نقاط الضعف والقوة في العمل
نقاط الضعف والقوة في العمل
يُمكن للمرء تحديد نقاط قوّته في العمل واستغلالها للتقدّم والإنجاز بشكلٍ أفضل، وبالمُقابل الاعتراف بنقاط الضعف لديه والاجتهاد في سبيل تجاوزها، وعدم التأثّر بها وتطوير نفسه وصقلها أكثر، وتُصنف هذه النقاط كالآتي:
نقاط القوة في العمل
يُمكن للمرء اكتشاف نقاط القوّة لديه من خلال مراقبة سلوكه وتصرّفاته أثناء العمل، إضافةً لتقييم ردة فعل زملاءه لها، ومنها ما يأتي:
- الاتصال الجيّد مع الآخرين : حيث إنّ قُدرة المرء على الاتصال مع الزملاء والعملاء والمدير المسؤول عنه بشكلٍ مُهّذبٍ وفعّال، تُعدّ سبباً رئيسيّاً للتقدم في العمل، والحصول على محبة ودعم من حوله، من خلال التكيّف مع كافة المستويات والشخصيّات بغض النظر عن موقع الموظف ومكانته، والعمل معهم كفريقٍ واحد يداً بيّد من أجل النموّ بالعمل والرقيّ به، والتعاون معهم ومساعدتهم والحوار الهادف البنّاء والاستماع لهم، واحترام آرائهم ومُعتقداتهم وعدم السخريّة منها أو تعمّد التقليل من شأنهم، الأمر الذي يجعل خطوط الاتصال التي تربطهم أقوى وأصدق، ويُعمّق ثقتهم به ورغبتهم بالعمل إلى جانبه.
- الانضباط والتنظيم: يظهر انضباط الموظّف من خلال احترامه للعمل، والالتزام بساعاته وأوقاته، والاجتهاد في أداء مهامه على أكمل وجهٍ وعدم التقصير أو الاستهتار في واجبه، ويُحافظ على أدائه المتميّز في عمله مع مرور الوقت، ويدعمه ويرتقي به أكثر، كما أنّّه يتحلى بالتنظيم الذي يجعله دقيقاً ومُرتّباً بحيث يحترم الوقت ويُنجز العمل على موعده، ويُجيد هيكلة وتنسيق المشاريع وتصنيفها بطرقٍ واضحة ومفهومة، وترتيبها ضمن خطوات أو مراحل تُسهل عليه أدائها، أو شرحها عند تشاركها مع باقي الفريق؛ لضمان إنجازها بشكلٍ مميّز وصحيح والحفاظ على جودة العمل.
- الصفات الشخصيّة المميّزة: حيث إنّ هنالك العديد من الصفات الشخصيّة المميّزة التي يتصف بها المرء، والتي سرعان ما تنعكس على أدائه في العمل وتُصبح نقاط قوّة عظيمة تدعمه، ومنها:
- مهارات الكتابة والتواصل اللفظي، وإعداد التقارير، والمراسلات، والعروض التقديميّة، وعقد الاجتماعات الهادفة والمميّزة.
- الرغبة الذاتيّة بالتطور والنموّ من خلال المشاركة في الدورات والتدريب الجاد والتطلّع للتغيير للأفضل، وقبول النقد والاستفادة منه.
- الثقة بالنفس والاعتماد عليها، والتمتّع بمهارة صُنع القرار بحنكةٍ وذكاء، وتغيير الأولويات للطريقة الصحيحة بمرونةٍ وسرعة بديهة عندما يتطلب الامر اتخاذ قرارٍ سليم دون ترددٍ أو خوفٍ من العواقب.
- إدارة المشاكل وحلّها وتخطيها بسلاسةٍ ومرونة وعدم تركه تصنع فجوة أو تؤثّر على العمل، بل التصرف بشكلٍ منطقيّ وبسرعة بديهة وذكاء.
- الرضا الذاتي والانسجام والصحّة الداخليّة: تزداد قوّة الموظف ورغبته بالعمل والإنجاز عندما يتحلى بالقناعة والرضا الوظيفيّ عن منصبه وعمله، ولا ننسى اهتمامه بذاته وصحتّه الجسديّة والنفسيّة التي تُساعده على التقدّم في عمله دون تعب، وذلك من خلال الحد من التوتر والإرهاق الذي يؤثّر على أدائه، أو إصابته بالمرض الذي قد يجعله يتغيّب ويعجز عن العمل.
