نتائج حركة الإصلاح الديني في أوروبا
من أجل فهم العواقب الجذرية للإصلاح الديني في أوروبا يجب معرفة أن الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى سيطرت على الدين والسياسية من خلال الأنظمة الإقطاعية في أوروبا؛ إذ كانت الكاتدرائيات الكاثوليكية قلب المجتمع، وكان للأساقفة والكهنة الكلمة الأولى والأخيرة في كلّ شيء، وليس بمقدور الناس إلا أن يُظهروا الولاء لهم ليضمنوا الخلاص الأبدي. أما حول نتائج حركة الإصلاح الديني فهي ما يأتي:
استمداد السلطة الروحية واللاهوتية من الكتاب المقدس
كان المصلحون يناشدون إعلان كلمة الله باعتبارها الحكم النهائي للحقيقة، ضد ادعاء البابوية في روما ، وإساءة استخدامهم التقاليد بقدر، وكثيرًا ما كانت تتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس، كما صرّح لوثر في مقاله المشهور عن ترجمة الكتاب المقدس أنّه مُلتزم بتعاليم الكتب المقدّسة، ويقتبس أفعاله ممّا يمليه عليه ضميره تجاه الله.
اكتساب الأشخاص المكانة الصحيحة مع الله
بدأ لوثر وأولريش زوينجلي وآخرون بالاعتماد على فهم أوغسطينوس في رؤية النعمة على أنّها العقيدة التي يجب اختبار كل الآخرين من خلالها، وكان كلّ بُعد من أبعاد الخلاص يعتمد حصريًا على نعمة الله، على عكس الاعتقادات السائدة في العصور الوسطى عن التوبة التي يُمكن القيام بها من أجل إعفاء الشخص من الخطيئة أو تقصيره.
جعل الشعائر الدينية في متناول عامة الناس
كانت العبادة المسيحية لقرون عدّة تُؤدى حصريًا باللغة اللاتينية في أوروبا الغربية ، ولم يكن يفهمها إلّا رجال الدين والنخب الثقافية، حتّى أنّ بعض رجال الدين لم يكونوا على معرفة باللاتينية،وكانوا يقرؤون الكثير من الكتاب المقدس بشكل غير دقيق ومقلقل، إلا أنّ ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغات المحلية، ساعدت الكثيرين على الانتقال من مشاركين سلبيين إلى مشاركين فاعلين في العبادة.
كشف الفساد في قيادة الكنيسة
كشف الإصلاح البروتستانتي أنّ تمويل كاتدرائية القديس بطرس في روما كان من خلال البيع الاستغلالي، كما أنّ البابا استأجر مرتزقة ليكونوا جيوشًا دائمة للكنيسة، وكان أساقفة الكنيسة يُشرفون على العديد من الدوقات لكسب مزيد من المال، وحوِّلت بعض الأديرة إلى أراضٍ فخمة لإيواء أطفال الطبقة النبيلة غير الشرعيين، وهذا كلّه لأنّ الأغنياء أغروا قادة الكنيسة بالثروة والسلطة.
مشاركة المرأة عبر أوروبا
دفع الإصلاح البروتستانتي إلى انتشار معرفة القراءة والكتابة؛ لأنها ركائز أساسية للتقوى الشخصية القائمة على فهم الكتاب المقدس، بالإضافة إلى أنّ البروتستانت اهتموا بتعليم الدين المسيحي للأطفال، كما أنّ ترجمة لوثر الكتاب المقدّس للألمانية، جعلت الأطفال يقرؤونه بسهولة بدلًا من تعلُّم اللاتينية لقراءته، كم أصبح للنساء دور في الوعظ المسيحي بعد أن كان ممنوعًا تمامًا.