نتائج فتح مكة
نتائج فتح مكة
كان لفتح مكة أكبر أثر على توسع الدولة الإسلامية ، وزيادة عدد المسلمين، وظهور دولة الإسلام كدولة قوية منيعة يهابها أعداؤها، ويمكن أن نجمل نتائج فتح مكة بالنقاط التالية:
- في هذا الفتح أعز الله -عز وجل- دينه الحق وعباده المؤمنون، فقد طُويت صفحة استضعاف أتباعه وتعذيبهم ومحاولة ثنيهم عن دين الحق، وبدأت صفحة جديدة من القوة والمنعة والتمكين.
- قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- على الكفر في أشرف بقعةٍ على الأرض، وطهّرها من مظاهر الكفر والشرك والأصنام التي تدنسها، فهدم الأصنام التي كانت داخل الكعبة وخارجها، وأنهى أشكال الكفر والشرك التي كانت مزدحمةً في مكة، وأصبحت المدينة العظيمة تحت سلطة المسلمين.
- بعد الفتح دخل الناس في دين الله أفواجاً، كان أولهم أهل مكة الذين حاربوا الإسلام من لحظة إعلانه، ثم أخذت القبائل العربية تدخل في الدين الإسلامي، وجاءت الوفود من كل الجزيرة العربية تعلن إسلامها وخضوعها للحق المبين، وبهذا تزايدت أعداد المسلمين وانتشر الإسلام في الجزيرة العربية.
- تحقيق أمنية النبي -صلى الله عليه وسلم- بدخول بلده الأم وقومه تحت راية الإسلام وتخليصهم من مصير الكفرة في الآخرة.
- بلغ عدد المسلمين الذين اتبعوا دين الله -سبحانه وتعالى- بعد سنتين فقط من هذا الفتح العظيم مائةً وأربعةً وعشرين ألفاً، يتقدمهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم حجة الوداع ، ينهلون من معينه الصافي، ويتعلمون منه مناسك حجهم وأحكام دينهم.
مقدمات فتح مكة
بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة أخذ الصراع بينه وبين كفار مكة يتخذ شكل المواجهات المسلحة، وظلّ الدين الجديد يجمع من حولهِ الأتباع المخلصين، فيزداد العداء القرشي له، فحدثت عدة معارك بين الطرفين، منها بدر وأحد والخندق، وبعد الخندق وصل القرشيون إلى قناعة؛ وهي أنّ قوة المسلمين لا يستهان بها، بل إنّ كفة القوة أصبحت في صالح المسلمين، ومن جانب المسلمين يعبر -صلى الله عليه وسلم- عن حالة التفوق هذه بقوله: (الآنَ نَغْزُوهُمْ ولَا يَغْزُونَنَا، نَحْنُ نَسِيرُ إليهِم)،ثم كان صلح الحديبية الذي صالح النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه قريشاً على عدة بنود كان أهمها: وضع الحرب بينهم عشر سنوات، وبهذا يكون -صلى الله عليه وسلم- قد حيَّد أكبر جبهةٍ عنه، وتوسع في دعوة الناس، فكان ذلك أكبر مقدمةٍ لفتح مكة.
سبب هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم من مكة
خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة لأنّ كفار قريش كانوا يحاولون قتله، ولكن رعاية الله -سبحانه وتعالى- حفظته، وأوجد له -سبحانه وتعالى- ملاذاً آمناً في المدينة المنورة، لينُشئ فيه نواة دولته، وما هي إلّا ثماني سنوات، حتى يعود -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة المكرمة فاتحاً عزيزاً ممكناً ومن حولهِ أتباعُه الذين بلغ عددهم عشرة آلاف مؤمن بدينه، يفدونه بكل شيء.