نص إنشائي عن النظافة (لطلاب الابتدائي)
المقدمة: النظافة صحة وجمال
دعت جميع الشرائع السماوية والدينية إلى النظافة؛ وذلك لأهميتها الكبيرة في حياة المرء والحفاظ على صحته وجماله، والنظافة أساسها الماء، ومن المعلوم أن الماء شريان الحياة وأساس العيش الهانئ، وجمال الإنسان يكمن في صحته الجسدية ومظهره الخارجي، كما أن للنظافة أهمية قصوى في تجميل الأماكن والمنازل والشوارع والأحياء والمدارس والساحات والمرافق كافّة في المجتمع، فتخيل لو أنك تدخل مكانًا يفتقر إلى أدنى مقومات النظافة فإنك حينها لن تشعر بالراحة وستجد المكان قفرًا مظلمًا، كما أنك ستشعر بالخوف من ذلك المكان وممّا قد يصيبك فيه من آفات.
العرض: النظافة بهاء الجسد وخفة الروح
إن من أثر النظافة على صحة الإنسان وجسده أنها تعطيه مظهرًا رائعًا ليس له مثيل وتمنحه خفةً في الروح وتزيد من ثقته بنفسه، ومن المعلوم أن الله عز وجل فطر الإنسان السوي على حب النظافة، فهو يتميز عن سائر المخلوقات التي خلقها الله عز وجل بحبه للنظافة واهتمامه بنظافة جسده وروحه ومكانه وكل ما يمكن أن يستعمله أو أي مكان يعيش فيه، كما أن النظافة مرتبطة بخلو المجتمع من الأمراض والجراثيم والأوبئة، فقد تنتشر الأمراض والأوبئة والجراثيم في المكان الذي يفتقر إلى أدنى شروط النظافة والسلامة، ممّا يؤدي إلى هلاك الإنسان وتدمير صحته.
دعت الشريعة الإسلامية والأحاديث النبوية الشريفة إلى النظافة وجعلت الكثير من العبادات مرتبطة بالطهارة ونظافة البدن ارتباطًا وثيقًا، فمعظم العبادات لا تصح إلا بالطهارة، فوجب الوضوء قبل كل صلاة مع المحافظة على نظافة البدن والملبس، وجعل الله عز وجل النظافة شعبةً من شعب الإيمان، ووجه الأمر للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بالطهارة والنظافة، حتى يكون معلِّمًا للمسلمين ومرشدًا لهم لأنه من واجب المسلمين جميعًا المحافظة على طهارة أبدانهم ونظافة أجسادهم، كما عدّ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وذلك من الأفعال الصالحة التي يؤجر عليها.
تعد النظافة أيضًا من السلوكيات المتحضرة التي تقوم الحضارات عليها، كما أن الحفاظ على نظافة البيئة وهو مكان العيش سلوكًا حضاريًا أيضًا، فالإنسان المتحضر النظيف يحافظ على نظافته الشخصية ونظافة بيته، علمًا أن البيئة ليست محصورة في مكان عيش الإنسان إنما هي كل مكان يرتاده الإنسان ويقوم بأنشطته المختلفة فيه مثل الأماكن العامة كالمدارس والجامعات والوزارات والمؤسسات الحكومية والعامة، بالإضافة إلى الأحياء والشوارع والطرقات الفرعية والرئيسة، والحدائق العامة والخاصة، والشواطئ والأنهار والبحار، ومجاري المياه النظيفة والمستخدمة لخدمة الإنسان، فتخيل معي يا رعاك الله لو أن الإنسان بعباداته وصلاته وصيامه وسلوكياته جميعها لا يولي للنظافة أي اهتمام.
