نشأة المنظمات الدولية
تعريف المنظمة الدولية
هي عبارة عن مؤسسة رسمية تستمد عضويتها من ثلاث دول على الأقل، ولها أنشطة في عدة دول، ويتم جمع أعضاؤها من الدول المختلفة معًا من خلال اتفاق رسمي مبرم بينهم. ويمكن اعتبار المنظمات الدولية الخاصة على أنها مظاهر لعملية التنظيم على المستوى الدولي.
متى بدأت عملية التنظيم الدولي؟
عقدت ثماني دول أوروبية مؤتمر فيينا بين 1814 و 1815، بهدف استعادة ميزان القوى للحفاظ على سلام دائم وذلك ريثما أُعيد ترسيم الحدود الإقليمية الفرنسية بعد إزعاج نابليون بونابرت ميزان القوى في أوروبا بحملاته العسكرية للفتوحات بعد الثورة الفرنسية عام 1789، حيث أدركت القوى العظمى أن نظام الدول الحالي لم يعد مناسبًا وأنه يتعين عليها البحث عن ترتيبات مؤسسية جديدة.
ومن الجدير بالذكر بأن الابتكارات المرتبطة بظهور الصناعة وإدخال طرق جديدة للنقل والاتصالات قد حفزت الدول على إنشاء قوى ذات أغراض خاصة، تسمى عادةً بالاتحادات الدولية والتي من شأنها تسهيل تعاون الحكومات في التعامل مع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
ولم يتخذ تحالف أوروبا الناتج بعد مؤتمر فيينا طابع منظمة سياسية، فقد استمر نفس النمط حتى الحرب العالمية الأولى كإطار لنظام المؤتمرات التي أعطت بعض المضمون لفكرة أن الدول الأوروبية تشكل كيانًا منظمًا. تم توسيع هذا المفهوم من خلال مؤتمرات لاهاي لعامي 1899 و 1907، والتي سمحت لمختلف الدول الصغيرة وكذلك الدول الأوروبية بالمشاركة في المداولات السياسية الجماعية.
قرب نهاية القرن التاسع عشر، أدى إنشاء اتحاد (منظمة) عموم أمريكا وبدء سلسلة من المؤتمرات الأمريكية إلى تعزيز مبدأ مونرو وتصريحات سيمون بوليفار من خلال إعطاء تعبير مؤسسي لفكرة أن دول نصف الكرة الأرضية الغربية تشكل مجموعة فرعية متميزة داخل النظام الأكبر متعدد الدول.
بعد التطور الهائل للمنظمات الدولية منذ الحرب العالمية الأولى. تم تطوير الأنماط الأساسية للهيكل المؤسسي والإجراءات، وبدأ الاتجاه نحو توسيع مفهوم المنظمة الدولية لتشمل كيانات خارج حدود نظام الدولة الأوروبية. والأهم من ذلك الدوافع المزدوجة لبناء المنظمات الدولية لتشمل تعزيز الاستجابة المنسقة من قبل الدول لمشاكل الاتصال السلمي، زيادة الترابط الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك تهدئة الصراع في المجالين السياسي والعسكري.
شروط إنشاء النظام الدولي الجديد
من بين الشروط التي سمحت بإنشاء نظام دولي جديد في فيينا، أن تعمل الدول كوحدات سياسية مستقلة، إنشاء قدر كبير من الاتصال بين الدول، الوعي بالمشاكل التي نشأت عن خلال وجودهم، بالإضافة إلى إنشاء أدوات مؤسسية وأساليب منهجية لتنظيم علاقات الدول مع بعضهم البعض.
ومن النقاط التي تم إضافتها أيضاً، إمكانية أقوى دولة والتي تسمى بالدولة المهيمنة تنفيذ استراتيجية الارتباط المؤسسي بين الدول وخصوصاً بعد الحروب الكبرى، حيث تقوم بتطبيق الآليات الملزمة والمعاهدات التي تخلق ما يسمى بفرص التعبير للجهات المشاركة، وكذلك توفر إجراءات لتخفيف النزاعات أو حلها من أجل تحقيق التسوية المنشودة بين الدول.وقد كانت بريطانيا وأيرلندا القوة المهيمنة الجديدة في ذلك الوقت.