نمو الجنين في الشهر السابع
نمو الجنين في الشهر السابع
يضمّ شهر الحمل السابع أسابيع الحمل من الثامن والعشرين إلى الأسبوع الحادي والثلاثين، ويمكن بيان تطور نمو الجنين في الشهر السابع بشيءٍ من التفصيل كما يلي:
الأسبوع 28
يُمثّل الأسبوع الثامن والعشرون بداية الثلث الأخير من الحمل؛ حيثُ يبلغ وزن الجنين في ذلك الوقت وزن حبة باذنجان؛ أيّ ما يزيد عن واحد كيلوغرام بقليل، ويبلغ طوله حينها 37.6 سنتيمترًا على الأقل، ويبدو الجنين في هذا الأسبوع مكتملًا؛ فجميع أجهزة الجسم الرئيسية موجودة وتؤدي مهامها مع الحاجة إلى مزيد من التطوير خلال الأسابيع القادمة، وأصبح الجنين قادرًا على إظهار ردود الفعل وممارسة بعض المهارات؛ كالمصّ، وتحريك الأطراف، والتنفس، والفواق المعروف بالحازوقة، والسعال، ويمرّ الجنين بتطوراتٍ تطال جميع أعضائه، ويُمكن بيانُها بالتفصيل على النحو التالي:
- تطوّر الرئتين بحيث تصبحان أقوى وأكثر قدرة على دعم حياة الجنين خارج الرحم.
- تحسّن منظر جلد الجنين؛ حيث تختفي التجاعيد نتيجة تموضع المزيد من الدهون تحت الجلد، ممّا يمنح الجلد مظهرًا ناعمًا ونضِرًا، وتتلاشى المادة الدهنية البيضاء والشعر الناعم الرقيق اللذان يُغطيان بشرة الجنين ويحميانها داخل الرحم ممّا يُحسّن مظهر الجلد.
- نمو الأخاديد والطيات الدماغية بشكلٍ مستمر لتصبح أكثر بروزًا، ويستمر تغليف الحبل الشوكي والأعصاب المُتفرّعة منه بمادة دهنية بيضاء تُعرف بالنخاعين أو الميالين (بالإنجليزية: Myelin)، وتستمر هذه العملية أثناء الحمل وخلال السنة الأولى من عمر الطفل، لتبدأ إحاطة الأعصاب المسؤولة عن حركة الطفل بطبقة الميلانين الواقية أولًا، ثمّ الأعصاب التي تدعم حركة الطفل يليها الأعصاب الحسيّة، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ هذه المادة تُعدّ ضروريةً للمساعدة على تسريع وصول الرسائل بين دماغ الطفل والأعصاب الموجودة في جسمه.
- تباطؤ معدل نبضات قلب الجنين مُقارنةً بالمرحلة السابقة من الحمل ليصِل إلى حوالي 140 نبضة لكل دقيق؛ ويُشكّل هذا الرقم نحو ضعف عدد نبضات قلب الأم.
- تطوّر جهاز الغدد الصماء (بالإنجليزية: Endocrine System) وإنزيماته وعملياته الحيوية؛ حيث تنتج الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal Gland) هرموني الأندروجين (بالإنجليزية: Androgen) والإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) اللّذان يحفزان هرمونات الأم على تصنيع الحليب .
- ارتفاع حركات الجنين نظرًا لإنّه يقضي مزيدًا من الوقت في مراحل نوم حركة العين السريعة (بالإنجليزية: Rapid Eye Movement Sleep) والأحلام المرتبطة به، وتستمر قيلولة الجنين لمدة من الوقت تتراوح بين 20-30 دقيقة.
- نمو شعر كثيف على رأس الطفل، أو شعر غير مرئي، أو قد يولد الجنين أصلع الرأس.
- تطوّر عضلات الجنين وزيادة التوافق فيما بينها، مما يعطي نظرة أوضح عن الجنين.
- نمو المشيمة وازدياد تدفق الدم فيها بما يُحاكي نمو الجنين المُتسارع خلال الثلث الأخير من الحمل.
