نص إنشائي عن مهنة الطبيب (لطلاب الإعدادي)
قسم الطبيب عهد ووعد
إن من أروع الأشياء التي قد نسمع عنها هو ذلك القسم الذي يؤديه الطبيب قبل أن يبدأ مسيرته في علاج المرضى وتطبيب جراحاتهم وتخليصهم من آلامهم وعذاباتهم، ومن كل الأمراض التي قد تفتك بهم وتؤدي إلى هلاكهم، إنهم يؤدون ذلك القسم بكل رضا وقناعة بأنهم سيبرون بقسمهم ووعدهم بتقديم أفضل ما لديهم وبذل أحسن إمكانياتهم في سبيل معالجة المرضى والتخفيف عنهم، إنه قسم الطبيب الذي لا مفر منه، إنه القسم الذي يبدأ به الطبيب حياته المهنية، وبهذا القسم النبيل يكون المرضى على ثقة تامة بأن الأطباء سيطبّقون ذلك القسم ويكونون عونًا لهم على مرضهم، كما أن الأطباء سيقدمون أفضل ما لديهم من خبرات.
الطبيب تضحية وتفاني
منذ بدء الخليقة بدأ الناس يعالجون أنفسهم بما يعلمون من وصفات، ومع التقدم والتطور أصبح هناك العديد من الأشخاص ذوي الخبرة الذين يستطيعون معرفة العلاجات اللازمة وتحديدها، وأصبح هناك أيضًا أطباء باختصاصات محددة يمكنهم من خلالها معالجة الناس بحسب طبيعة مرضهم وما يحتاجون إليه من علاجات، واليوم ها قد نص غير منسقتطور الطب كثيرًا حتى إنه لم يعد باستطاعة أحد مجاراة تلك التطورات بالطب إلا الأطباء الطموحين الذين يسعون نحو تطوير معارفهم وخبراتهم ومعرفة كل المستجدات في عالم الطب، ويسعون دائمًا لاكتشاف أنجع العلاجات لأكثر الأمراض صعوبة.
أنشأت اليوم مشاف كثيرة، ولكل منها اختصاص معين ومنها ما هو شامل للاختصاصات والأمراض كافّة، وحالما تدخل أحدها تجد أولئك الملائكة بردائهم الأبيض وابتسامتهم النبيلة والمشرقة التي حالما تراها تشعر بالراحة وأحيانًا يزول عنك نصف الداء، وبلمساتهم الحنونة وأسئلتهم العميقة يعرفون ما تعاني منه فهم يمتلكون خبرة كبيرة، وإنهم أيضًا ليصبرون على المشقة والتعب في سبيل معالجة المرضى والسعي نحو شفائهم من أمراضهم التي أقعدتهم عن العمل وحرمتهم النوم والجلوس وتناول الطعام وممارسة حياتهم الاعتيادية.
قد يظن الكثيرون أن مهنة الطبيب من المهن السهلة، التي ليس من الصعب امتهانها، لكنهم لا يعلمون أن الطبيب كي يصبح طبيبًا يسهر ويتعب ويكد ويعمل ويدرس لمدة لا تقل عن سبعة سنوات في الطب العام يليها ما بين ثلاث إلى خمس سنوات للتخصص، وبعدها يتخرج لدينا أطباء من التخصصات الطبية كافة؛ فمنهم من يصبح طبيب أسنان أو طبيب عيون أو طبيب جراح أو طبيب أنف وأذن وحنجرة وغيرها من الاختصاصات الطبية اللازمة لمعالجة الأمراض المتنوعة ما بين الخفيفة والمستعصية.
إنّ الكثيرين لا يعلمون أن مهنة الطبيب تضحية وتفانٍ وعمل متواصل بلا كلل، فقد تجد الطبيب يسهر في عيادته أو في المستشفى حتى ساعات متأخرة من الليل، لا يغمض له عين ولا يرف له جفن، وقد يضطر الطبيب للمناوبة في المستشفى لفترتين أو ثلاثة، حتى يؤدي واجبه على أكمل وجه أو حتى يسد محل طبيب غائب أو غير موجود لأي سبب كان، وكل ذلك لماذا؟ كل ذلك من أجل حماية أرواح الناس وتقديم المساعدة لهم والخدمة متى احتاجوا لذلك، ومن أجل معالجة الحالات الطارئة التي قد تأتي على حين غفلة وفي ساعات متأخرة من الليل.
