نقص الماء في الجسم
الماء
يُعدُّ الماء ضروريّاً للحياة، وتعتمد كمية المياه التي يحتاجها الإنسان على حجم الجسم، ومستوى نشاطه، ومناخ المنطقة التي يعيش فيها، ومن الجدير بالذكر أنَّ ماء الشرب عبارةٌ عن مزيجٍ من المياه السطحية والمياه الجوفية، وتشمل المياه السطحية الأنهار، والبحيرات، والخزانات، بينما تأتي المياه الجوفية من باطن الأرض، وتعتمد نوعيّة مياه الشرب على مصدر المياه، وعملية المعالجة التي تعرضت لها؛ وقد تشمل عملية المعالجة إضافة الفلورايد للحد من التسوس ، والكلور لقتل الجراثيم، وتجدر الإشارة إلى أنَّ كمية المياه العذبة على الأرض محدودةٍ، لذلك فإنَّ الحفاظ على جودة المياه العذبة يُعدُّ أمراً مهماً لإمدادات مياه الشرب، وإنتاج الغذاء، واستخدامات المياه الترفيهية، كما يمكن أن تتأثر جودة المياه بوجود العوامل المُعديّة، والمواد الكيميائية السامة، وعوامل الخطر الإشعاعية.
نقص الماء في الجسم
يكوّن الماء 75% من جسم الإنسان، وبدونه لا يمكن البقاء على قيد الحياة، ويوجد الماء داخل الخلايا، والأوعية الدموية، وبين الخلايا ، ويتم الحفاظ على مستوياتٍ متوازنةٍ من الماء في الجسم من خلال نظامٍ معقدٍ، ويُعدُّ نقص الماء في الجسم أو ما يُعرف بالجفاف؛ حالةً تحدث عندما يكون فقدان السوائل؛ وأغلبها من الماء أكثر مما يتم اكتسابه، كما أنّه يخرج من الخلايا إلى خارج الجسم بشكل أكثر من الذي يتم إدخاله خلال عملية الشرب، ومن الناحية الطبية؛ عادةً ما يعني الجفاف أن الشخص قد فقد قدراً كافياً من السوائل، ويبدأ الجسم بفقدان قدرته على العمل بشكلٍ طبيعيٍّ، ثم تبدأ بعدها أعراض فقدان السوائل بالظهور، وعلى الرغم من أنَّ الرضّع والأطفال هم الأكثر عرضةً للإصابة بالجفاف، إلا أنَّ العديد من البالغين؛ وخاصةً كبار السن يرتفع لديهم خطر الإصابة بهذا الجفاف.
أسباب نقص الماء في الجسم
يحدث الجفاف في بعض الأحيان لأسبابٍ بسيطةٍ؛ مثل: عدم شرب المياه بشكلٍ كافٍ؛ بسبب المرض أو الانشغال، والعيش في مناطق حارة، والعمل في الهواء الطلق، وهناك عدة أسباب للجفاف المزمن، ومنها:
- الإسهال والقيء: إذ يمكن أن يسبب الإسهال الحاد، والشديد فجأةً وبشدةٍ فقداناً كبيراً للماء في فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ، كما أنّ الجسم عند المعاناة من القيء والإسهال يُفقد كمية كبيرة من السوائل والمعادن.
- الحُمّى: فكلما ارتفعت درجة الحرارة أصبح الشخص أكثر جفافاً بشكلٍ عام، وقد تتفاقم المشكلة إنْ كانت الحُمّى مصاحبة للتقيؤ والإسهال.
- التعرّق المفرط: حيث يُفقد الماء عند التعرّق جراء ممارسة نشاط شديد، أو بسبب الطقس الحار ورطوبته، وعدم تعويض السوائل المفقودة، مما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى الإصابة بالجفاف.
- زيادة التبوّل: فقد يحدث ذلك بسبب الإصابة بمرض السكري غير المُشخّص أو غير المنضبط، أو بسبب تناول بعض الأدوية؛ مثل: مُدرّات البول ، وبعض أدوية ضغط الدم ، مما قد يؤدي أيضاً إلى الجفاف.