نقاط الضعف في العمل
رغم أنّ نقاط الضعف قد تكون سبباً لتراجع أداء المرء وعدم رضاه عنه، إلا أنّها لا يجب أن تكون سبباً لإضعاف عزيمته وإشعاره بالإحباط أو الخجل منها، بل الاجتهاد في سبيل صقلها وتقويمها واستبدالها بنقاط قوّة تجعله مميّزاً ومُختلفاً وناجحاً، ومن النقاط الواجب تقويمها والعمل عليها ما يأتي:
- المستوى الثقافي والتعليمي المُتدني: ويُمكن أن يظهر ذلك أثناء الخوض في مُقابلات أو تدريبات العمل، بحيث تكون قدرات المرء أو مهاراته التعليميّة الشخصيّة تحتاج إلى صقلها وتطويرها، ومنها: مهارات الرياضيات، أو استخدام الكمبيوتر، واللغة والتواصل اللفظي الضعيف، أو الكتابة، مما يؤثّر على عمله لاحقاً، لكن يُمكن علاجها من خلال الدراسة والتعلّم وتقويّتها وأخذ دورات مُناسبّة تُحوّلها لنقاط قوة تخدم مصلحته وترفع مستواه.
- عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين: وهي مهارات التواصل الضعيفة التي تُصعّب على المرء العمل كفريقٍ، أو مشاركة غيره في إنجاز العمل، بحيث يميل للعمل الفرديّ أكثر، ويعجز عن توضيح الأمور للبقية أو شرحها بجرأةٍ ودقة، وأحياناً تكون المشكلة باعتماده على الآخرين وتقصيره في عمله بسبب توقعّه تغطية الغير على تقصيره؛ فينتهي الامر بخللٍ وظيفي يتحمّل هو مسؤوليّته، أو حساسيّته المُفرطة وعدم تقبله نقد الفريق وتوجيهاته، وغيرها.
- انعدام الثقة بالنفس: حيث إن الثقة بالنفس أمر هام جداً سواء أكان في العمل أو في العلاقات وفي أمور الحياة الأخرى، وعدم ثقة المرء بنفسه ستجعله يشعر بالضعف أو الخجل، وقد تراوده الأفكار السلبيّة التي تمنعه من أداء مهامه بشكلٍ صحيح ومُتزن، عندما يتردد في قراراته، ويخشى التقّدم، ويظل ينتظر التوجيهات بدقة مما يُعرقل سير العمل أو يُبطؤه، أو يهتم بشدّة لنظرة زملائه الآخرين له فيتراجع، وأحياناً يمتلك الشخص الكثير من نقاطة القوّة التي تجعله موظفاً مميّزاً وجذّاباً يشد الانتباه، إلا أن انعدام الثقة بذاته يجعله يتراجع للخلف باستمرار ويعجز عن إظهار مواطن القوة لديه، بالتالي لا بد من علاج المشكلة حتى لا تؤثر عليه وتُسبب تدنيّ مستواه الوظيفي لاحقاً.
- عدم القدرة على الموازنة بين العمل والحياة الشخصيّة: يجب على المرء أن يجتهد في كسب قوته، ويسعى لتوفير حاجاته الأساسيّة وتأمين مستوى معيشي جيّد، شرط أن لا يؤثر ذلك على علاقاته الأسريّة والشخصيّة، ويجعله يُقصّر في حقوق أفراد عائلته، أو أصدقائه، بحيث ينخرط في العمل بشكلٍ مُبالغ به، لساعات طويلة بشكلٍ مُجهد، ولا يكترث لمشاعر من هم حوله، وحاجتهم لاهتمامه ورعايته، وقد ينتهي الأمر به بأن يُضرّ بصحته بسبب العمل المُستمر فوق طاقته، فالموازنة في العمل أمر لاغنى عنه، وهو سبب من أسباب النجاح والاستقرار في الحياة العمليّة والأسريّة والشخصيّة أيضاً.
العمل
يُعزز العمل من احترام المرء لذاته، وثقته الكبيرة بنفسه عندما يسعى ويجتهد للحصول على غايته وتحقيق أهدافه، وتأمين حياةٍ كريمة له، كما أنّه من ناحيّةٍ داخليّة يُطوّر مهاراته، ويُساعده على النموّ، وصقل شخصيّته، والحصول على خبراتٍ ومهاراتٍ أكثر، والاستفادة من دعم الزملاء والأصدقاء من حوله، وتحسين أساليب التواصل لديه، والتي تؤهله لحل المشاكل والعقبات التي قد تعترض حياته لاحقاً، واكتشاف نفسه والإيمان بها، ومعرفة ما يُريده في هذه الحياة، إضافةً لمشاعر السعادة، والفخر، والاعتزار، والرضا التي تغمره عندما يرى ثمار تعبه، ويحصد نتيجة الجهد الذي بذله بصدقٍ لتحقيق هدفه والارتقاء بذاته.