نبذة عن مسرحية الملك لير
نبذة عن مسرحية الملك لير
نشرت مسرحية الملك لير أول مرة في عام 1605م، وهي عبارة عن مسرحية تتألف من خمسة فصول من تأليف الكاتب الإنجليزي الشهير وليم شكسبير ، وقد استلهم الكاتب حبكة المسرحية من كتاب"هولنشد" الذي يدور حول تاريخ إنجلترا، كما استلهم الحبكة الثانوية من ملحمة سبنسر الشعرية "ملكة الجان"، واعتبرها النقاد أفضل ما كتبه شكسبير لأنَّها تنتمي إلى العصر الحديث، أو تحمل ملامح الحداثة .
ملخص مسرحية الملك لير
تدور أحداث مسرحية الملك لير في بريطانيا القديمة، وفيما يأتي تلخيص مسرحية الملك لير:
تنازل الملك لير عن العرش
تبدأ أحداث مسرحية الملك لير عن بعض الأحداث التي عاشتها بريطانيا خلال حكم أحد ملوكها العظام والذي يدعى لير، وقد كان لدى هذا الملك ثلاث بنات وهن: البنت الكبرى غونوريل، البنت الوسطى ريغان، البنت الصغرى كورديليا، وقد كانت جميع بنات الملك متزوجات باستثناء كورديليا البنت الصغيرة، وقد قرر الملك التنازل عن العرش لبناته بسبب كبر سنِّه.
استدعى الملك بناته وطلب من كل واحدة أن تعبِّر له عن حبها، وحسب ما ستقوله كل واحدة سوف يعطيها من مملكته الكبيرة، وقد كانت غونوريل فتاةً ماكرةً وذكية، كما أنَّها كانت تحسن تنميق الكلام وصفِّ العبارات الخادعة، فأخبرت والدها أنَّه أغلى من عينيها، وأنَّ حبها له لا يمكن أن يوصَف بالكلمات، ومثلها فعلت أختها الوسطى.
أمَّا الصغرى فكانت تحب والدها كثيرًا ولكنها لا تستطيع تنميق العبارات مثل أختيها، فوهبَ الملك لير ثلث مملكته لابنته الكبرى وثلثًا لابنته الوسطى، وطلب من ابنته الصغرى أن تعود لاحقًا وتنتقي كلماتها جيدًا، ولكنها لم تستطع أن تنمِّق كلماتها، فوهبَ الملك لير المملكة مناصفةً لابنتيه غورنويل وريغان، ولم يعطِ الصغرى أيَّ شيء، على أن يبقى ملكًا على البلاد.
زواج كورديليا
حزنَ جميع من في القصر على كورديليا لأنَّهم كانوا يعلمون مدى حبها لوالدها وصدقها في مشاعرها، ولكنَّ والدها لم يعجبه ذلك، وبقي يتنقل بين قصري ابنتيه غورنويل وريغان شهرًا بشهر، وكان معه مئة من الفرسان دائمًا يحرسونه خلال تنقله، وقد كانت كورديليا على وشك الزواج من الدوق برجاندي، ولكنه تراجع عن الزواج منها عندما علم أنَّها حرمت من ميراث والدها.
وقد كان الرجل النبيل أيرل كونت من أبرز المدافعين عن كورديليا، ولكنَّه عندما خاطب الملك لير من أجلها نفاه إلى خارج البلاد، وفي تلك الفترة أعجب ملك فرنسا بكورديليا وقرَّر الزواج منها، ولم يمنعه من ذلك قرار والدها، بل تقدَّم لخطبتها، وبعد الزواج نقلها معه إلى فرنسا وأصبحت ملكة فرنسا هي الأخرى.
خيبة أمل الملك لير
بعد فترة من الزمن اكتشف الملك لير أنَّ ابنته الكبرى لم تكن صادقة في حبها له، واتَّضح له أنَّها لا تحبُّ إقامته في قصرها مع الفرسان المئة، وقد أخبرته بذلك صراحة في نهاية الأمر، وأنَّها لن تحتمل أن يبقى والدها معها في القصر نفسه، وبعد ذلك أمرت جميع الجنود في القصر ألا يطيعوا الملك لير ولا يكترثوا له ويتجاهلوا طلباته، فقرر الملك أن ينتقل إلى قصر ابنته الوسطى.
هروب الملك لير من ابنتيه
بقيَ النبيل إيرل كونت متخفيًا بدعم من كورديليا، ولازمَ الملك مع الخدم المقربين له، وأطلق على نفسه اسم كايوس، وفي تلك الأثناء طلب الملك من كايوس أن يذهب إلى ابنته الوسطى ويطلب تجهيز مكان لإقامة الملك لير، وفي طريقه تشاجر كايوس مع أحد الجنود الذين أهانوا الملك في قصر ابنته الكبرى، ووصل الخبر إلى الابنة الوسطى ريغان، فأمرت باعتقال كايوس ليتم تعذيبه.
عندما وصل الملك رأى كايوس معلقًا على باب القصر، وطلب من الخدم رؤية ابنته وزوجها، فأخبره الجندي أنهما لا يستطيعان من التعب، عند ذلك قرر الملك اللجوء إلى مكان يشعر فيه بالأمان، فيتوجه إلى قلعة دوفر، بعد ذلك توجه كايوس إلى كارديليا ليخبرها بحال والدها، فطلبت من زوجها أن يهاجم إنجلترا لإسقاط حكم أختيها الخائنتين.
النهاية المفجعة
وقعت الأخت الوسطى والكبرى في حبِّ رجل واحد يدعى إدموند، وتوفي زوج الأخت الوسطى فقررت الزواج من إدموند، مما أدَّى إلى اشتعال نار الغيرة لدى أختها الكبرى فوضعت لها السم وقتلتها فورًا، وعندما علمَ زوجها بفعلتها تلك حكم عليها بالإعدام، وجاءت كارديليا وقابلت والدها في مشهد عاطفي مؤثر وقد اعترف بخطئه.
غير أنَّ جيش زوجها الفرنسي انهزم أمام جيش مملكة بريطانيا العظمى، ووقعت كارديليا في الأسر هي ووالدها، وحكم عليها بالإعدام بتهمة الخيانة لبريطانيا، وبعد ذلك مات والدها حزنًا عليها وعلى ما وصل إليه الحال، ونُصِّب زوج الابنة الكبرى ملكًا على بريطانيا.