسك أن يذبح بعد الصلاة
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به مِن يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ هذا فقَدْ أصَابَ سُنَّتَنَا، ومَن نَحَرَ فإنَّما هو لَحْمٌ يُقَدِّمُهُ لأهْلِهِ، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيء)، وقال ابن عثيمين في الشرح الممتع: "إن الحديث يدل على الذبح بعد الصلاة، حتى لو لم تنته خطبة الإمام فذبحه صحيح".
- الإجماع
نقل الإجماع على ذلك؛ ابن عبد البر في الاستذكار.
حكم الأضحية
الأضحية كما هو معلوم هو ما يُذبح من بهيمة الأنعام، و فضل الأضحية عظيم، ولا ينبغي لمقتدر تركها، لكنّ الفقهاء في حكم الأضحية على قولين:
- جمهور الفقهاء
قالوا بأنّ الأضحية سنة مؤكدة، وبهذا قال الشافعية، والحنابلة، وهو الراجح الأقوال عند الإمام مالك، ورواية عن أبي يوسف؛ مستدلين بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا)، فلو كانت واجبة لما فوض الأمر للإرادة.
- الحنفية
قالوا بوجوب الأضحية، وهي الرواية الأخرى عن أبي يوسف؛ مستدلين بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ، وقالوا بأن مطلق الأمر للوجوب، ومتى وجب على النبي وجب على أمته؛ لأنه قدوتها، والله أعلم.