القرش المطرقة (أسماك المحيطات)
القرش المطرقة
يُعدّ قرش رأس المطرقة (بالإنجليزية: Hammerhead Shark) أحد أنواع أسماك القرش ، ويعود سبب تسميته بالقرش المطرقة إلى امتلاكه رأساً مسطحاً يُشبه المطرقة، وتتكون هذه الفصيلة من 10 أنواع رئيسية تنتمي لجنسين مختلفين، حيث تندرج 9 أنواعٍ منها تحت عائلة تُسمى (Sphyrna)، ونوع واحد فقط من عائلة (Eusphyrna)، وتُعدّ أسماك قرش المطرقة فريدةً جداً ومميزة نسبةً لغيرها من أسماك القرش، وتختلف فيما بينها في الحجم؛ إذ يبلغ طول رأس المطرقة الصغير الصدفي 90 سم، بينما يصل طول الرأس الكبيرة إلى أكثر من 6.1 متر، وعلى الرغم من أنّها إحدى أحدث مجموعات أسماك القرش، إلّا أنّه يُرجح أنّ تاريخها يعود إلى العصر الميوسيني المبكر منذ حوالي 5.3 -23 مليون سنة مضت، كما يُعتقد بأنّ بعضها ظهر في وقتٍ أبكر من ذلك؛ كالعصر الإيوسيني منذ نحو 56-33.9 مليون سنة مضت.
تتواجد أسماك قرش المطرقة بشكلٍ كبير في الماء البحري الاستوائي المعتدل، وخاصةً بالقرب من السواحل وفوق الرفوف القاريّة، وتُهاجر أسماك قرش المطرقة موسمياً، حيث تتحرك في فصل الشتاء باتّجاه خط الاستواء، وفي فصل الصيف نحو القطب، أمّا في الأعوام الأكثر دفئاً؛ فإنها تبتعد مئات الكيلومترات عن موقعها المعتاد، وأحياناً أخرى تبتعد عن الشواطئ بحثاً عن الطعام، ويُشار إلى أنّها تهاجر في مجموعات، ولكن بعض أنواعها مثل رأس المطرقة الصدفي (بالإنجليزية: S. lewini) ورأس المطرقة الملساء (بالإنجليزية: S. zygaena) تضم أعداداً كبيرة جداً؛ ولذلك يتم تقسيمها حسب الجنس والعمر، كما ويُمكن للبشر اصطياد أسماك قرش المطرقة وأكلها مع الحذر الشديد من الإفراط في ذلك، وإدراك أنها تحتوي على كميات كبيرة من الزئبق، وملوثات أخرى.
يُوضّح الجدول الآتي التصنيف العلمي لقرش المطرقة:
المملكة | الحيوانات |
الشعبة | الحبليات |
الصف | الأسماك |
الرتبة | القروش |
الفصيلة | قرش المطرقة |
الاسم العلمي | Sphyrnidae |
وصف القرش المطرقة
تمتلك أسماك قرش المطرقة أفواهًا صغيرة جداً تتناسب مع رؤوسها، وعيوناً في موقع يُمكّنها من الرؤية بوضوح بزاوية 360 درجة، حيث تستطيع رؤية ما فوقها وتحتها في نفس الوقت، بالإضافة إلى رأسٍ عريضة تُشبه في شكلها رأس المطرقة، ومقبض طويل يصل باقي الجسم، ممّا يمنحها مستقبلات حسية قوية تجعلها قادرة على الحركة في الماء بسهولة، والقدرة على المناورة، والشعور بالاهتزازات والحركات في الماء؛ وإيجاد فرائسها بسهولة.
ونظراً لتعدد أنواعها، واختلاف موقعها، ومصادر غذاء كل منها؛ فهي تختلف في الحجم والوزن، حيث يصل بعضها إلى طولٍ يتراوح حول 6 متر، بينما يزن بعضها أكثر من 450 كغم، وغالباً ما تكون ألوانها رمادية فاتحة، إلا أنّها تميل أحياناً إلى اللون الأخضر، بينما تكون بطونها بيضاء؛ بحيث تسمح لها بالتمويه والتسلل إلى فرائسها بسهولة.