- تتطور العيون، وتنمو الرموش الدقيقة التي تُحيط عيني الجنين، ومن الممكن أن يتمّ إنتاج الدموع خلال هذه المرحلة، كما تتطوّر ألياف العضلات التي تشكّل قزحية العين لِتُعطي لون العين وشكلها النهائي، ومن الجدير ذكرهُ أنّ معرفة لون العيون النهائي للطفل لا يتمّ إلا بعد أسابيع قليلة على الأقل بعد الولادة.
- تموضّع الجنين في المكان والوضعية المناسبة للولادة؛ حيث يجب أن يكون رأسه متجهًا للأسفل نحو الحوض، ويُمكن أن يتخذ الجنين في هذه المرحلة وضعية المجيء المقعدي (بالإنجليزية: Breech Position)؛ وهذا ما يمكن معرفته من خلال المراجعات الدورية للطبيب، ومع مرور الأيام يمكن أن يلتفّ الجنين ويتخذّ الوضعية الرأسيّة متجهزًا للولادة الطبيعية، وفي حال عدم التفافه يقرر الطبيب الحاجة إلى الولادة القيصرية (بالإنجليزية: C-section) لتعذّر الطبيعية.
الأسبوع 29
يكون حجم الجنين خلال الأسبوع التاسع والعشرين من الحمل قريبًا من حجم القرع أو الدجاجة الصغيرة؛ بحيث يبلغ وزنه قرابة 1.2 كيلو غرامًا، وطوله حوالي 38.6 سنتيمترًا، وخلال الأسابيع القليلة المتبقية يكتسب الجنين حوالي نصف وزنه عند الولادة، وتنمو بسرعةٍ أعلى عضلاته ورئتيه ورأسه، وذلك في طور محاكاة نمو دماغ الطفل السريع، وتتطوّر قدرات الجنين ومهاراته فيُصبح أكثر قدرةً على تنظيم درجة حرارة جسمه، وفتح عينيه والتركيز، إضافةً إلى قدرته على التوجّه نحو الضوء داخل الرحم، ويستمر تموضّع الدهون التدريجي تحت الجلد ليهبَ الجلد مزيدًا من النعومة والنضارة، وتتوالى تحضيرات الجنين ليوم الولادة، فخلال إحدى عشر أسبوعًا سيطلّ على الحياة بمظهر طفل صغير ناضجٍ خالٍ من الطبقة البيضاء الدهنية والشعر الناعم الدافئ الذي يُغطي جلده، ويتمتع بصحّة جيدة، حيث يكتسب الجنين المزيد من الوزن ويمرّ بتطوراتٍ تطال جميع أعضاءه، ولهذا فإنّه من الضروري أن تحصل الأم على حاجتها من الراحة والعناصر الغذائية المهمة كالبروتين، وفيتامين سي، وحمض الفوليك (بالإنجليزية: Folic Acid)، والحديد، والكالسيوم، والتي يُمكن الحصول عليها جميعًا من المصادر الغذائية التي يمكن معرفتها وتحديدها بالتعاون مع الطبيب.
الأسبوع 30
مع بداية الأسبوع الثلاثين من الحمل زِن الجنين خلال هذا الأسبوع قرابة 1.3 كيلو جرامًا، وخلال هذه المرحلة من الحمل يستمر تموضع الدهون تحت الجلد ليبدو الجنين أكثر سمنةً، وأقل تجعيدًا، وتبدأ أظافر الأصابع بالظهور، وتتطوّر أيضًا ردود أفعاله بشكلٍ أكبر ويُصبح الجنين مُدرِكًا لتقلصات براكستون هيكس (بالإنجليزية: Braxton Hicks)، وخلال هذا الأسبوع يمرّالجنين بالتغيّرات التالية:
- نمو دماغ الطفل وتحوّله من السطح الأملس إلى شكل الدماغ الطبيعي المليء بالأخاديد والطيّات، وذلك بهدف زيادة كمية أنسجة المخ ليكون الجنين مستعدًا لتطوير ذكائه خارج الرحم.