قد يتفانى الطبيب في عمله لدرجة أنه لا يعود للمنزل لعدة أيام تاركًا أطفاله وأسرته لفترات طويلة، مكتفيًا بسماع صوتهم والاطمئنان عليهم عبر الهاتف، وكل ذلك من أجل المرضى والضعفاء، وقد يضحي الطبيب بحياته في سبيل إنقاذ أرواح المصابين والمتضررين جراء الحروب والزلازل والكثير من الأزمات، فيتعرض الطبيب للقصف أو الأذى غير آبه بما قد يصيبه فلا يهمه سوى إنقاذ أرواح الناس والذود عنهم، وقد يتعرض الطبيب لما هو أقصى من ذلك فيأتي أحد إخوته أو أبنائه شهيدًا للمشفى أثناء الحروب، وهي من الصدمات التي تعرض لها الكثير من الأطباء على مر التاريخ وأثناء الحروب والكوارث محتسبين أمرهم لله عز وجل.
ليس أجمل من أولئك الأطباء الذين يعملون بأجر بسيط من أجل مساعدة المرضى الفقراء الذين لا يستطيعون حتى شراء الدواء، حتى إنّهم يعالجون الكثير من المرضى بلا أجر مادي، وحتى إنّ الدواء يكون على حساب الطبيب، وقد سمعتُ ذات مرة عن ذلك الطبيب الذي كان يعمل صباحًا في عيادة بأجر مادي وعندما يعود في المساء إلى حيّه البسيط يفتح عيادته المجانية والتي ينفق عليها من عيادته الصباحية، فيعالج الفقراء ويصف الدواء بلا كلل ولا ملل، طالبًا الأجر من الله عز وجل وحده.
ما أنبلها من مهنة ولا يخفى علينا جميعًا ما تعرض له الأطباء من مخاطر أثناء مواجهة فايروس كورونا الأخير الذي اجتاح مختلف البلاد وأمرض العباد، وما أكثر الأطباء الذين خسروا حياتهم في مواجهة هذا المرض الخطير ومنهم من لم يعد إلى بيته لشهر وشهرين وثلاثة، من أجل القيام بالواجب الإنساني على أكمل وجه إذ يعرض الأطباء أنفسهم وعوائلهم للمخاطر، فهم قد يجلبون الداء معهم إلى المنزل، لكنهم في الوقت نفسه كانوا حريصين أيضًا على كل إنسان سواء في منازلهم أم خارجها، فقاموا بعزل أنفسهم حرصًا على سلامة الآخرين واضطروا لارتداء ملابس خانقة طوال اليوم حتى لا يكونوا ناقلين للأمراض محتملين بذلك التهابات وتسلخات جلدية خطيرة.
الطبيب صبر كبير وعلم وفير
كم يصبر الأطباء في سبيل مهنتهم الشريفة هذه، وكم يقاسون في سبيل علاج المرضى وإنقاذ أرواحهم الغالية، فهم لا يعتبرون مرضاهم أرقامًا تدخل العيادة كل يوم، إنما هم أجساد تتألم وأرواح تعاني، فيقدمون أفضل ما لديهم من علم وفير ومعرفة وحنكة وخبرة ليس لها مثيل، وينصحون مرضاهم بإجراء الفحوصات الدورية ، ويعالجون الحالات المستعصية، فقد مرّ بهم العديد من الحالات الصعبة والمريرة، وكم كتب الله على أيديهم الشفاء للعديد من الأمراض والحالات المستعصية وأجروا العديد من العمليات المستعصية والخطيرة التي يئس أصحابها من النجاة منها وعلاجها.
قد يفيدك قراءة مقال مشابه في كتابة تعبير عن الطبيب: موضوع تعبير عن الطبيب .