نبذة عن مصطفى وهبي التل
نشأة وتعليم مصطفى وهبي التل
وُلد الشاعر مصطفى وهبي التل والملقب بعرار في مدينة إربد الواقعة في شمال الأردن، في الخامس والعشرين من شهر أيار لعام 1899م، وقد درس المرحلة الابتدائية فيها، ثم انتقل مصطفى التل إلى دمشق لإكمال تعليمه الثانوي عام 1912م، وأثناء دراسته في دمشق شارك في بعض الحركات التي كانت قوم ضد الأتراك، وبسبب هذه الحركات نُفي عرار إلى بيروت، وبعد مدة قصيرة عاد إلى دمشق ليكمل تعليمه.
وفي عام 1916م عاد عرار إلى مدينته إربد ليقضي فيها عطلته الصيفية، وفي هذه الأثناء حدثت بعض الخلافات بينه وبين والده، وعلى إثرها قرَّر والده عدم إعادته إلى دمشق، فبدأ العمل في مدرسة كان قد أنشأها والده، ثم استطاع أن يُقنع والده بالرجوع إلى دمشق ليستكمل تعليمه فوافق، وتزامن رجوعه مع قيام بعض الحركات الطلابية فشارك فيها مما أدى إلى نفيه مرة أخرى ولكن إلى حلب، وهناك استطاع مصطفى وهبي التل أن يكمل تعليمه وحصل على الشهادة الثانوية من المدرسة السلطانية.
ثم أكمل دراسته الجامعية في تخصص القانون، واستطاع اجتياز الامتحان الخاص بوزارة العدلية، وأصبح محاميًا في عام 1930م.
مسيرة مصطفى وهبي التل المهنية
عمل مصطفى وهبي التل في عدة وظائف، إذ عمل معلمًا في مدرسة في مدينة الكرك وفي العديد من مناطق شرق الأردن، وعُيِّن حاكمًا إداريًا لثلاث مناطق هي وادي السير والشوبك والزرقاء، كما عمل في القضاء في عدد من الوظائف، فكان مأمور إجارات، ورئيس كتاب محكمة الاستئناف، ومدعي عام السلط، وبعد ذلك أصبح المفتش الأول في وزارة المعارف، ثم أنهى عمله فيها وأصبح رئيس تشريفات في الديوان العالي.
وبعد ذلك أصبح مصطفى متصرفًا للواء البلقاء لمدة أربعة أشهر، وأنهى هذه الأعمال جميعها ثم اتجه نحو المحاماة، وأنشأ مكتبًا خاصًّا به في عمان ليمارس مهنته.
وتجلَّت إنسانيته في هذه المهنة، فكان يتولى قضايا المظلومين مثل قضية الفلاحين الذين كانوا يعانون.
وكان لعرار دور بارز في الحداثة الشعرية، فكان من أول الذين كتبوا الشعر الحر، فقد سبق نازك بما يقارب الخمس سنوات، ومن قصائده في الشعر الحر "متى"، و"يا حلوة النظرات".
تميَّز عرار بأنَّه شاعر الأردن القومي، والمؤسس لحركة الشعر الأردني الحديث، وهو من الأصوات الأردنية المميزة التي برزت واشتهرت، وكان ممثلًا لفترة الإمارة وبداية تأسيس المملكة.
وهو الذي حرص على غرس الروح الوطنية بين المواطنين في الوقت الذي كانوا فيه بحاجة لذلك.
أبرز مؤلفات مصطفى وهبي التل
برع مصطفى وهبي التل في الشعر والنثر، وترك وراءه العديد من المؤلفات ومن أبرز مؤلفاته ما يأتي:
- عشيات وادي اليابس، وقد برز فيها صوت عرار وهو ينادي بالحرية والعدل، وتحقيق كرامة الإنسان.
- بالرفاه والبنين، وهو بالاشتراك مع خليل نصر.
- الأئمة من قريش.
- أوراق عرار السياسية، وهي مجموعة من وثائق مصطفى وهبي التل التي جمعها محمد كعوش.
- رباعيات عمر الخيام.
- المعارف في شرق الأردن.
- أصدقائي النور.
- قصة شاعر والمنقذون.
وفاة مصطفى وهبي التل
توفي شاعر الأردن مصطفى وهبي التل وترك خلفه مجموعة من الآثار الخالدة سواءً النثرية أو الشعرية، ففي صبيحة يوم الثلاثاء في الرابع والعشرين من شهر أيار لعام 1949م انتقل مصطفى وهبي التل إلى جوار ربه، وكان حينها في المستشفى الحكومي في عمان، وكان عرار قد وصَّى قبل وفاته أن يتم دفنه في مسقط رأسه في إربد، فنُقل جثمانه إلى تل إربد كما كانت وصيته ودُفن هناك.
اقتباسات من مؤلفات مصطفى وهبي التل
كتب الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل مجموعة من المؤلفات الشعرية والنثرية، وفيما يأتي ذكر لبعض الاقتباسات من شعره:
إنَّ الصعاليك إخواني وإن لهــم
- حقًّا به لو شعرتهم لم تلوموني
فالعزل والنفي حبًّا بالقيام به
- أسمى بعيني من نصبي وتنصيبي
والأمر لو كان لي لم تفرحوا
- أبدًا من أجل دين لكم بمسجون
(فبلطوا البحر) غيظًا من معاملتي
- وبالجحيم إن استطعتهم فزجوني
فما أنا راجع عن كيد طغمتكم
- حفظًا لحقِّ الطفارى والمساكين
وقال أيضًا:
- يا مدعي عام اللواء وخير من فهم القضية
- ومناط آمال القضاة وحرز انصاف الرعية
- ليس الزعامة شرطها لبس الفراء البجدلية
- فيفوز عمرو دون بكر بالمقابلة السنية
- والعدل يقضي ان تعامل زائريك على السوية
الملخص
مصطفى وهبي التل هو شاعر أردني من مدينة إربد، عُرف بأنَّه رائد الشعر الحر، فهو أول من كتب الشعر الحر قبل نازك، تميز شعره بالبساطة واللغة القريبة من الناس، وقد تناول في شعره العديد من المسائل المتعلقة بالشعب الأردني.