- اختفاء زغب الجنين (بالإنجليزية: Lanugo)؛ وهو الشعّر الناعم الدافئ الذي ينظم درجة حرارة جسم الجنين خلال الفترة الماضية من الحمل، حيث يتولّى دماغ الطفل والخلايا الدهنية الجديدة هذه المهمة ويكون مسؤولًا عن تنظيم درجة حرارة جسم الجنين، ومع هذا فمن الممكن رؤية بعض الزغب المتبقي على ظهر الجنين وكتفيه عند الولادة.
- تولّي نخاع العظم (بالإنجليزية: Bone Marrow) مهمّة إنتاج خلايا الدم الحمراء (بالإنجليزية: Red Blood Cells) وتصنيعها بعد أن كانت موكولةً لعددٍ من الأنسجة بدايةً ثم إلى الطّحال (بالإنجليزية: Spleen)، وهذا من شأنه أن يساعد الجنين على النمو بشكلٍ أفضل عند ولادته.
الأسبوع 31
ببلوغ الأسبوع الحادي والثلاثين يزِن الجنين قرابة 1.5 كيلو غرامًا، وطوله حوالي 41 سنتيمترًا، وسيكسب حوالي ربع كيلو غرامًا أسبوعيًا حتى ولادته، ويكون اكتساب الجنين للوزن أكثر من الطول خلال هذه المرحلة، وما يميّز هذه المرحلة أنّ الجنين يُصبح ذو حجمٍ كبير ويصعب عليه التمدد داخل الرحم ممّا يدفعه إلى اتخاذ وضعية محددة يبقى عليها حتى الولادة، وتطرأ عدّة تغيرات على أعضاء الجنين الجنسية بما في ذلك تغيّر مواضعها؛ حيث تتحرك الخصيتين وتنزلان لتستقران في كيس الصفن في حال كان الجنين ذكرًا، وفي حال كانت أنثى فإنّ البظر (بالإنجليزية: Clitoris) يكون قد تشكّل بصورةٍ نسبية، وتشمل التطورات الأخرى ما يأتي:
- القدرة على فتح العينين والاستجابة للضوء.
- تطور الدماغ بشكلٍ سريع؛ بحيث يصبح دماغ الطفل قادرًا على تلقّي الرسائل وإرسال الإشارات.
- الاستجابة للأصوات الصاخبة القريبة ودخول الجنين في حالة من الذهول عند سماعها.
- بدء الكلى بإنتاج البول.
- تطور قدرة الجنين على الرضاعة والبلع، ويمكن أن يصاب الجنين بالفواق.
- استمرار تطوّر حواسّ الطفل من نظر، وسمع، وتذوق، ولمس عدا الشم التي تتطور بعد الولادة.
نظرة عامة حول نمو الجنين
يتطوّر الجنين وينمو داخل الرحم خلال فترة الحمل؛ انطلاقًا من نقطة البداية المُتمثلّة بالإخصاب (بالإنجليزية: Fertilization) وانتهاءً بالولادة (بالإنجليزية: Delivery)، ويُطلق على عملية النمو والتطور هذه مصطلح تطوّر ما قبل الولادة (بالإنجليزية: Prenatal Development)، وعادةً ما يتمّ تقسيم رحلة الحمل ذات التسعة أشهر إلى ثلاثة مراحل رئيسية، تسمّى كلّ مرحلةٍ مكونةٍ من ثلاثة أشهر تقريبًا بالثلث من الحمل (بالإنجليزية: Trimester) تكون كلّ منهما مصحوبةً بمجموعةٍ من التغيرات والمُستجدات، وعند الحديث بشكلٍ أدق عن مدّة الحمل فهو رحلة تتكون من أربعين أسبوعًا، أو 280 يومًا، بالاعتماد على الشهر الذي حدث بهِ الحمل والأسبوع الذي تحدث فيه الولادة نظرًا لاختلاف عدد أيام الأشهر، وبالتالي قد تكون مدة الحمل تسعة أو عشرة أشهر، وهذا أمر طبيعي، ويُمكن الحصول على المعلومات حول عمر الحمل وتاريخ الولادة المتوقع من خلال زيارة الطبيب المختص والذي بدوره سيعمد إلى إعطاء صورة واضحة عن الحمل ونمو الجنين مبينًا تطوّر الجنين والتغيرات التي يمر بها كل من الجنين والأم خلال هذه المرحلة من حياتهما.