قد يرى الإنسان أنه من الصعب تنظيف الحي كله في يومٍ واحد أو حتى أسابيع، ولكن لو تعاون جميع السكان واتفقوا على أن ينظف كل منهم حول بيته ويميط الأذى عن الطريق كلما رآه لأصبح الحيّ نظيفًا بشكل تام وخاليًا من أية آفات، كما أن توفير مكبات نفايات في أماكن متفرقة وقريبة نوعًا ما يشجع الناس على عدم رمي الأوساخ في كل مكان، والعمل معًا من أجل توفير بيئة نظيفة للأجيال القادمة، فلو أقيم أحد المشاريع الكبيرة والتي استوجبت استخدام العديد من المواد وبالتالي إنتاج عدد هائل من المخلفات التي تضر بالبيئة وتدمر شكل الحي ومظهره ونظافته، وخاصة لو كان هناك مياه راكدة تؤدي إلى تجمع الحشرات الناقلة للأمراض، ولم يتم العناية بالمكان جيدًا لكان هناك خطر بيئي مدمر بلا أدنى شك.
إن من واجب الآباء والأمهات والمربيين والمربيات حتى الأخوة الكبار زرع سلوكيات النظافة عند الصغار؛ فهم قدوة لهم أولًا ومن ثم تعليمهم كيفية التنظيف وإماطة الأوساخ عن الطرقات وفي المدارس والساحات والمنزل والأماكن التي يذهبون إليها، فلو نفرض مثلًا أن إحدى الأمهات قامت بشراء بعض الحاجيات لأبنائها ولم يكن في المكان أي شيء يمكن إلقاء النفايات فيه، فإنه باستطاعة الأم حثّ أبنائها على وضع الأوراق في كيس صغير إلى حين الوصول إلى مكان يمكن إلقاء النفايات فيه، أو دفعهم نحو البحث عن سلال القمامة القريبة ووضع الأوراق فيها، كما ينبغي على المربيين والمعلمين تخصيص يوم في الأسبوع للأطفال من أجل القيام بأنشطة لتنظيف ساحة المدرسة أو الشارع لتحفيزهم وتعويدهم على النظافة.
إنّ النظافة التي حثت عليها الشريعة الإسلامية لا تشتمل فقط على نظافة الجسد عمومًا، ولكن ينبغي الاهتمام بنظافة الأسنان من خلال استخدام السواك أو معجون الأسنان، ويشتمل تنظيف الأسنان على التكرار لمرتين أو ثلاثة على أقل تقدير، كما تشتمل على تنظيف الشعر وغسله جيدًا عند الاستحمام، وقص الأظافر والعناية بها لأن الأظافر من الأماكن التي تتجمع الأوساخ تحتها وتعدّ ناقلةً للأمراض والجراثيم، كما ينبغي العناية بنظافة القدمين جيدًا وغسلهما حال العودة من العمل أو المدرسة أو أي مكان في الخارج خاصة في أيام الحر الشديدة، إذ إنه قد تتسبب بخروج الروائح المزعجة من القدمين، والتي قد تسبب لكَ الإحراج أمام الآخرين، وقد تتطور الحالة وتصاب القدم بالعديد من الأمراض مثل: مرض القدم الرياضي والفطريات.
الخاتمة: النظافة نقاء القلب وطهر المكان
إن الأشخاص ذوي القلوب النقية يهتمون بأمور النظافة أيّما اهتمام، فقلما تجدُ إنسانًا نقي القلب يلقي النفايات في أي مكان أو يعبث بالممتلكات العامة ويؤذي الشجر أو الطيور، وإنما تجدهم يحبون النظافة ويحافظون على طهارة المكان ونظافة الأركان، قلوبهم نقية تمامًا كما السماء النقية وصافية كصفاء المياه العذبة، تسعدهم نظافة الشوارع والأماكن وتزعجهم قذارتها، ويحاولون جهدهم بكل ما استطاعوا من قوة أن يبقوا الأماكن نظيفة وخالية من القاذورات، فهم أنقياء القلوب ذوي المشاعر المرهفة والأحاسيس الناعمة.
إن كنت مهتمًّا بقراءة مقال مشابه، قد يفيدك هذا المقال: موضوع تعبير عن النظافة .