- الحمل والرضاعة: إذ يمكن للحمل والرضاعة أن يسببا الجفاف، وهناك حالةٌ يسببها الحمل تسمى بالقيء المفرط الحملي (بالإنجليزيّة: Hyperemesis gravidarum)؛ التي يمكن أن تجعل من الصعب الحفاظ على المستويات المناسبة من الترطيب في الجسم.
- عطش الرضع والأطفال: إذ يمكن للأطفال الرضّع والأطفال الصغار الذين لا يستطيعون التعبير عن الشعور بالعطش أن يصابوا بالجفاف الحادّ، كما أنَّ هناك بعض الأمراض التي قد تصيب الأطفال وتكون مصحوبة بالحمّى، أو القيء، أو الإسهال مما تجعلهم معرضون للإصابة بالجفاف.
أعراض نقص الماء في الجسم
هناك بعض الأعراض التي تنتج عن نقص الماء في الجسم، وتتراوح بين درجة بسيطةٍ إلى شديدةٍ؛ ومنها:
- الرائحة الكريهة: إذ يمتلك اللعاب خصائص مضادة للبكتيريا، ولكنّ الجفاف قد يحدّ من صنع ما يكفي من اللعاب، مما يمكن أن يسبب نموّ هذه البكتيريا في الفم، وظهور رائحةٍ كريهةٍ للفم.
- جفاف الجلد: حيث إنّ البشرة تصبح جافةً للغاية عند فقد الماء في الجسم.
- تقلص العضلات: والذي قد يحصل عند ممارسة التمارين خصوصاً في الطقس الحار؛ فكلما زاد الطقس حرارةً زادت احتمالية الإصابة بتشنج العضلات .
- الحُمّى والقشعريرة: إذ إنَّ الشخص المصاب بالجفاف الشديد قد يعاني من الحمى، والقشعريرة ، وقد تزيد الحُمى بدورها أيضاً من الجفاف، ويحدث أيضاً ما يسمى حمى الجفاف لدى الرُضّع؛ في حال كان هناك نقصٌ في تناول السوائل، أو بسبب الإصابة بالإسهال، أو القيء.
- الرغبة الشديدة في استهلاك الطعام: فعند الشعور بالجفاف قد يكون من الصعب على أعضاء الجسم؛ كالكبد استخدام الماء، وإطلاق الجلايكوجين ومكوناتٍ أخرى من مخازن الطاقة، مما يؤدي إلى الرغبة بشكلٍ كبيرٍ في تناول الطعام، وبالأخص الحلويات وذلك بسبب صعوبة إطلاق الجلوكوز إلى مجرى الدم، واستخدامه كمصدر للطاقة.
- الصداع: إذ يمكن للجفاف الخفيف أن يُسبب الصداع، كما قد يؤدي إلى حدوث صداعٍ نصفيّ ، ونظراً لأنّ سبب الصداع قد يكون غير واضحٍ، فإن شرب كوبٍ واحد من الماء، والاستمرار على شرب المزيد من السوائل خلال اليوم يُعدُّ طريقةً سهلةً لتخفيف الألم الذي يُعدّ سببه الجفاف.
- أعراض أخرى: إذ إنَّ هناك بعض الأعراض التي تنتج عن نقص الماء في الجسم، ومنها:
- العطش الشديد.
- قلّة التبوّل أو ظهور لون غامق للبول.
- تسارع نبضات القلب.
- العيون الغائرة (بالإنجليزيّة: Sunken eye).
- النعاس.
- قلة مستويات الطاقة.
- الارتباك أو التهيّج.
- الشعور بالدوار، والإغماء.
كيفية تجنب نقص الماء في الجسم
يمكن تجنب نقص الماء باتباع عدّة طرق، ومنها:
- الترطيب وتناول الطعام بشكلٍ مناسبٍ: إذ يُعدّان طريقتان بسيطتان يمكن للشخص القيام بهما للوقاية من الجفاف.
- ممارسة الرياضة قبل شروق الشمس وبعد الغروب: بالإضافة إلى ارتداء ملابس ذات الألوان الفاتحة، وارتداء قبعة قد تقي من فقدان الحرارة بشكلٍ مفرط.