موطن وتوزيع القرش المطرقة
تعيش معظم أسماك قرش المطرقة على امتداد الجرف القاري، وبالقرب من السواحل في البحار الاستوائية، وشبه الاستوائية والمعتدلة، ويُفضل غالبيتها الماء الدافئ، فيما يتميز كل نوع من أنواع قرش المطرقة بنطاقٍ فردي خاص فيه، إذ تنتشر بعضها في نطاقٍ كبيرٍ وواسعٍ، بينما يكون نطاق البعض الآخر أكثر تقييداً، ولُوحظ بعضها في شرق المحيط الهادئ؛ وهو يتحرك من كاليفورنيا باتجاه أطراف أمريكا الجنوبية، كما تنتشر القرش المطرقة عبر المحيط الهادئ حول الجزر، وفي المحيطين الهندي والهادئ على امتداد الساحل الجنوبي الروسي باتّجاه أفريقيا، كما تظهر في المحيط الأطلسي من ساحل أوروبا والجنوب الكندي وصولاً إلى أطراف أمريكا الجنوبية وأفريقيا.
غذاء القرش المطرقة
تتغذّى أسماك قرش المطرقة بشكلٍ رئيسي على الكائنات الموجودة في قيعان البحار، وتشمل مجموعة واسعة من الأسماك؛ كرأسيات القدم، مثل: الأخطبوط، والحبار، والقشريات، وبعض أسماك القرش الأخرى، وغير ذلك، وقد لُوحظ أنّ أسماك القرش ذات المطرقة الكبيرة لا يُمكن افتراسها من قبل الحيوانات البحرية الأخرى، بينما تستخدم جوانب رؤوسها لاختيار فريستها المفضلة، والّتي غالباً ما تكون من أسماك راي اللسّاع الضخمة.
ووُجد أنّ بعض أسماك القرش المطرقة تحتوي على العشرات من أشواك راي اللساع مغروسة في لحمها، بالإضافة إلى أنّها تمتلك أسناناً حادة تُشبه الشفرات، بينما تمتلك أسماك القرش ذات الرأس الأصغر أسناناً أكثر تسطحاً، وتتغذّى على سرطان البحر، والروبيان، والأسماك المدفونة في الرمال.
سلوك القرش المطرقة
تُعد أسماك قرش المطرقة من الحيوانات المفترسة بشكلٍ كبير، حيث تتّصف بالعدوانية، إذ تصطاد كافة أنواع الأسماك الصغيرة، والأخطبوط، والقشريات، والحبار، وغيرها، وتتغذى عليها، ومع ذلك لا يُهاجم القرش المطرقة الإنسان غالباً، إلا أنّه سيُهاجم بعدوانية شديدة بشكلٍ مباشر للدفاع عن نفسه فيما لو شعر بأيّ تهديد، أو محاولة لاستفزازه، أو صيده من قبل البشر أو غيره من المخلوقات.
تكاثر القرش المطرقة
تتكاثر أسماك قرش المطرقة مرة واحدة في السنة، ويحدث ذلك عندما يقوم القرش الذكر بعض القرش الأنثى بعدوانية حتى ترضخ وتسمح بالتزاوج معه، وتتميز قرش المطرقة بإخصابها الداخلي على عكس طريقة التكاثر لدى العديد من أسماك القرش الأخرى، ممّا يُشكل بيئة آمنة لاتحاد الحيوانات المنوية مع البويضة قبل حدوث الإخصاب، فينمو الجنين داخل المشيمة في جسم الأم، ويتغذى عبر الحبل السري كالثدييات، وتتراوح أعداد الأجنة في الحمل الواحد ما بين 20 إلى 40 صغيراً، بينما يمتدّ الحمل من 10 -12 شهراً، وتكون الولادة غالباً بين فصليّ الربيع والصيف، كما تلد الإناث في الماء الساحلي الضحل، فيكبُر صغار القرش المطرقة فيها حتى الوصول إلى العمر الذي يُؤهلهم إلى التنقل بأمان في البحار العميقة، والقدرة على حماية أنفسهم.