نوافل الصيام وثوابه
نوافل الصيام وثوابه
يعدّ صيام شهر رمضان ركناً من أركان الإسلام، وهو الفرض الوحيد من دون أنواع الصيام، وباقي أنواع الصيام هي من النوافل التي يقوم بها العبد طاعة لله -تعالى-، وطمعاً في الأجر والثواب المترتب علها، واتباعاً لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يأتي بيان لنوافل الصيام وثوابه.
معنى النوافل
النفل في اللغة الغنم، وسمّيت الأنفال بهذا الاسم لأنها أُحلّت لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- زيادة في تكريمها، ولم تكن في الأمم السابقة، وهي من قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ مِنَ الأنْبِيَاءِ قَبْلِي: وأُحِلَّتْ لي الغَنَائِمُ).
والنوافل في العبادات ما كان زائداً عن الفرض ، فيكون معنى نوافل الصيام، الأيام التي يصومها العبد طاعة لله -تعالى- زيادة وهي غير صيام الفريضة.
صيام عرفة
يعد صيام عرفة من صيام النوافل، ويصادف يوم التاسع من ذي الحجة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- عن ثواب صيام يوم عرفة: (أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).
صيام الاثنين والخميس
ثبت في صيام يومي الاثنين والخميس قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ، قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ)، وعن صيام يوم الخميس قال -صلى الله عليه وسلم-: (تُعْرَضُ الأعمالُ يومَ الاثنينِ والخميسِ، فأُحِبُّ أن يُعْرَضَ عملي وأنا صائمٌ).
صيام ثلاثة أيام من كل شهر
وهي الأيام البيض ، وقد جاء تحديد هذه الأيام في قول أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كان يأمُرنا بصيامِ أيامِ البِيضِ ثلاثَ عشرَ وأربعَ عشرَ وخمسَ عشرَ)، وأما ثوابها وفضلها فقد قال -صلى الله عليه وسلم- عنها: (ألا أخبرُكُم بما يُذهبُ وحرَ الصَّدرِ، صومُ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ)، ومعنى وحر الصدر ضيق الصدر ونكده ووساوسه.
صيام يوم عاشوراء
وهو اليوم العاشر من شهر محرم، وثبت في فضله قوله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ). أي أن صيامه سبب في تكفير ذنوب السنة التي قبله.
صيام ستة من شوال
حيث يسن صيام أي ستة أيام من شهر شوال، ويدل على فضله قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ). ويقصد بصيام الدهر بأن رمضان شهر وهو يوازي صيام عشرة أشهر، ومع صيام ستة من شوال والتي هي بمقدار شهرين فالمجموع هو سنة.
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الحَسَنَةَ بعَشْرِ أمْثَالِهَا)، فالمجموع هو ثلاثة مئة وستون يوماً، فكأنه صام السنة كلها، وإذا كرر ذلك كل سنة فأجره وثوابه كأنه صام الدهر كله.