- شرب الكثير من السوائل: إذ إنَّ هذه الطريقة تُعدُّ أفضل طريقةً لتجنب الجفاف؛ خاصةً في المناخ الحار، بالإضافة إلى أنَّ شرب ما يكفي من السوائل يُعوّض ما يُفقَد عن طريق التعرّق والتبوّل.
- تناول اللحوم والخضار والفواكه: حيث إنَّ تناول هذه الأغذية من خلال اتباع نظامٍ غذائيٍّ يُعوضّ فقدان المواد الكهرلية (بالإنجليزيّة: Electrolytes)؛ التي تُعدُّ من المعادن الموجودة في الدم، والتي تؤثر في كيفية عمل العضلات والأعصاب.
- تناول المرقات الصافية: (بالإنجليزية: Clear broths) إذ يجب تناول المرقات الصافية، أو الماء المجمد، أو المشروبات الرياضية، بالإضافة إلى شرب الماء، إلا أنَّ بعض الأشخاص المصابين بالجفاف قد يحتاجون إلى الحصول على هذه السوائل عن طريق الوريد لاستعادة هذه السوائل، كما يجب على هؤلاء المصابون تجنب المشروبات التي يوجد فيها الكافيين؛ مثل: القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، وينبغي أيضاً تناول الأدوية لعلاج الحالات التي تُسبب الجفاف، مثل: الأدوية المضادة للإسهال، ومضادات التقيؤ، ومضادات الحُمّى.
- شرب محلول لإعادة الترطيب: إذ يُعطَى هذا المحلول عن طريق الفم للأطفال المصابين بالجفاف، وهناك العديد من الخيارات المتاحة التي يمكن شربها دون وصفةٍ طبيةٍ؛ والتي ستعطي الطفل التوازن المطلوب بين المواد الكهرلية والأملاح ؛ فيتم إعطائهم رشفاتٍ بسيطةٍ، أو ملعقةٍ صغيرةٍ، أما إذا كان ذلك صعباً فيمكن استخدام الحقنة، أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً فتعتبر المشروبات الرياضية المخففة بالماء أفضل علاج، مع البدء أيضاً برشفاتٍ صغيرةٍ؛ لمعرفة إن كان الطفل يستطيع تحملها أم لا.
- شرب حليب الثدي والحليب المُصنع: إذ يتم تزويد الطفل الرضيع بحليب الأم ، ولكن ينبغي تجنب إعطائه عصائر الفواكه إن كان يعاني من القيء، أو الإسهال؛ وذلك لأنّها قد تجعل الأمر أسوأ.
كيفية جعل المياه صالحةٌ للشرب بعد الكوارث الطبيعية
يمكن للمياه أن لا تكون صالحة للشرب أو مشكوكٌ فيها بعد حدوث الكوارث الطبيعية ، لذلك يجب اتباع التوجيهات الآتية؛ خصوصاً في حال حدوث فيضاناتٍ أو أعاصير:
- استخدام المياه المعبأة في الزجاجات التي لم تتعرض لمياه الفيضانات.
- غلي الماء لجعله آمناً في حال عدم توفر المياه المعبأة؛ حيث إنَّ غلي المياه يقتل معظم أنواع الكائنات الحية المسببة للأمراض؛ والتي قد تكون موجودة في المياه قبل غليها.
- فلترة الماء في حال كانت غير صافيةٍ؛ وذلك من خلال استخدام قماشٍ نظيفٍ، واستخلاص المياه النظيفة من أجل التطهير، ويمكن إضافة مواد تبييض منزلية بتركيز 5.25% لكل 3.78 لترات ماء، وتحريكه جيداً، ثم تركه 30 دقيقةٍ قبل استخدامها، ويجب تخزين المياه المعقمة في أوعيةٍ نظيفةٍ وتغطيتها.
- اختبار المياه وتعقيمها عند غرق بئر الماء بعد انحسار مياه الفيضان، فإذا كان البئر ملوثاً فمن الأفضل الاتصال بوزارة الصحة المحلية، أو وكيل الإرشاد الزراعي للحصول على نصائح محددةٍ.